دعا الزعيم الليبي معمر القذافي إلى مقاطعة بضائع و"إعلان الجهاد" ضد سويسرا التي وصفها ب"الكافرة" بسبب حظر بناء المآذن في سويسرا ، وذلك في وقت يشتد فيه الخلاف بين طرابلس وبرن عقب أزمة في العلاقات بين البلدين منذ عدة أشهر. وقال القذافي في كلمة ألقاها بمناسبة إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف وبحضور عدد من رؤساء ووزراء دول إسلامية وأفريقية: "إن سويسرا الكافرة الفاجرة التي تدمر بيوت الله، هي التي يجب أن يعلن عليها الجهاد بكل الوسائل". وقال القذافي الذي أم صلاة المغرب في حشد ضم نحو خمسة آلاف شخص في مدينة بنغازي: "إن أي مسلم في أي مكان من العالم يتعامل مع سويسرا كافر وضد الإسلام، ضد محمد،صلى الله عليه وسلم ،ضد الله، ضد القرآن". وأضاف القذافي قائد القيادة الإسلامية العالمية التي أنشأها في 1991 : "قاطعوا سويسرا، قاطعوا بضائعها، قاطعوا طائراتها، قاطعوا سفنها، قاطعوا سفاراتها، قاطعوا هذه الملة الكافرة الفاجرة المعتدية على بيوت الله". وكانت أغلبية من السويسريين عبرت في استفتاء في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني عن تأييدها منع بناء مآذن بدعوة من قوى يمينية ترى في هذه المآذن "رموزا سياسية دينية". وتضم سويسرا أكثر من 311 ألف مسلم من أصل 5.7 ملايين نسمة. وهناك مسجدان بهما مئذنة في زيوريخ وجنيف. يذكر أن العلاقات توترت بشدة بين البلدين منذ الصيف الماضي بعد أن القت الشرطة السويسرية القبض على هانبعل نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، وزوجته في جنيف إثر شكوى تقدم بها اثنان من خدمهما بتهمة سوء المعاملة. واثر ذلك، اعتقلت السلطات الليبية رجلي أعمال سويسريين في 19 يوليو/ تموز 2008 في ليبيا لا يزال أحدهما، ماكس جولدي، يقضي عقوبة بالسجن فيها. وجاءت كلمة القذافي في الوقت الذي تتواصل فيه المباحثات بين البلدين من أجل التوصل الى الإفراج عن جولدي. وكانت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي راي قد قالت الأربعاء اثناء لقاء صحفي: "إن الوضع صعب ودقيق" معتبرة مع ذلك ان "المفاوضات تتواصل وتمضي قدما"". وأكدت أن سويسرا تعمل من أجل التوصل إلى "حل سياسي "للإفراج عن جولدي الذي أودع السجن الاثنين في ليبيا لتنفيذ عقوبة بالسجن لمدة أربعة اشهر. وكان قد تم القبض على جولدي مع رشيد حمداني، وهو سويسري الجنسية أيضا، الذي تمكن بعد عملية قضائية طويلة من الحصول على براءته ومغادرة ليبيا قبل أيام. اما جولدي فقد حكم عليه بالسجن لمدة أربعة أشهر بعد ادانته بتهمة "الإقامة بشكل غير شرعي" في ليبيا. وأكدت وزيرة الخارجية السويسرية أن بلادها ستبقي على سياستها المتشددة في مجال منح تأشيرات شنجن الى المواطنين الليبيين. وكان هذا الإجراء قد أثار غضب ليبيا التي اعلنت في 14 فبراير/ شباط أنها ستعامل الأوروبيين بالمثل، ما حدا ببعض العواصم الأوروبية الى التدخل في محاولة لاحتواء الازمة. ورفضت سويسرا الخميس اتهام إيطاليا لها باستخدام ادراج اسم الزعيم الليبي والعديد من الشخصيات الليبية في اللائحة السوداء للاشخاص الذين لا يمكنهم الحصول على تأشيرة دخول فضاء شنجن، لغايات سياسية. وقالت سيسيليا مالمستروم التي تولت مؤخرا منصب رئيسة المفوضية الأوروبية لشئون الهجرة: "نحن في حوار متواصل مع السلطات الليبية ونأمل في التوصل إلى حل". وأضافت مالمستروم في حديث مع الصحفيين: "ان "جهودا دبلوماسية مكثفة تبذل وهي تؤتي ثمارها". وتابعت "لقد سمحوا بالافراج عن شخص، وقد غادر ليبيا، ولدينا آمال من أجل الثاني، لكن يجب أن نكون حذرين"، معتبرة ان المسألة "ليست مسألة أشهر بل أسابيع". ويعيش في سويسرا التي يبلغ سكانها 7.7 مليون نسمة 300 ألف مسلم غالبيتهم من البوسنة وكوسوفو وتركيا لكن لا يوجد بها سوى أربع مآذن.