صحيفة داير (متابعات)// أعلن حاكم دبي افتتاح برج دبي رسمياً مطلقاً عليه اسم "برج خليفة"، معتبراً أن البرج هدية إلى البشرية جمعاء، وأن الإمارات رسمت الليلة نقطة ضوء جديدة على خارطة العالم. تفتتح دبي في هذه الأثناء أعلى برج في العالم وسط احتفال هدفه إبداء التصميم في مواجهة ديون مضنية، مما دفع البعض للتساؤل عما إذا كان برج دبي درة التاج الإماراتي أو بقايا عهد يبيد. وأعلن منذ قليل خلال حفل الافتتاح الطول الحقيقي للبرج وهو 828 متراً. ويضم البرج، الذي بلغت تكلفته 1.5 مليار دولار، 200 طبقة تطاول عنان السماء. وعلى الرغم من أن المسؤولين لم يكشفوا بعد عن ارتفاعه بدقة فهو سيزيد بثلاثمئة متر عن ثاني أعلى برج في العالم. ولكن المخاوف بشأن المليارات المئة التي تشكل ديون الإمارة، والتي جعلت بورصة دبي الأسوأ أداء في العالم، طغت على الاحتفالات وحجم الإنجاز الذي تباهي به شركة إعمار، ويشير إلى أن البرج يؤذن بفجر جديد. فسوف تستقطب دبي مساء الاثنين أنظار العالم مع افتتاح البرج الذي يحمل اسمها، ويعد أعلى مبنى شيده الإنسان، وذلك في حفل ضخم يأتي في أعقاب أشهر موجعة من الصعوبات المالية. وقال محمد علي العبار رئيس مجلس إدارة شركة اعمار العقارية التي طورت البرج إن حفل الافتتاح سيكون ضخماً، موضحاً أن "الدورات الاقتصادية تأتي وترحل، لكن لدينا الوقت الذي نعيش فيه وهو وقت المشاركة مع العالم". وأضاف "لقد استمرت الأزمة لفترة طويلة أكثر من اللازم. وانتهينا. لقد مر أكثر من عشرين شهراً، ونحن في نهاية المطاف". ويفتتح حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "برج دبي" رسمياً في حفل يتضمن ألعاباً نارية ومائية وضوئية ضخمة، وذلك بمناسبة الذكرى الرابعة لتوليه مقاليد الحكم. وقال مصدر من منظمي الحفل لوكالة فرانس برس إن "أكثر من ستة آلاف شخصية مهمة "في اي بي" ستحضر الحفل الذي يقام على جزيرة في البحيرة الاصطناعية التي تحيط ببرج دبي". وأضاف أن "خبراء من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة شاركوا في تصميم الحفل" وأشار خصوصاً إلى استخدام "آلاف الأسهم النارية والأضواء التي ستجعل البرج كتلة ضوئية". ويتوقع أن يبدأ حفل الافتتاح في حدود الساعة 20:00 بالتوقيع المحلي (16:00 تغ). وسيعلن الارتفاع النهائي للبرج في حفل الافتتاح، بحسب العبار، فشركة إعمار العقارية المملوكة جزئياً لحكومة الإمارة، والتي طورت "برج دبي"، الذي ينتصب كمسلة ساطعة من الفولاذ والزجاج، تكتفي حتى الساعة بالقول إنه يتجاوز عتبة الثمانمئة متر. يذكر أن أعلى مبنى في العالم بعد برج دبي هو برج "تايبيه 101" في تايوان، والذي يبلغ ارتفاعه 508 أمتار. وذكر العبار في حديثه مع الصحافيين في منصة المراقبة الخاصة بالبرج في الطبقة 124، أن كلفة "برج دبي" بلغت 1.5 مليار دولار، وأن عدد طبقاه تجاوز 200 طبقة. ولن تكون الطبقات العليا مأهولة، وسيتركز النشاط البشري في البرج في 160 طبقة. وسيقيم ويعمل في البرج حوالي 12 ألف شخص، في ما يشبه "المدينة العامودية". وينطلق البرج من قاعدة مثلثة الأجنحة (واي شايب) يتوسطها هيكل أسمنتي ضخم (كور). ويضيق مدى البرج كلما ارتفع على مراحل متفاوتة بين الأجنحة الثلاثة، إلى أن يتحول في أعلاه إلى هيكل معدني تعلوه مسلة ضخمة. كما إن التصميم مستوحى من بعد عناصر العمارة الإسلامية كالقبب المسننة، ومن زهرة زنبقة الصحراء التي تنمو في منطقة الخليج. وسيبرز عرض الضوء والصوت في حفل الافتتاح هذا الاستيحاء من الزهرة البسيطة إلى أعلى برج في العالم. والبرج يحتوي على 330 ألف متر مكعب من الأسمنت، و31400 طن متري من القضبان الفولاذية المستخدمة في هيكل البناء و57 مصعداً، كما يمكن مشاهدته على مسافة 95 كيلومتر. وتجعل هذه الأرقام من البرج الذي شيد بالقرب من شارع الشيخ زايد الرئيس، وعلى بعد كيلومترات قليلة من البحر، تحفة معمارية بكل معنى الكلمة. وسيضم البرج في طبقاته السفلى فندقاً يحمل اسم المصمم جورجيو أرماني، كما يضم أعلى مطعم في العالم. وقد صمم البرج المهندس أدريان سميث ومكتب الهندسة المعمارية "سكيدمور أوينغز آند ميريل" (اس او ام) ومقره شيكاغو. وقال العبار إن البرج "دفع بالتصميم والتكنولوجيا إلى اقصى درجة". وأضاف "الرجال والنساء والأطفال سينظرون إلى البرج وسيبتسمون، ويشعرون أننا حققنا جميعاً أمراً ضخماُ، وإن كل شيء ممكن". ويهيمن البرج الساطع بحكم انعكاس ضوء الشمس على آلاف اللوحات الزجاجية التي تكسوه، على المشهد العمراني في الإمارة. فظل البرج يشكل ما يشبه الساعة الشمسية العملاقة التي تغطي على مدار ساعات النهار أحياء جميرا السكنية الراقية والأبراج الشاهقة في شارع الشيخ زايد، شريان الأعمال في الإمارة، وصولاً إلى توسعة خور دبي، الخليج الضيق الذي يقسم المدينة قسمين والذي تمت توسعته. ومن على منصة المراقبة، تظهر كل مشاريع دبي العمرانية الأسطورية التي صنعت شهرة الإمارة في السنوات الماضية، والتي ولدتها سنوات الطفرة التي انتهت بشكل قاس في خريف 2008 مع اندلاع الأزمة المالية العالمية. ففي البحر جزر مبعثرة هي "جزر العالم" الذي تشكل خارطة للقارات الخمس وقربها جزيرة "نخلة جميرا" الاصطناعية التي تعلو أبعد نقطة فيها في البحر بوابة عملاقة، هي فندق أتلانتيس الأكبر في العالم. وكل هذه المشاريع طورتها شركة نخيل العقارية التابعة لمجموعة دبي العالمية التي تسعى إلى إعادة جدولة ديونها. من الجهة الأخرى، ترسو السفينة "كوين اليزابيث 2" الشهيرة، التي اشترتها أيضاً مجموعة دبي العالمية التابعة لحكومة الإمارة، والتي يفترض أن تتحول إلى فندق عائم بالقرب من نخلة جميرا. وعلى جزيرة قريبة من الشاطئ يعلو فندق برج العرب، فندق "السبع نجوم" الوحيد في العالم، مثل شراع أبيض عملاق. وأعرب العبار عن اعتقاده بأن افتتاح البرج سيكون له تاثير إيجابي على سوق العقارات الذي شهد انخفاضاً في الأسعار بنسبة 50% في سنة واحدة في دبي، وعلى أرباح شركة إعمار. ونفذ أعمال البناء التي بدأت في 2004 تحالف بين سامسونغ الكورية وبيسيكس البلجيكية وأرابتيك الإماراتية.