أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن والعمل على طاعته وابتغاء رضوانه والبعد عن كل ما نهى عنه واجتناب معاصيه. كما أوصى فضيلته بالأخذ من الصحة للمرض ومن الحياة للموت ومن الغنى للفقر ومن القوة للضعف محذرا من تعظيم الإنسان للدنيا وطلبه للمدح مما يدعوه لترك كثير من الحق خشية الذم والإقدام على شيء من الباطل ابتغاء المدح. وقال فضيلته في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام امس إن للتقوى علامات ومن علاماتها القوة مع الدين والحزم مع اللين والعطاء مع الحق والقصد في الغنى والطاعة مع النصيحة والصبر في الشدة. وبين فضيلته أن الكامل في الناس من عدت سقطاته ومن أسرع للناس بما يكرهون قالوا فيه ما لايعلمون وأن الصلاح الإنساني ينبع من صلاح النفوس ومن القلوب التي في الصدور فتزكو القلوب بالإيمان وأنوار القرآن وتطمئن النفوس بالطيب من القول والصالح من العمل والحسن من الخلق الذي هو مصدر النعيم الأكبر في الدنيا. وأفاد الشيخ ابن حميد أن عالم اليوم يعيش أزمات فكرية كما يعيش مشكلات اقتصادية ومالية وأن علاقة الإنسان في ديننا في هذه الدنيا عمل وتسخير وبناء وتعمير وغاية ذلك كله تحقيق العبادة لله فالمسلمون في عباداتهم يجمعون بين تحقيق العبودية لله وتوحيده والإخلاص له. وقال فضيلته : إن الدنيا والزهد منها تكون في 6 أشياء هي النفس والناس والصورة والمال والرئاسة وكل ما دون الله عز وجل فقد كان نبي الهدى والرحمة من أزهد البشر على الإطلاق وقدوة الزاهدين فكان يأكل اللحم والحلوى والعسل ويحب النساء والطيب والثياب الحسنة فالزهد ليس تجنب المال بل تساوي وجوده وعدمه وعدم تعلق القلب إليه فالدنيا هي مزرعة للآخرة فمن أخذها مراعيا قوانين الشرع أعانته على آخرته. وبين فضيلته أن من حقق اليقين ووثق بالله في أموره كلها ورضي بتدبيره ولم يتعلق بمخلوق لاخوفا ولا رجاء وطلب الدنيا بأسبابها المشروعة رزق اليقين ولم يرضِ الناس بسخط الله ولم يحمدهم على رزق الله ولم يذمهم على ما لم يؤته الله فمن اعتمد على الله كفاه ومن سأله أعطاه ومن استغنى به أغناه . وأوضح فضيلته أنه لا ينفع يوم القيامة إلا سلامة الصدر مع الإيمان ، قال جل شأنه (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) . والله سبحانه فضل عباده بعضهم على بعض في العطاء عدلاً منه وفضلاً ليظهر صبرهم وشكرهم ، قال جل شأنه (والله فضل بعضكم على بعض في الرزق) . وأفاد فضيلته أن الحسد خلق ذميم ونعت دنيء يقصد به الحاسد ذوي الفضائل والنعم اتصف به إبليس فامتنع أن يسجد لآدم حسداً له (قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) فكان أول ذنب عصي الله به في السماء ، وهو من صفاة اليهود والنصاري ، قال عز وجل (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) . وهو من أقوال مرضى القلوب ، قال جل وعلا (فسيقولون بل تحسدوننا) . وقد يؤدي بصاحبه إلى الكفر بالله ، قال جل شأنه (إلا أبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين) . ويتمنى به غير المسلم إخراج أهل الإسلام عن دينهم ، قال عز وجل (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم) .