أكّد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة- المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم"- أن من المحامد الجيدة ألا يتساهل الإنسان في التخلي أو التفريط بأولئك الناس الذي يَقْبَلُون أن يكونوا أصدقاء له مدى الحياة، مُشِيرًا إلى أن الصداقة معنى مقدس وعظيم. وقال الشيخ سلمان- في محاضرةٍ بعنوان " رجال عرفتهم" ضمن فعاليات مهرجان ربيع بريدة (1430ه ): يجب على الإنسان أن يظل وَفِيًّا لأصدقائه، وذكر عددا من من صاحبهم ولازمهم وتحدث عن شخص من بين (18) شخصية في السجون السعودية حيث أردف الشيخ سلمان: من الرجال الذين عايشتهم أيضا، صديقي وزميلي الشيخ سليمان بن ناصر العلوان، فَكَّ الله أسْرَهُ.. وقد تعرفت إلى الشيخ بزيارة قام بها إلي، وأكْبَرْتُ هذه الروح، ثم توطدت العلاقة والصداقة والحب بيني وبينه، فكنت آتيه في بيته ضحى أو لَيْلًا، ونتسامر إلى نصف الليل، أو بعد ذلك، أو يأتيني هو كذلك.. ومهما طال الحديث نشعر بالمتعة والأنس؛ فالشيخ مَكْتَبَةٌ مُتَنَقِّلَة.. وكنت كلما جئته وجدته يتمَثَّلُ بقول القائل : وجدتُ الحبيب لا يُمَلُّ حديثه ولا ينفع المشنوء أن يترددا! وأوضح فضيلته: أكاد أقول: إن الشيخ العلوان ليس عنده كتاب في مكتبته، إلا وقد قرأه..فهو يقرأ سريعًا، ويحفظ سريعًا؛ الأسانيد، والمتون، مع معرفة للرجال، وللحديث صحيحه من ضعيفه، وعنده مَعْرِفَةٌ بالأقوال الفقهية، وأقوال العلماء، وله اختياراتٌ، فهو شجاعٌ جدا وجريء في الاختيار الفقهي، وعدم التعصب للمذهب، وعدم الوقوف عند المألوف. وكذلك لديه تقديرٌ لأحوال الناس، وظروفهم، وقد كان الناس يتصلون به من كل مكان، ويلقي الدروس عبر التليفون، لأكثر من بلد، وأكثر من مَصْرٍ، يشرح لهؤلاء في الحديث، وهؤلاء في المصطلح، ولهؤلاء في الفقه، وهؤلاء في العقيدة! فالشيخ حفظه الله، نموذجٌ في سعة العلم، ومدرسةٌ في الصبر والمواصلةِ والتحصيل والقراءة، وسَعَةِ الاطلاع.