كشف مصدر يمني ل"عربي21" السبت، أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي دفع "مليون دولار"، لثلاثة من أفراد اللجان الشعبية التابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثي) ساعدوه في الفرار من الإقامة الجبرية التي فرضها عليه مسلحو الجماعة، عقب تقديمه استقالته في كانون الثاني/ يناير الماضي. وقال المصدر، الذي اشترط عدم الإفصاح عن اسمه ل"عربي21": إن "ثلاثة من القيادات الوسطى للجان الشعبية التابعة للحوثي اختفوا تماماً، بعدما قبض كل فردٍ منهم أكثر من "مئتي ألف دولار"، مقابل مساعدتهم للرئيس اليمني في الفرار من منزله في صنعاء إلى مدينة عدن اليمنية، وحتى اللحظة لم يتمكن الحوثيون من معرفة مصير الثلاثة المختفين، قبل شنهم حملة اعتقالات واسعة في صفوف مسلحيهم المكلفين بمحاصرة منزل هادي، عقب تلقيهم نبأ وصوله إلى عدن"، على حد قوله. فيما رجح المصدر اليمني أن "يكونوا غادروا مع الرئيس هادي إلى مقر إقامته الجديد في مدينة عدن، التي باتت العاصمة السياسية لليمن بحكم الأمر الواقع". غير أنه نوه إلى أن "هناك رواية أخرى تقول إن "خمسة من اللجان الشعبية، الذين جرى تكليفهم بحراسة منزل رئيس اليمن هادي، اختفوا في اليوم الذي فر فيه إلى جنوب اليمن". فيما أكد مصدر سياسي مطلع ل"عربي21" أن "عملية فرار هادي جاءت عقب لقائه بالقيادي الحوثي "أبو مالك الفيشي"، الذي قبل رأس هادي، بعدما تحدث إليه هادي عن أمنه الشخصي، وأنه تعرض للإهانة من مسلحين حوثيين أثناء عملية الاقتحام لمنزله وسط صنعاء، في كانون الثاني/ يناير الماضي". وفر الرئيس اليمني إلى مدينة عدن في 21 من شباط/ فبراير الماضي، بعد خضوعه في صنعاء للإقامة الجبرية المفروضة من قبل الحوثي، لمدة شهر تقريباً، وفور وصوله إلى عدن، أعلن تمسكه بشرعيته رئيسا لليمن، واعتبر ما حدث قبل ذلك "انقلابا مكتمل الأركان". وزير الداخلية اليمني معتكف في منزله بصنعاء. ------------------------------------------------------ وأضاف المصدر السياسي ل"عربي21" أن "وزير الداخلية اليمني المستقيل جلال الرويشان، غاضب من تصرفات الحوثيين، ويعتكف حالياً في منزله بصنعاء، بعد تداول وسائل إعلامية يمنية أنباء عن اختفائه السبت. وأوضح المصدر ذاته أن "الرويشان أبدى امتعاضه من تصرفات مندوبي جماعة الحوثي في مختلف مقار ومكاتب الدولة في صنعاء". في الوقت الذي أشار فيه المصدر ذاته إلى أن وزير الداخلية اليمني في الحكومة المستقيلة حاول الفرار إلى مدينة عدنجنوبي اليمن، إلا أنه فشل عقب تلقي الحوثيين معلومات بهذا الخصوص". ولفت المصدر اليمني إلى أن "مسألة خروج الرويشان من صنعاء إلى عدنجنوبي البلاد، مقر إقامة الرئاسة اليمنية الجديد، مسألة وقت لا غير"، وفق تعبيره. وكان اللواء الرويشان عضوا في حكومة خالد بحاح التي استقالت في 22 كانون الثاني/ يناير الفائت، مع الرئيس هادي تحت ضغط الحوثيين، الذين استولوا بالقوة على صنعاء في 6 شباط/ فبراير، وحلوا البرلمان، وأقاموا هيئات قيادية جديدة. وحضر وزير الداخلية اليمني، في السادس من شباط/ فبراير الماضي، بملابس مدنية، مراسم إصدار "البيان الانقلابي"، كما تصفه قوى يمنية، والذي أصدرته جماعة "أنصار الله" المعروفة بجماعة الحوثي باسم "الإعلان الدستوري"، وسط أحاديث عن تعرضهم للتهديد من قبل الجماعة الحوثية.