"إذا كانت لديك موهبة حقيقية في مجالات الخطابة، الدروس الدينية، الإنشاد الديني، الشعر الإسلامي، الدعوة باللغات الأجنبية، فسارع الآن بالاشتراك في مسابقة (كلنا دعاة) أكبر حملة لاكتشاف المواهب الإسلامية". وطبقا لموقع " إسلام أون لاين " فإن هذا هو نص الدعوة التي وجهتها قناة "الناس" الدينية لمشاهديها لحثهم على المشاركة في الحملة التي دشنتها مؤخرا، بهدف إيجاد جيل جديد من المواهب الدينية في مختلف المجالات، وتتيح لهم الظهور على شاشتها عقب انتهاء التصفيات الخاصة بالمسابقة. وفي تصريحات لشبكة "إسلام أون لاين.نت" قال شادي سلامة، صاحب فكرة الحملة والمشرف عليها: "إن اكتشاف المواهب مهمة قد تكون صعبة إلى حد ما في وقت كثر فيه أدعياء الموهبة وممن يزعمون أنهم قادرون على عمل كل شيء، خاصة الشباب الذي له طموحه وتطلعه بأن يكون مشهورا وذا مكانة، وهو طموح طبيعي يحتاج إلى من يستثمره وينميه ويأخذ على عاتقه اكتشاف تلك المواهب ورعايتها وتقديمها في الإطار اللائق بها". وعما إذا كانت المسابقة تقليدا لبرامج "ستار أكاديمي" الذي يسعى لاكتشاف المواهب الغنائية والسينمائية، أكد سلامة أن الأمر قد يكون "مشابها في الإجراءات فقط، لكن الرسالة والهدف يختلفان تماما، حيث تسعى مسابقة (كلنا دعاة) إلى اكتشاف مواهب إسلامية فقط، بما يخدم أغراض الدعوة التي تحتاج إلى شباب يخاطبون أقرانهم بلغتهم". وأوضح سلامة أن اختيار اسم "كلنا دعاة" يحمل في طياته شرف أحسن الأقوال، وهي الدعوة إلى الله تعالى بكل ألوان القول وفنونه، حيث يقول تعالى: "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين". وتشمل المسابقة عدة أقسام؛ هي: (الخطابة، والشعر الإسلامي، والإنشاد الديني، والدعوة إلى الله باللغة الإنجليزية)، وسيتم إفساح المجال عبر شاشة "قناة الناس" للموهوبين بعد فوزهم؛ لاستثمار مواهبهم في الظهور الإعلامي كل في مجاله. وتنقسم المسابقة إلى ثلاث مراحل، الأولى تجرى حاليا، وفيها يتم تجميع وتسجيل المواهب، ثم تأتي المرحلة الثانية التي سيتم فيها اختيار 50 متسابقا فقط من كل قسم، وأخيرا المرحلة الثالثة التي ستقام فيها التصفيات النهائية لاختيار الفائزين الذين سيتاح لهم الظهور على الشاشة. بين الهدم والبناء وتعليقا على الحملة قال الداعية مصطفى الأزهري -أحد أبرز مقدمي البرامج على قناة الناس-: "إن هناك العديد من القنوات الفضائية التي تعمل في هذا الإطار لكن بشكل يحمل "وجبة إعلامية طريفة وخفيفة ولذيذة، ولكن بداخلها سم أخلاقي، أو بمعنى أدق تهدم ولا تبني". وأضاف أن مثل هذه المسابقات التي تهدف للربح فقط "إثمها أكبر من نفعها"؛ لذا أخذت قناة "الناس" على عاتقها أن تنظر للأمر نظرة فيها الإحساس بالمسئولية والشعور بما تحمل من أمانة الكلمة، وكذلك رؤيتها الإنسانية والإعلامية والدعوية، لاستكشاف ما لدى الشباب من طاقات وإبداعات قد تكون في حاجة لمن يكتشفها، فتتم الفائدة للطرفين؛ الشباب والمجتمع. وأوضح أن "حملة (كلنا دعاة) تشكل فرصة جيدة لجذب الشباب للتعبير عن مواهبه في مناخ صاف ليتنفس هواء نظيفا ونقيا مليئا بالحسنات والأخلاق، بعيدا عن الانحرافات والرذائل، وهذه هي مهمة الإعلام الإسلامي الهادف الذي يحافظ على ثوابت المجتمع، ويحمي أفراده من الفتن المنتشرة في وسائل الإعلام الأخرى". ولا تعد حملة "كلنا دعاة" أول مسابقة دينية على غرار برامج الواقع، ففي الجزائر حرص التلفزيون الرسمي خلال الأعوام الماضية بالاتفاق مع وزارة الأوقاف والشئون الدينية، على تنظيم برنامج "فرسان القرآن" الشهير الذي عرف ب"ستار أكاديمي القرآن" والذي يجري مسابقات لحفظة القرآن، وفي المغرب بث التلفزيون عام 2006 برنامجا مشابها للأطفال أطلق عليه اسم "قرآن أكاديمي".