في الوقت الذي عبرت فيه الخارجية الإيرانية عن رفضها لاتهامات أمريكية بالعمل على "زعزعة المنطقة"، وقبل ساعات من بدء "الهدنة الإنسانية" المرتقبة في اليمن، كشفت الجمهورية الإسلامية عن إرسال سفينة مساعدات للدولة العربية، تحت حماية عدد من سفنها الحربية. وقال المسؤول في البحرية الإيرانية، الأدميرال حسين أزاد، إن السفينة "إيران شاهد" غادرت ميناء "الشهيد رجائي"، في بندر عباس، جنوبي إيران، الاثنين، في طريقها لليمن، تحت حماية مجموعة من سفن أسطول البحرية الإيرانية، تتواجد بالفعل في منطقة خليج عدن ومضيق "باب المندب"، بالمدخل الجنوبي للبحر الأحمر. وبحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر، علي أصغر أحمدي، فإن السفينة "إيران شاهد" تحمل 1700 طن من المواد الغذائية، إضافة إلى مواد إغاثية أخرى، وعلى متنها 45 شخصاً من موظفي الإغاثة أو من الفرق الطبية والإعلامية. وأضاف المسؤول الإيراني أن تلك المساعدات كان من المقرر إرسالها إلى "الشعب اليمني الشقيق" بالطائرة، "إلا أن هذا الأمر واجه منعاً من السعودية"، لافتاً إلى أنه تقرر إرسالها بحراً، معرباً عن أمله في اطلاع الصليب الأحمر الدولي على إرسال هذه المساعدات، حسب الأعراف الدولية. في الغضون، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الرسمية الثلاثاء، إن "مزاعم بعض المسؤولين الأمريكيين، حول ما يسمونه الإجراءات الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة، هي مرفوضة جملةً وتفصيلاً." واعتبرت افخم أن "التدهور الأمني وعدم الاستقرار في المنطقة تعود جذوره إلى التدخل الأجنبي في شؤونها"، وذكرت أن "هذا العنصر لم يعرض الامن والاستقرار للخطر فحسب، بل حال دون تبلور تعاون عميق، وتعامل قوي وبناء، قائم على المصالح المتبادلة بين دول المنطقة." كما ذكرت المتحدث الإيرانية أن "دعم أمريكا للتدخل العسكري في اليمن، وعدم الاكتراث بقتل النساء والأطفال الأبرياء، واستمرار السعودية في حصارها المتعنت لليمن، قد أسس في الحقيقة لنوع جديد من التدخل غير القانوني في شؤون الدول الأخرى"، بحسب قولها.