كشفت مصادر يمنية مطلعة يوم الثلاثاء، أن رئيس جمهورية اليمن الجنوبي السابقة، علي سالم البيض، المنفي بعيدا عن البلاد منذ عام 1994، زار العاصمة اللبنانية بيروت سرا في شهر أكتوبر الماضي، في محاولة للاتصال بشخصيات مقربة من حزب الله، بهدف الحصول على دعمه للمتمردين الحوثيين، وللتحرك الجنوبي المناهض للحكومة اليمنية، والمطالب بالانفصال عن السلطة المركزية في صنعاء. وأوضحت المصادر أن هذه الشخصيات المقربة من الحزب، أبلغت البيض بأن "كبار القادة في الحزب، لا يريدون الاجتماع به، ولا يوافقون على أن يقترن اسم حزب الله بما يجري في اليمن، أو الظهور بصورة الداعم لأي عمل انقلابي"، وهو ما فسره مراقبون بانه محاولة من الحزب لتجنب إغضاب المملكة العربية السعودية، الحليف الرئيسي لليمن في المنطقة، والتي دخلت في مواجهة مسلحة مع المتمردين الحوثيين الشهر الماضي، عقب تسلل قوات حوثية لأراضيها، وتوالت الأنباء بعدها حول تورط عناصر لحزب الله والحرس الثوري الإيراني، في تدريب الحوثيين داخل معسكرات منعزلة في جبال صعدة. وأضافت المصادر اليمنية، أن حزب الله أبلغ البيض وقتها بانه لا يؤيد ما يجري في اليمن، أو الطريقة التي تتبعها الحكومة اليمنية لمعالجة تمرد الحوثيين، وهو ما يشير المراقبون إلى تغير الموقف فيما بعد، بالتزامن مع تورط إيران بقوة في الحرب. وعلى جانب آخر، نفى إبراهيم الموسوي، رئيس الوحدة الاعلامية في الحزب، ما تردد حول الزيارة السرية للبيض إلى بيروت، للحصول على دعم الحزب للمتمردين الحوثيين، مؤكدا أن "كل هذه الأخبار هي مضللة وكاذبة، ولا أساس لها من الصحة". وأوضح الموسوي أنه "لا توجد علاقة بين حزب الله، لا من قريب أو بعيد بالحوثيين"، ولفت إلى أن الحزب "يؤمن أن هذه المسائل والقضايا كقضية الحوثيين في اليمن، تحل بالحوار وليس بالحرب". وأضاف الموسوي أن "حزب الله يرفض الاتهامات التي توجه له، والخاصة بمشاركته إلى جانب الحوثيين، أو أي تحرك انفصالي من الجنوب، في حربهم الدائرة مع الحكومة، مؤكدا عدم وجود أي عنصر من عناصرها في صفوف الحوثيين".