أعلنت شركة إعمار العقارية العملاقة أنها ستفتتح في الرابع من يناير المقبل "برج دبي" الذي سيكون أعلى مبنى في العالم بكل المقاييس حيث يتجاوز ارتفاعه 800 متر، ما قد يعطي نفحة انتعاش لاقتصاد الإمارة الذي تأثر بقوة جراء الأزمة الاقتصادية العالمية. وذكر بيان للشركة نقلته وكالة الأنباء الإماراتية أن الافتتاح سيتزامن مع الذكرى الرابعة لتولي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مقاليد الحكم في الإمارة. ورسميا، لم تحدد بعد الشركة التي تملكها جزئيا حكومة دبي الارتفاع النهائي للبرج الذي انتهت أعمال تشييده ويتم الآن وضع اللمسات الأخيرة عليه، إلا أن الموقع الالكتروني الرسمي للبرج يشير إلى أن ارتفاعه الحالي يتجاوز 800 متر. وذكر البيان أن افتتاح البرج سيكون في إطار "احتفال تاريخي ... وسط أرقى مناطق الأرض على صعيد التطوير العقاري المتكامل والمتقن" في إشارة إلى مشروع "وسط مدينة برج دبي" الذي يتوسطه البرج ويضم خصوصا "دبي مول" الذي يعد اكبر مركز تسوق في العالم. وقال رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية محمد على العبار "لقد ارتأينا أن ندشن البرج الأعلى في العالم رسميا في هذه الذكرى الغالية على قلوب الجميع ليكون ذلك بمثابة رد عرفان متواضع من قبل إدارة الشركة ومساهميها إلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم". واعتبر العبار أن انجاز البرج "بهذا الارتفاع الذي يتجاوز بفارق كبير أطول المباني في العالم" شكل "تحديا غير مسبوق على المستوى العالمي". وكان يفترض أن تنتهي أعمال بناء البرج في الأساس 2008. وكلفة "برج دبي" قدرت عند بدء المشروع بمليار دولار فيما قدرت كلفة مشروع "وسط مدينة برج دبي" ككل بعشرين مليار دولار، إلا انه يتوقع أن تتجاوز كلفة البرج هذا المبلغ. وصمم البرج المعماري الأميركي ادريان سميث من شركة "سكيدومور اوينغ اند ميريل" ومقرها مدينة شيكاغو الأميركية. أما بناء البرج فقد قام به كونسورسيوم بين شركات سامسونغ الكورية الجنوبية وبيسيكس البلجيكية وارابتيك التي مقرها الإمارات. واستخدم أكثر من 230 ألف متر مكعب من الكونكريت لبناء البرج، فضلا عن 111 ألفا وخمسمائة متر مربع من الستائر الحديدة والزجاجية لتغطية واجهة البرج التي تعلوه مسلة ضخمة. وسيضم البرج شققا سكنية ومكاتب تجارية إضافة إلى فندق يحمل توقيع المصمم الايطالي الشهير جورجيو ارماني، كما سيضم البرج أعلى منصة مراقبة في العالم. ويحطم البرج عددا كبيرا من الأرقام القياسية بما في ذلك اكبر عدد من الطوابق إذ سيتألف البرج من أكثر من 160 طابقا. وكانت أعمال بناء البرج بدأت عام 2004. ويأتي افتتاح البرج بعد أزمة قاسية عصفت بالقطاع العقاري في إمارة دبي التي كانت شهدت ست سنوات تقريبا من فورة عقارية ضخمة. فبعد أن ارتفعت أسعار العقارات في إمارة دبي أضعاف الأضعاف في غضون سنوات قليلة، تلقت ضربة قاسية بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وانحسار الطلب فضلا عن تسليم عدد كبير من الوحدات الجديدة، لتنخفض بحدود 50% بحسب تقارير مختلفة. إلا أن عدة تقارير صدرت مؤخرا أشارت إلى رصد حركة تعاف بطيئة وصعبة للقطاع العقاري في الإمارة مع تحسن ملحوظ في عدد من المناطق العقارية الأساسية والمرغوبة. وأعلنت عدة جهات في منطقة الخليج، بما في ذلك في دبي نفسها، عزمها بناء أبراج تحطم الرقم القياسي لبرج دبي، بما في ذلك "برج نخيل" الذي كشفت عنه شركة نخيل المملوكة لحكومة دبي والمنافسة لاعمار (أكثر من ألف متر) وبرج مدينة الحرير في الكويت (أكثر من ألف متر) وبرج للأمير الوليد بن طلال (أكثر من 1600 متر). إلا أن مستقبل هذه المشاريع أكثر من مشكوك فيه لاسيما بعد الأزمة المالية العالمية التي أجبرت الشركات العقارية على إعادة حساباتها.