دعا مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في خطبة الجمعة اليوم إلى التعاون مع رجال الأمن لاستقرار البلاد وأمنها وحمايتها من كيد السفهاء والمجرمين والمفسدين ومن يريد بها شرا، قائلا هذا من التعاون على البر والتقوى، مبينا أن المسلم لا يرضى بالشر لبلاده ولا يعين المفسدين ولا يأويهم ولا يتبعهم، بل يتعاون مع رجال الأمن لكشف هؤلاء المجرمين ومخططاتهم وأن هذا التعاون مطلب شرعي، لأن في التعاون وكشف سترهم أخذ على أيديهم أما التستر عليهم فهو نشر للجريمة والفساد، فالواجب إعانة رجال الأمن في تحقيق مهمتهم في القضاء على الفساد وأهله. وحذر من التعاون مع الفئة الضالة وجماعات التكفير والتبديع والتفجير الذين أضروا الأمة وكادوا لها المكائد وعثوا في الأرض فسادا، قائلا التعاون معهم والتستر عليهم وعدم الغيرة خطأ عظيم وتعاون على الإثم والعدوان. ودعاء إلى التبليغ عن كل معادي للوطن وقال إذا شعر المسلم بشيء بلّغ عن هؤلاء الأشرار الظلّام؛ لأنهم إذا تركوا سعوا في الأرض فسادا ضد الإسلام وأهله واجتماع كلمتهم ووحدة صفهم، لافتا إلى أنه إذا ترك هؤلاء استمروا في باطلهم وضلالهم وقتلهم الأبرياء بغير حق فلابد من وقفة حزم ضد هؤلاء المجرمين. كما حذر المفتي من التعاون على الإثم والعدوان ومن ذلك التعاون على المحرمات وتسهيل الوقوع في الجرائم وترويج المخدرات وتسويقها وتوريدها ونشرها بين الناس والدعوة إليها، وكذلك التعاون على أخذ أموال الناس بالباطل، وبالإضافة إلى التعاون على استهداف المشروعات لتكوين الأموال الشخصية من خلال الرشوة والغش والتدليس والتزوير والتحايل في العقود والمشروعات والمناقصات. مشيرا إلى أنه يجب البعد عن الظلم والتعاون على تركه، فلابد من ردع الظالم والأخذ على يده ومنعه من ظلمه للعباد فهذا إعانة له، كما يجب نصر المظلوم وعدم الرضى بظلمه والتعدي عليه سواء كان في ماله أو في عرضه، فإن التعاون على ردع الظلم فيه خلاص للعباد منه. ومن التعاون على البر الدعوة إلى الله ودل الناس على الخير، وكذلك تفريج كرب المكروبين. وأضاف المفتي أنه يجب إسداء النصيحة لولاة الأمر بالإخلاص والصدق وإسداء هذه النصيحة على الوجه الشرعي التي يقصد منها تبيين الحق والدعوة إليه لا بالسباب والشتائم والتشهير، فهذا من التعاون على البر والتقوى. مبينا أنه يجب أن يعاون الغازي ويساعد على غزوه وإذا لم يعنه الشخص بنفسه فيخلفه في أهله خيرا ويكون نائبا عنه في حوائج أهله، فهو قد خرج للدفاع عن دينه ووطنه وترك ماله وولده وأهله فيحتاج إلى من يخلفه في أهله، فهذا من التعاون على البر والتقوى. وطالب المفتي بأهمية إعانة الشباب على العفة بالزواج فقد يكون غلاء المهور حائلا بينهم وبين الزواج فلابد من إعانتهم بإعطائهم من الزكاة والبعد عن الإسراف في الولائم التي تقام في الأفراح فإن كثيرا منها لا فائدة فيه ولكنها مفاخرة ومجاراة ومباهاة، فلابد من تسهيل أمور الشباب حتى يتم له الزواج من خلال التعاون على تخفيض المهور والتكاليف والبعد عن الإسراف. وزاد المفتي أن التعاون جبلة فطر الله الخلق عليها فالإنسان وحده لا يمكن أن يواجه متاعب الحياة بل لا بد من يعينه على هذه المشكلات، فالتعاون ضرورة لكل إنسان لا يمكن الاستغناء عنها. فالله سبحانه وتعالى أمر بالتعاون على البر والتقوى ونهى عن التعاون على الإثم والعدوان. منوها أن الله قد حذر الله جل وعلا من نصر الظالم والوقوف مع الظالم في المحارم والمآثم، فالأمة إذا اجتمعت على دين الله وتآلفت عليه قلوبهم كان فيه صلاح كل خير لدينهم ودنياهم.