كشف استطلاع للرأى نشر مؤخرا أن أغلبية كبيرة من الشعب الدانماركي ترفض إعادة نشر الرسومات المسيئة للإسلام والمسلمين، وأشار الاستطلاع الذي أجرته دار "رامبول" للدراسات ونشرته صحيفة "اليولاند بوسطن " الدنماركية ان 84,2 % يرفضون إعادة نشر الرسومات، بينما يدعم 11 % نشر الرسومات. وعلل الخبير في الدراسات الانتخابية ستيج هيرفارد، من جامعة كوبنهاجن سبب الرفض إلى إدراك الدانماركيين بأن الرسومات تثير غضب المسلمين وأضاف انه على الرغم من أننا ندعم حرية التعبير، فهذا لا يعني أن نستمر في نشر الرسومات". وفي تعليقه على الاستطلاع دعا عبد الحميد الحمدي رئيس المركز الإسلامي بالدنمارك، مسلمي البلاد بالرد بإيجابية على ما صفه التغير الإيجابي في نظرته إلى الإسلام والمسلمين. واعتبر الحمدي أن قضية الرسومات أصبحت جزء من التاريخ، وأكد على ضرورة تجاوزها وأضاف" قضية الرسومات انتهت وأي محاولة من إثارتها من جديد ستصب في مصلحة اليمين المتطرف". وجاء هذا الاستطلاع بعد القرار المفاجيء الذي اتخذته أكبر ثلاث صحف دانماركية، بعدم إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. واعتبر الإمام عبد الواحد بيدرسن من المجلس المشترك لمسلمي الدانمارك أن هذه خطوة بالاتجاه الصحيح، وأضاف: "لاشك أن هذا القرار يدل على أن الصحف الدانماركية بدأت تفكر بعقلانية أكثر في هذه القضية، هذا شيء لم نلحظه من قبل وأنا أتمنى أن تكون هذه الخطوة بداية لعلاقة أفضل بين المسلمين وأجهزة الإعلام". وأضاف بيدرسن، الذي لعب دورًا بارزًا في قضية الرسوم على مدار الأعوام الأربعة الماضية : "الجميع له الحق في التعبير عن آرائه، ولكن هذا يجب أن يحدث في إطار يضمن احترام مبادئ وقيم ومعتقدات الأقليات، وأنا سعيد أن الصحف الدانماركية فهمت ذلك". و قال: "يجب أن نتعلم من رسولنا الكريم أهمية الصبر ونتذكر ردة فعله في حادثة الطائف، من الضروري أن يعمل مسلمو الدانمارك على وضع هذه القضية خلفهم، وتصحيح ما حدث في السابق".