غيرت القوات السعودية من تكتيكها العسكري وبدأت في خطة لتنفيذ عمليات مباغتة بعد ان انهك الضرب المتلاحق لها المتسللين الحوثيون، واستعانت القوات السعودية بالقنابل المضيئة للكشف عن مواقع المتسللين، الذين ينشطون ليلا، وتمكنت من القبض على متسللين اختبأوا في قرية البيضاءالغربية الواقعة خلف مستشفى الخوبة الجديد، وبحوزتهم أسلحة متعددة قبل تنفيذهم لأية عمليات محتملة. وكشف مدير شرطة جازان اللواء أحمد القزاز إنه تم أمس ضبط أكثر من 155 متسللا، وهو عدد يقل عن المعتاد، إذ بلغ متوسط الضبط بداية الأحداث ما بين ألفين إلى 3 آلاف متسلل يوميا، ما يشير إلى تناقص عدد المتسللين. وبعد 14 يوما على الرد السعودي على المتسللين عبر الحدود اليمنية والتعدي على أراضي السعودية، اعترف الحوثيون بأنهم استخدموا صواريخ الكاتيوشا في اعتداءاتهم ضد الأراضي السعودية وضد الآمنين من السكان. وبهذا الاعتراف، تكون هذه العصابات قد فتحت الطريق أمام القوات لاستئصال وجودهم وراء الحدود، وفق ما ذكرت صحيفة الوطن السعودية، التي أضافت أن استخدام مثل هذا السلاح، ووجوده بين مثل هذه العصابات يشكل خطرا على أمن السعودية، لما له من خاصية تدميرية بعيدة المدى،. فالاعتداء الذي تعرض له موقع تابع لحرس الحدود السعودي في 3 نوفمبر الجاري، استخدم المتسللون خلاله أسلحة خفيفة، أما في المراحل اللاحقة، فإن سلاحا ثقيلا بدأ يظهر بيد هذه الشرذمة ليحل محل السلاح الخفيف، ولتدخل المنطقة مرحلة جديدة كشف عنها بيان الحوثيين أنفسهم. في السياق ذاته، أكد مصدر عسكري سعودي أن المتسللين يتبعون نهجا محددا في هجماتهم المتكررة ضد القوات السعودية المنتشرة في الشريط الحدودي مع اليمن، موضحا أن هؤلاء المتسللين يلجأون إلى تهدئة هجماتهم أغلب فترات اليوم قبل أن يشنوا هجمات مباغتة على المواقع العسكرية. وأشار المصدر العسكري إلى أن هذا النهج دفع القوات السعودية المرابطة في المنطقة الحدودية إلى المزيد من الحيطة والحذر لإحباط هذه الهجمات المباغتة، سواء العشوائية منها أو المنظمة، بعد أن أصبحت التكتيكات المتبعة في تنفيذها مكشوفة للقادة العسكريين السعوديين. وأوضح المصدر أن الوضع العام للمواجهات مع المتسللين يشهد تراجعا ملحوظا في عدد الهجمات التي يشنونها عبر قصف مواقع القوات السعودية، أو مهاجمتها بالرشاشات ثقيلة العيار، وفي المقابل تواصل الوحدات العسكرية المتمركزة في المنطقة قصف المواقع والبؤر التي يستخدمها المتسللون لشن هجماتهم. وقال المصدر العسكري لجريدة الشرق الأوسط "إن القوات السعودية استعانت بطائرات ال(F 15)، ومروحيات الأباتشي، والمدفعية الثقيلة في قصف المواقع التابعة للمتسللين المنتمين إلى حركة التمرد الحوثي". وأضاف "إن عددا من المتسللين شنوا هجوما أمس وأول من أمس على مواقع عسكرية، إلا أن القوات السعودية صدت هذا الهجوم". موضحا أن عمليات التمشيط المتواصلة أسهمت في سقوط عدد من المتسللين أسرى في قبضة القوات المسلحة. ونوه المصدر بتضاعف خسائر المتمردين الحوثيين بسبب عمليات القصف التي استهدفت مواقع سعودية، مشيرا إلى أن تلك العمليات ساعدت القوات السعودية في تحديد مواقعهم وقصفها.