تنظم كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مؤتمر "وسائل التواصل الاجتماعي.. التطبيقات والإشكالات المنهجية"، وذلك يومي الاثنين والثلاثاء بفندق مداريم كراون بالرياض، ويأتي هذا المؤتمر بالتزامن مع ما يشهده المجتمع من اندفاع لاستخدام هذه الوسائل "انستغرام" و"تويتر" و"يوتيوب"، وغيرها، في ظل انتشارها بين أوساط الشباب بمختلف الأعمار وقضاء أوقات طويلة في التواصل ونشر المعلومات والأخبار والتقارير والتجارة والإعلان. حاجات بحثية ------------------ وأوضح "أ. د. فهد بن عبدالعزيز العسكر" - وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر - أنَّ المؤتمر يؤكد عناية الجامعة بتأصيل التخصصات العلمية ودعمها، مشيراً إلى أنَّه يناقش قضية ملحة يجدر بالمتخصصين والمهتمين في الجامعات أن يوجهوا كافة جهودهم البحثية والعلمية للعناية بها، مبيناً أنَّ الكليات العلمية هي المحرك الأساسي للبحث العلمي، وتنطلق من وعي حقيقي بالحاجات البحثية والعلمية في مجالاتها. ولفت إلى أنَّ المؤتمر سيتناول العديد من المحاور، ومنها استخدامات وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد في المجتمع السعودي، والأبعاد الشرعية والنظامية القانونية لاستخدامات وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد، إلى جانب التأثيرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية لها، وكذلك الاتجاهات الحديثة في دراسات وتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد، إضافةً إلى التأهيل العلمي والمهني في الإعلام الجديد. حاجات مجتمعية --------------------- وأكَّد "أ. د. العسكر" أنَّ المؤتمر يشير بشكل جليّ إلى أنَّ الجامعة من خلال كلياتها معنية بالتخصصات العلمية التي تدرس فيها، بالإضافة إلى إدراكها للحاجات المجتمعية والبحثية، مضيفاً أنَّه: "بلا شك الحديث اليوم عن وسائل التواصل الاجتماعي حديث ذو شجون ومتشعب ويرتبط بحجم التأثيرات الكبرى التي باتت وسائل التواصل الاجتماعي الآن تتوافر عليها على مختلف الصعد، سواءً على الصعيد السياسي أو الاجتماعي أو الأخلاقي أو الديني، وغيرها من المجالات". وبين أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت محركاً وموجهاً أساسياً للتوجهات والآراء والقرارات المحلية والثانوية والإستراتيجية والأممية، مستشهداً في هذا الشأن بالتغيرات المجتمعية التي يشهدها العالم. وأشار إلى أنَّ الكليات العلمية هي المحرك الأساسي للبحث العلمي في تخصصاتها، مبيناً أنَّ مبادرة كلية الإعلام والاتصال باقتراح تنظيم هذا المؤتمر تنطلق من وعي حقيقي بالحاجات البحثية والعلمية في مجال تخصص الكلية. وقال: "هذا المؤتمر يأتي في وقت نحن في أمس الحاجة إليه لإخضاع مثل هذا الموضوع تحديداً، وهو متعلق بوسائل التواصل، سواءً في منهجياتها أو في التطبيقات واستخداماتها المختلفة، وفي الإشكالات المنهجية، موضحاً أنَّ كلية الإعلام والاتصال أو الكليات المتخصصة في الإعلام والاتصال معنيون بتفعيل هذا المجال وبفهمه واستيعابه". قواعد مهنية --------------- وأوضح "أ. د. عبدالله بن محمد الرفاعي" - عميد كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ورئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر - أنَّ المؤتمر جاء نتيجة الإشكالات التي بدأت تواجه المجتمعات في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب الاشكالات المنهجية المتعلقة بعمل الدراسات الإعلامية، مبيناً أنَّ القواعد التي تنطلق منها وسائل التواصل الاجتماعي هي قواعد مهنية وتطبيقية مختلفة كلياً عن القواعد التي كان يسير عليها الإعلام التقليدي، لافتاً إلى بداية ظهور نظريات تساعد على فهم ظاهرة التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أنَّ هذ الظاهرة تحتاج جهوداً مكثفة من مراكز الدراسات والكليات والأقسام العلمية؛ لكونها جديدة وعمرها لا يتجاوز (15) عاماً، مؤكداً أنَّها ستأخذ وقتا كبيرا، إذ بدأت بداية حقيقية وجادة في دراستها ومتابعة تأثيراتها الإيجابية والسلبية والاستخدامات حتى تصل إلى وضع رؤية منهجية علمية مستقرة. وأضاف: "يشارك في هذا المؤتمر أكثر من (40) باحثا من عدد كبير من دول العالم، منهم متحدثون رئيسيون في المؤتمر آتين من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفرنسا، والهند، وكندا، والدنمارك، وغيرها من دول العالم"، مبيناً أنَّهم شخصيات لهم اهتمام وحضور، مشيراً إلى أنَّ الاعلام الجديد فرض نفسه بقوة على المجتمعات وعلى الأفراد كذلك. آثار إيجابية --------------- وشدَّد "أ. د. الرفاعي" على أهمية بداية الخطوات العلمية الجادة لمقاربة هذه الظاهرة ودراستها ومحاولة مساعدة أفراد المجتمع والجهات الرسمية والخاصة في المملكة وخارجها في كيفية التعامل مع هذه الإمكانات الهائلة التي تتوفر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مُضيفاً أنَّها خطوة واحدة في الطريق الصحيح ولن تكون النهائية، حيث ستتبعها خطوات أخرى، سواءً في الكلية أو في الجامعة، أو من الأقسام والكليات الأخرى التي ستبدأ العمل في هذا الاتجاه، مُشيراً إلى أنَّه من الممكن أن يكون هناك أكثر من مؤتمر يعقد في الفترة القليلة القادمة، كما أنَّ هناك مؤتمرات عقدت، وسنظل سنوات نتحدث حول هذا العنوان حتى نصل في النهاية إلى التراكم المعرفي الذي نستطيع أن ننطلق منه بشكل أقوى. وبيَّن أنَّ هذه الجلسات التي ستتم في المؤتمر سيكون لها تأثير حقيقي ومباشر على المستخدمين والمستفيدين والمتضررين؛ لأنَّ هذه الأبحاث ستقدم، وهذه اللقاءات العلمية ستطرح مبنيةً على تجارب مطبقة في مجتمعات كثيرة، وحدث فيها آثار بالغة الأهمية وإيجابية في الوقت نفسه، كما أنَّ هناك آثاراً بالغة الأهمية لسلبياتها الأمنية، لافتاً إلى أنَّ هذا المؤتمر هو خطوة من الخطوات التي تقوم بها الجامعة والكلية لسد الحاجة والثغرة الموجودة. إشكالات منهجية ------------------- وأوضح "د. إبراهيم السعيد" - وكيل كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ونائب رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر - أنَّ مؤتمر وسائل الاتصال الاجتماعي من أهم المؤتمرات، خصوصاً بعد ثورة التقنية الحالية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي وكثرة استخدامها، مُشيراً إلى أنَّ هذا المؤتمر متخصص في التطبيقات والإشكالات المنهجية وتواكب الممارسات بهذا الجانب، ويأتي ذلك من منطلق دور الكلية للخدمة المجتمعية أولاً، والخدمة الاكاديمية ثانياً، وحرصاً على زيادة الدراسات وتكثيفها. وأكد أنَّه تمَّ الاستعداد للمؤتمر استعداداً كاملاً بقيادة مدير الجامعة بالإنابة "أ. د. فوزان الفوزان"، ورئيس اللجنة التنظيمية "أ. د. فهد العسكر"، ورئيس اللجنة التنفيذية "أ. د. عبدالله الرفاعي"، مبيناً أنَّهم لم يألوا جهداً بتسخير وتوفير كافة الإمكانات للمساهمة بنجاح هذا المؤتمر، مشيراً إلى أنَّ تنظيم المؤتمر سيكون متميزاً والحضور كثيفاً، وأنَّه تمَّ الاستعداد له استعداداً كاملاً بتوفير كافة الاحتياجات والمتطلبات والكوادر البشرية والإمكانات المادية واللوجستية. وأشار إلى أنَّ استخدامات وسائل التواصل الاجتماعي أبرزت إشكالات متعددة بالمجتمع، ومنها الإشاعة، أو أنَّها تكون مصدرا للأخبار لوسائل الإعلام، أو مصادر مرجعية لبعض الباحثين، ومثل هذه الإشكالات والمشاهد لوسائل التواصل الاجتماعي دعت الى البحث وفق نظرة علمية ما هيَّة الإشكالات وسبل معالجتها. إضافة نوعية ---------------- وأشار "د. ناصر البراق" - رئيس قسم الصحافة والنشر الإلكتروني في كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- إلى أن المؤتمر سيكون إضافة نوعية لتخصص الإعلام، خصوصاً الإعلام الجديد، مؤكداً أنَّ المتخصصين في الإعلام واجهوا مشكلة منهجية في المقارنة بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، لافتاً إلى أنَّ كلية الإعلام والاتصال تنبأت بشكل متقدم جداً إلى أنَّ المؤتمر سيسهم بشكل نوعي في إثراء هذا الإعلام الجديد كتخصص؛ لأنَّ الإشكالات المنهجية ليست على مستوى الإعلام في الوطن العربي فقط، بل على المستوى العالمي. وبيَّن أنَّ هذا المؤتمر هو الوحيد الذي يناقش هذه الإشكالات في المملكة، وقال: "الجميع متفائل بأنَّه سينتج عنه أفكار جديدة وتوصيات تفيد هذا المجال وتطويره واستفادة الباحثين، فالإعلام الجديد أصبح واقعا يجب أن نتعايش معه بالطريقة الصحيحة ونوضح السلبيات والايجابيات للمستخدمين، مشيراً إلى أنَّه يجب التكاتف من قبل الجميع لإنجاح هذا المؤتمر وإيصال الفكرة الأساسية للمؤتمر بشكل المناسب، موضحاً أنَّ الجامعة تؤدي دورا مهما في هذا المجال الذي أصبح ظاهرة كبيرة، مُضيفاً: "من هذا المنطلق أشير إلى ضرورة تنظيم مثل هذه المؤتمرات التي يحتاجها المجتمع بشكل كبير في جميع الكليات والجامعات العربية".