نجحت جهود الجهات الأمنية في مدينة تبوك صباح اليوم في إحباط محاولة مواطن شاب في الثلاثين من عمره حاول الانتحار بعد صعوده إلى أعلى مبنى الإدارة العامة للنقل بمنطقة تبوك المكون من أربعة طوابق في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحا وطبقا لصحيفة " الرياض " السعودية فإن كل ذلك بسبب عجزه عن تسديد غرامات مالية على حافلته الخاصة لدى إدارة النقل ولعدم حصوله على وظيفة أخرى على حد قوله للجهات الأمنية أثناء محاولته الانتحار واستمرت جهود الجهات الأمنية المشاركة في إفشال عملية انتحار الشاب مدة ساعتين قبل أن تتمكن من إحباطها وبذلت جهود أمنية واسعة وبمشاركة من المواطنين الذين احتشدوا بالمئات أسفل المبنى بعد انتشار خبر محاولة انتحار الشاب عبر رسائل الجوال والمنتديات الالكترونية بسرعة فائقة في مناشدة الشاب بالنزول رغم أن حشود المواطنين والمقيمين تسببت في اختناقات مرورية أحاطت بموقع الحدث الغريب. وكشف مدير عام الطرق والنقل بمنطقة تبوك المهندس خالد الوكيل ل(الرياض) أن الشاب الذي حاول الانتحار هو قائد حافلة خاصة لنقل المعلمات من تبوك إلى مركز بئر بن هرماس بطريقة مخالفة للأنظمة والتعليمات وأشار المهندس الوكيل إلى انه سبق إيقافه أربع مرات من قبل اللجان المتخصصة على منفذ تبوك باتجاه البئر وتم إشعاره بضرورة الحصول على رخصة نقل المعلمات من قبل وزارة النقل في حالة رغبته بالاستمرار في هذا العمل وتابع بقوله فوجئت إدارة النقل صباحا بوقوف الشاب على أعلى المبنى وتهديده برمي نفسه وتم إبلاغ كافة الجهات الأمنية في حينه للتعامل مع هذا الموقف . واختتم تصريحه قائلا إن ما تقوم به وزارة النقل ممثلة بإدارة الطرق والنقل بمنطقة تبوك بالتعاون مع الجهات الأمنية والجهات المختصة الأخرى في متابعة نقل المعلمات خارج حدود مدينة تبوك أو أي مدينة أخرى الهدف منه تطبيق الأنظمة والتعليمات الخاصة بنقل المعلمات حفاظا على الأرواح والممتلكات وتولى مدير الدفاع المدني بمنطقة تبوك اللواء سليمان الحويطي التفاوض مع الشاب عبر مكبرات الصوت منذ وصول آليات الدفاع المدني وسيارات الإسعاف إلى الموقع وحاول اللواء الحويطي تهدئة الموقف مع الشاب الذي كان يلوح بيده من فوق المبنى رافضا الاستجابة لأي نداء ومصرا على تنفيذ محاولته طالبا من الدفاع المدني والجهات الأمنية إزالة الأكياس البالونية التي تم نشرها أسفل المبنى تجنيبا لتعرض الشاب إلى إصابات في حال سقوطه من أعلى المبنى وزاد إصرار الشاب على رفض كل المحاولات الرامية لإثنائه عن محاولة الانتحار وظهر أكثر ارتباكا وهو ينظر خلفه تجاه سطح المبنى إذ توقع وصول احد إليه من الخلف للإمساك به وكان يتحسب لذلك كثيرا إلا أن قوات الطؤاري بالدفاع المدني لم تكن على عجلة في تنفيذ هذا الأمر خصوصا وان موقع الشاب فوق المبنى كان يمثل خطرا على حياته وخشية من اختلال توازنه وسقوطه من أي جهة من الجوانب الربعة للمبنى المرتفع . ومع تجاوز الساعة الحادية عشر وجد الشاب نفسه الذي وضح عليه الإعياء والتعب محاطا برجال قوات الطؤاري بالدفاع المدني الذين تسربوا إليه عن طريق سطح المبنى ومعهم احد أقارب الشاب حاملا له طفليه الصغيرين وطفلته الصغيرة في محاولة مستميتة لإنقاذ حياته والتأثير عليه مما ساهم في سقوطه اثر اغمائة قصيرة بعد مشاهدة أطفاله وتم في هذه الأثناء السيطرة عليه وتقديم الماء له وإنزاله سالما . و أكد مدير الدفاع المدني بتبوك اللواء سليمان الحويطي ل(الرياض)أن مطالب الشاب أثناء محاولات أثنائه بمكبرات الصوت تركزت على عجزه عن تسديد غرامات على حافلته الخاصة طبقت عليه من إدارة النقل ولعدم وجود وظيفة أخرى لديه حسب إدعائه مشيرا إلى انه تم تسليمه لشرطة المنطقة للتحقيق معه حول ملابسات هذه إقدامه على محاولة إزهاق نفسه منتحرا وتابع أن إمارة المنطقة كانت على اتصالا مباشر لمتابعة تفاصيل الموقف. واستغرب الكثير من المواطنين الذين راقبوا الموقف من إقدام هذا الشاب على هذه المحاولة ووصفوا هذه الحادثة بأنها خارجة عن قيم ديننا ومجتمعنا وليست مبررة بأي شكل من الأشكال ممتدحين جهود الدفاع المدني والجهات المشاركة في التعامل مع الحادثة بكل حكمة وهدوء وعقلانية ساهمت في إحباط انتحار الشاب. وشاركت شرطة المنطقة والإسعافات وعدد من الجهات الأمنية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضمن الجهود الكبيرة التي بذلها الدفاع المدني للسيطرة على لحظات الموقف الصعب الذي حبس أنفاس الكثير من متابعيه على ارض الحدث.