ظهرت ثلاث شركات عائلية سعودية ضمن قائمة أكبر 500 شركة عائلية في العالم بعد أن حققت 13.2 مليار دولار عوائد في عام 2013، وشغلت أكثر من 80 ألف موظف. وبخلاف السعودية والإمارات ومصر والمغرب، لم تظهر أي شركة عائلية في بلد عربي طبقا لدراسة أجرتها جامعة "سانت جالن" السويسرية. وبخلاف تركيا، لم تضم القائمة أيضا أي شركة عائلية بين بلدان الشرق الأوسط. وعرفت الدراسة الشركة العائلية بسيطرة عائلة واحدة على أكثر من 50 في المائة من حق التصويت لحملة الأسهم في الشركات المسجلة على أنها ضمن القطاع الخاص، وسيطرة عائلة واحدة على ما لا يقل عن 32 في المائة من حق التصويت لحملة الأسهم في الشركات المدرجة على أنها عامة. وعند تقسيم الشركات ال500 إلى ثلاث مجموعات، فقد جاءت شركتان سعوديتان في الثلث الثاني، والشركة الثالثة في أعلى الثلث الثالث من القائمة. والشركات السعودية الثلاث، هي مجموعة دلة البركة، التي يملكها صالح عبدالله كامل وعائلته، وشركة الراجحي ﺍﻟﻤﺼﺭﻓﻴﺔ للاستثمار، التي تملكها عائلة الراجحي، وشركة عبداللطيف جميل المحدودة، التي تملكها عائلة عبداللطيف جميل. وتأسست الشركات الثلاث في الأعوام 1969 و1957 و1945، واحتلت المراتب 326 و323 و348 على التوالي. ودخلت الإمارات القائمة بشركة ماجد الفطيم القابضة المؤسسة عام 1992. وحققت هذه الشركة، المصنفة على أنها عائلية خاصة، عائدا في عام 2013 بقيمة 5.9 مليار دولار، وتقوم بتشغيل 26903 موظفين. ودخلت مصر بشركة واحدة أيضا، هي شركة أوراسكوم للإنشاءات الصناعية المؤسسة عام 1950. وحققت هذه الشركة، المصنفة على أنها عائلية خاصة، عوائد مالية بقيمة 5.5 مليار دولار، وتقوم بتشغيل 11535 موظفا. وكانت للمغرب أيضا شركة واحدة هي مصرف "التجاري وفا بنك" المؤسس عام 1911، وحقق في عام 2013 عوائد مالية بلغت 2.8 مليار دولار، ويقوم بتشغيل 14686 موظفا. وكانت لتركيا ست شركات في القائمة حققت بمجموعها 69.7 مليار دولار، وقامت بتشغيل 266853 موظفا. وجاءت شركة كوج القابضة التابعة لعائلة كوج المؤسسة عام 1926 في المرتبة 33 من القائمة بعد أن حققت في عام 2013 أرباحا بقيمة 34.7 مليار دولار وتشغيلها 88165 موظفا. وشغلت شركة حاج عمر صابانجي هولدنك المؤسسة عام 1967 المركز 113، بعد تحقيقها أرباحا بلغت 12.7 مليار دولار، وقامت بتشغيل 60695 موظفا. وفي أعلى الثلث الثاني من القائمة، أو في المركز ال 113، جاءت شركة سعودي عوجر كومباني ليميتد (سابقا: تورك تليكومينيكاسيون)، المؤسسة عام 1978 بأرباح بلغت 6.9 مليار دولار، وتشغيلها 34441 موظفا. والشركات التركية الأخرى هي: "إنكا إنشاءات" و"سانايي" في المرتبة ال219 (6.6 مليار و24552 موظفا)، وشركة دوكوس هولدنك في المرتبة ال247 (5.9 مليار دولار ونحو 35 ألف موظف)، وشركة كاليك هولدنك (2.9 مليار ونحو 24 ألف موظف). وفي القائمة شركات تثير الدهشة، إذ إن هناك أسماء أسر تملك شركات ضخمة تقوم بتوليد مئات المليارات من الدولارات قد لا يكون أحد قد سمع بها أبدا. مثلا هناك عائلة "موليز" التي تقوم بتوليد 85.5 مليار دولار سنويا وتتولى تشغيل 335 ألف موظف من مخازن "إوشان" لتجارة التجزأة. وهناك أسر طغى اسم الشركة التي تحملها على اسمها، مثلا أسرة "كواندت" الألمانية الذي لا يكاد أن يكون اسمها معروفا، مقارنة بشركة "بي أم دبليو" للسيارات التي تملكها. وعلى النقيض من ذلك، هناك أسر اشتهرت من خلال اسم المنتج الذي تصنعه، مثل أسرة بيجو، التي تملك سيارات بيجو الفرنسية، وأسرة تاتا الهندية للصناعات الثقيلة. وهيمنت الدول الغربية على المراكز العشرة الأولى من القائمة، وكانت حصة الولاياتالمتحدة منها خمسة، وثلاثة لألمانيا، وواحدة لإيطاليا، وواحدة لفرنسا. وحققت الشركات العشر الأولى أرباحا في عام 2013 بلغت قيمتها 1745.7 مليار دولار (ترليونا و745 مليارا)، وقامت بتشغيل ما مجموعه 4.577 مليون شخص. وكانت مخازن وول مارت، أو "وول مارت ستوريز أنكوربوريشن" التي تم تأسيسها عام 1962 من قبل عائلة "واتون" الأمريكية، أكبر شركة عائلية في العالم بعد أن حققت أرباحا بلغت 476.3 مليار دولار، وتقوم بتوظيف 2.2 مليون موظف. وجاءت بعدها شركة "فولكسفاكن" الألمانية للسيارات التي تملكها شركة "بورش" صاحبة شركة سيارات أخرى تحمل الاسم نفسه بعد أن حققت أرباحا بلغت 261.6 مليار دولار وتقوم بتشغيل 572.8 ألف موظف. وكانت الولاياتالمتحدة الفائزة بشكل واضح في هذه القائمة من ناحية العدد الإجمالي لأضخم الشركات العائلية في العالم (101) شركة، ومن ناحية مجموع العوائد المالية للشركات الأمريكية التي تجاوزت ألفي مليار دولار (ترليوني دولار). لكن، عندما ينظر إلى الأمر من ناحية رأس المال المحسوب على أساس وطني موزعا على أساس الفرد الواحد، تصبح سويسرا الفائزة الأولى بشكل واضح في هذين المعيارين. ولدى سويسرا 17 شركة في القائمة قامت بتوليد أكثر من 181 مليار دولار، وهو رقم قريب من الناتج المحلي الإجمالي لنيوزيلندا (198 مليار دولار، حسب دراسة لصندوق النقد الدولي عام 2014). وولدت الشركات السويسرية معا إيرادات بلغت نحو 23 ألف دولار لكل مقيم في سويسرا، في حين وظفت ما يقرب من نصف مليون شخص، سواء داخل سويسرا أو في العالم. وتعتبر الشركات العائلية جزءا مهما من اقتصاد أوروبا الغربية، حيث كانت أوروبا موطنا لما يقرب من نصف الشركات العائلية الأعلى في العالم من حيث العدد (48 في المائة) والإيرادات (44 في المائة). وكشفت الدراسة، عموما، أن الشركات العائلية تمتد على معظم الصناعات، لكنها أيضا ممثلة تمثيلا جيدا في مختلف القطاعات، خاصة في تجارة التجزئة والجملة، والسيارات، وإدارة الأصول. والشركات الثلاث الأولى جسدت هذه الحقيقة واقعيا، فهناك " وول مارت" (بيع بالتجزئة)، و"فولكس فاجن" (السيارات) و"بيركشاير هيث أواي" (إدارة الأصول). وبلغت الإيرادات السنوية للشركات الثلاث هذه 920 مليار دولار، واستخدمت وحدها أكثر من 3.103 مليون موظف. وكانت شركة روش للصناعات الدوائية أكبر شركة عائلية سويسرية لتحتل المركز ال20 على القائمة، وبلغت عوائدها 50.5 مليار دولار، وتتولى توظيف 85080 موظفا. لكن ينبغي على قارئ الدراسة أن ينزل إلى المرتبة ال393، و436 ليجد الشركتين الروسيتين الوحيدتين على القائمة. كما أن الشركات العائلية في الاقتصاد العالمي الثاني نادرة هي الأخرى (5 فقط)، وذلك بسبب الميراث العميق في هيمنة الدولة السابقة على النشاطات الاقتصادية في البلدين. وتعد شركة "تاكيناكا كوربوريشن" اليابانية أقدم شركة عائلية مدرجة على قائمة ال500، وهي ما زالت تعمل حتى اليوم في مجال الإنشاءات والعقارات، وقد درت في عام 2013 ربحا قدره 9.7 مليار دولار. ويعود تأسيسها إلى عام 1610. تأتي بعدها من حيث القدم، شركة "ميرك كي جي أي آي" الألمانية المتخصصة في الأبحاث البيولوجية العلمية (عام 1668) محتلة المرتبة ال99، وما زالت تدر ربحا قدره 14.2 مليار دولار. ثم شركة "ويندل أس أي" الفرنسية التي تنشط في صناعات مختلفة (تأسست عام 1704، وتحتل المركز ال172 وحققت عائدا قدره 8.5 مليار دولار).