نقلا عن السلام اليوم : اقترح خبير سياسي مصري عقد اجتماعات سياسية وأمنية تضم مسئولين سعوديين ومصريين ويمنيين للتعامل مع التهديدات الإيرانية المتصاعدة بعد تجاوز المواجهات الجارية ما بين السلطات اليمنية وجماعة الحوثيين للحدود اليمنية إلى داخل الأراضي السعودية والتعامل مع الأجندة الإيرانية الخفية المهددة لأمن البحر الأحمر ودول الخليج ومصر التي يرتبط أمنها القومي أيضًا بأمن البحر الأحمر. جاء ذلك بعد أن شكلت الحادثة الأخيرة على الحدود اليمنية – السعودية ، ومقتل جندي سعودي، ناقوس خطر جديد للتهديدات الإيرانية لأمن الخليج والبحر الأحمر. وكشف الخبير السياسي الدكتور جهاد عودة – القيادي في الحزب الوطني الحاكم في مصر – جانباً من الأجندة الإيرانية التي تستهدف اليمن والسعودية ومصر. وقال عودة لصحيفة "الوطن" السعودية: إن الهدف الخفي من وراء العلاقة الوطيدة بين إيران وجماعة الحوثيين المنشقة على السلطات اليمنية هو استمرار نهج تصدير الثورة الإيرانية وهو ما أعلنه الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بشكل واضح في أكثر من مرة ومناسبة، مشيرا إلى أن إيران تستخدم جماعة الحوثيين في اليمن على غرار النهج الذي تمارسه في لبنان والعراق، وأن ذلك يظهر جليا لكل المتابعين للأجندة السياسية الإيرانية الحالية، وأن إيران تسعى إلى تصدير نجاحها في إحداث قلاقل في داخل اليمن إلى الدول المجاورة خصوصا السعودية التي لها حدود كبيرة مع اليمن، ولعل الحادثة الأخيرة على الحدود خير شاهد على ذلك. وكانت مصدر مطلع -فضل عدم الكشف عن هويته- قال لوكالة الأنباء الفرنسية: إن "مقاتلات من طراز (إف 15) و(تورنادو) تقوم منذ يوم الثلاثاء بقصف مواقع الحوثيين بالقرب من حدود محافظة جازان"، وأضاف المصدر أن "القصف مستمر وقد تلقى الحوثيون ضربات موجعة". وأكد المصدر أنها "ليست عملية على طريقة (اضرب واهرب) بل عملية مستمرة" قد تشمل التحرك برًا لتطهير معاقل الحوثيين في شمال اليمن بالتنسيق مع السلطات اليمنية". ورجح جهاد عودة أن تحاول إيران باستخدام الحوثيين، تكرار ما حدث على الحدود، وأن ذلك الأمر يحتاج إلى وقفة قوية تتمثل في زيادة مستوى التنسيق " اللوجستي" بين السعودية ومصر واليمن وتقديم العون للسلطات اليمنية لإخماد فتنة الحوثيين وإجهاض المخطط الإيراني في المنطقة. وأشار عودة إلى أن جماعة الحوثيين تشكل خطرا كبيرا إذا ما أخذنا في الاعتبار علاقتها الوطيدة بإيران وتنظيم القاعدة، وأن الدول العربية خصوصا السعودية ومصر لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يحدث في داخل اليمن، وأن على الدول الثلاث (السعودية واليمن ومصر) أن تعمل معا لمنع امتداد المواجهات الدائرة بين الجيش اليمني وجماعة الحوثيين إلى خارج اليمن، ودعم الشرعية اليمنية. ووصف الخبير السياسي المصري السياسة السعودية الخارجية بأنها "عاقلة" وقال: "لا يمكن أن يتصور أحد أن تتورط السلطات السعودية في الأحداث الجارية في اليمن"، وأن السلطات السعودية ستعمل على تأمين حدودها مع اليمن ومطالبة صنعاء بتقديم مرتكبي تلك الحاثة إلى القضاء لمحاكمتهم وتوقيع الأحكام الرادعة لمنع تكرار تلك الحادثة. وأضاف الدكتور عودة أن ما يحدث في اليمن لا يمكن أن يتصوره أحد إنه أمر داخلي فتبعاته تمس المنطقة بالكامل، ويجب أن نتعامل مع ما يحدث استنادا إلى عدد من المعطيات هي: 1- إن اليمن كانت إحدى المحطات النشطة لتنظيم القاعدة في تنقلهم وسفرهم إلى أفغانستان ويوجد على أراضيها خلايا نائمة لتنظيم القاعدة نشطت في فترات وقامت بعمليات كبيرة من بينها عملية المدمرة "كول" والاعتداءات التي استهدفت عدداً من السفارات. 2- العلاقة الوطيدة بين إيران وتنظيم القاعدة والحوثيين، واستخدام تلك الصلات والروابط لفرض وجودها في المنطقة وزيادة سطوتها في المنطقة وتمكينها من الحصول على ورقة قوية تضعها إلى جانب الأوراق الأخرى التي تملكها في إيران والعراق للتعامل بها كأوراق لعب في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها بسبب برنامجها النووي. 3- استمرار المواجهات الدائرة بين الجيش اليمني والحوثيين من شأنه أن يشغل الرأي العام في المنطقة – ولو بصورة مؤقتة – عما يحدث في الساحة الداخلية في إيران والمواجهات الدائرة بين الحكومة الإيرانية والمعارضة على خلفية نتائج الانتخابات الإيرانية الأخيرة. 4- إن المتابعة الدقيقة للتطورات على الساحة اليمنية تكشف عن أن المخطط الإيراني في المنطقة لم يكن وليد التطورات الأخيرة بل يرجع إلى العام 2004 – قبل خمس سنوات- في المواجهات التي جرت في ذلك العام بين الحكومة اليمنية والحوثيين، وعدم تعاطي الحوثيين بشكل جاد مع مبادرة العفو التي أطلقها الرئيس اليمني على عبد الله صالح في العام 2005 وهي المبادرة التي تتضمن عفوا شاملا عن الحوثيين مقابل إلقاء السلاح وتسليمه إلى السلطات اليمنية وهو الأمر الذي لم يحدث بعد أن أظهرت المواجهات الأخيرة حجم التسليح الموجود في حوزة الحوثيين. 5- تأييد مجموعة من علماء الدين الإيرانيين للحوثيين في اليمن تحت شعار " التصدي للمجازر التي يتعرض لها الشيعة في اليمن " وتنظيم تظاهرات أمام السفارة اليمنية في طهران تطالب بطرد السفير اليمني واستبدال اسم شارع السفارة اليمنية إلى شارع " الحوثي". 6- رصد مجموعة كبيرة من الزيارات التي قام بها قادة الحوثيين إلى إيران، والزيارات السرية التي قام بها خبراء عسكريون إيرانيون إلى داخل الأماكن التي يتمركز بها الحوثيون. 7-محاولة الزج بعوامل خارجية لتأجيج الصراع الداخلي من بينها تهجير الحوثيين لخمسين يهوديا يمنيا من منطقة "آل سالم " وهو الأمر الذي حاولت السلطات اليمنية احتواءه بتوفير مساكن لهم. وأشار عودة إلى أنه لتفهم ملف الحوثيين فإنه تجب العودة إلى تاريخ نشأتهم في فترة الثمانينات من القرن الماضي حين قام الشيخ صلاح أحمد فليتة في العام 1986 بإنشاء اتحاد الشباب المؤمن كان من بين أعضائه مؤيدون للثورة الإيرانية من بينهم محمد بدر الدين الحوثي - مؤسس الحركة الحوثية- ومع نظام التعددية الحزبية والسياسية في اليمن في العام 1990 ظهرت عدة سياسيات ذات توجهات مختلفة من بينها حزب الحق الذي كان حسين بدر الدين الحوثي من بين أعضائه، ومع إخفاقه في الانتخابات لجأ إلى تأسيس منتدى الشباب المؤمن سنة 1997 وهو المنتدى الذي ضم في عضويته عددا من المعارضين لحسين الحوثي بسبب أفكار الأخير المنحازة لمذهب الإثني عشرية، وهو الأمر الذي حدا بالحوثي إلى إنشاء تنظيم جديد هو "الشباب المؤمن" بدعم إيراني كان نتاجاً لتقارب أفكار الجانبين بالنسبة للإمامة وإنكار السنة. وحذر الدكتور عودة من أن قضية الحوثيين ليست سوى مخطط كبير يستهدف المنطقة بأكملها وطالب الدول العربية خصوصا مصر والسعودية بالتصدي لهذا المخطط.