وقفت أربع منظمات عالمية أمس، على استعدادات وزارة الصحة السعودية ومستشفياتها للتعامل مع المصابين بفيروس "كورونا"، حيث اجتمعت مع مسؤولي الوزارة، واطلعت على الخطط والبرامج الوقائية والتوعوية التي وضعت للتعامل مع الفيروس. وقال ل"الاقتصادية" الدكتور عبدالعزيز بن سعيد وكيل وزارة الصحة للصحة العامة، إن المنظمات الأربع التي تقوم بزيارة السعودية، والمكونة من 12 ممثلا لهذه المنظمات جاءت بدعوة من وزارة الصحة السعودية، حيث تضمن الوفد ممثلين لمنظمة الصحة العالمية، وممثلين لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الأغذية والزراعة "الفاو"، إضافة إلى المنظمة العالمية للصحة الحيوانية. وأضاف ابن سعيد أن الوفد قام بزيارة مركز القيادة والتحكم ومستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز، واطلعوا على الإجراءات المتخذة في التعامل مع فيروس كورونا، مشيراً إلى أن الوفد سيجتمع بوزير الصحة أحمد الخطيب اليوم، للتباحث حول الإجراءات الاحترازية لمكافحة المرض خلال الفترة المقبلة. وأوضح وكيل وزارة الصحة أن الوزارة وضعت الاستعدادات اللازمة للتعامل مع الحالات المتزايدة المتوقعة، معتبراً زيارة الفريق لتقديم الإرشادات للتعامل مع هذا الفيروس خلال الفترة المقبلة، منوهاً إلى أن الوزارة استعانت بمختصين دوليين من مركز مكافحة الأمراض والأوبئة في الولاياتالمتحدةالأمريكية بصورة دائمة طوال العام، للتعاون في برنامج استقصاء أسباب تفشي الأمراض المعدية وغير المعدية، وتقديم الدعم التدريبي للمختصين السعوديين في حقل علم الأوبئة. من جانبه، قال الدكتور حسن البشرى ممثل منظمة الصحة العالمية في السعودية، إن الوضع فيما يخص حالات الإصابة بفيروس كورونا لا يسبب قلقا دولياً، وتتم حتى الآن السيطرة عليه، فما زال المرض لم يتعد الحدود، خاصة أن الفيروس حتى الآن لم يتمكن من الانتقال من إنسان لإنسان بصورة مستدامة، وأنه لم يتم التوصل بعد للقاح مضاد لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط، وأن الأبحاث ما زالت جارية في هذا الاتجاه، وأن مصدر الفيروس ما زال لغزاً، وإن كانت الجمال تعد أكثر مصدر محتمل للفيروس، لكن لا تأكيد حتى اليوم لهذا الأمر، حيث إن الدراسات المعمول بها في هذا الصدد، التي أقيمت خلال الفترة الماضية في مرحلة تحليل البيانات ولم تعلن نتائجها بعد". جاء ذلك خلال استضافته في المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية التابع لوزارة الصحة ضمن فعاليات الحملة التوعوية للتعريف بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. وأضاف البشرى أنه من المتوقع زيادة حالات الإصابة خلال الشهرين المقبلين (مارس وأبريل)، كما لوحظ خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث تزداد عدد حالات الإصابة خلالهما، فالجهود المبذولة حالياً تهدف إلى التوعية بالمرض لتأخير ظهور الفيروس في هذين الشهرين، وتقليل عدد الحالات، وعلاج الحالات المصابة قبل حدوث أي مضاعفات تؤدي إلى الوفاة. وعن مدى كفاية التدابير الوقائية المبذولة حالياً لتلافي عدوى المستشفيات باعتبار وجود حالات مصابة بين الممارسيين الصحيين، نوه البشرى إلى أن القطاعات الصحية بذلت جهوداً كبيرة من أجل تلافي عدوى المستشفيات أو تقليلها من خلال توفير كل الإمكانيات للممارسين الصحيين، وتدريبهم وتوعيتهم، لكنها تحتاج إلى متابعة ورقابة، إضافة إلى أنها ترتبط بسلوكيات تحتاج إلى وقت للالتزام بها، مشدداً على معاقبة المخطئ في سلوكياته، الذي سيكون له أثر في تعديل تلك الممارسات الخاطئة، معتبراً ذلك من التحديات التي تواجه مكافحة الفيروس. وأوضح البشرى أن الجهود حاليا ستوجه لتوعية الأطفال، واعتبارهم مدخلا لإدخال المعلومات الصحيحة للأسرة، وذلك من خلال إجراء مسابقة على مستوى المناطق بين أطفال المدارس، تقوم على فكرة كتابة المشارك قصة لا تتعدى 200 كلمة عن فيروس كورونا، حيث سيسهم- بإذن الله- في انتقال المعلومات الصحية الصحيحة عن الفيروس وكيفية الوقاية منه بين شرائح متعددة كالأطفال وأسرهم. وبين الدكتور حسن أن الزيارة التي يقوم بها وفد عالي المستوى من منظمة الصحة العالمية برئاسة مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية خلال هذه الأيام للمملكة، الذي تمت بدعوة من وزير الصحة، وتضم أعضاء من كل التخصصات الطبية، جاءت من أجل الاطلاع على الوضع، والتوجيه في حال وجود نقاط ضعف، أو قصور في الجهود المبذولة لمكافحة الفيروس.