تشهد الرياض في هذه الأثناء تحركات سياسية ودبلوماسية ماراثونية، سواء على المستوى الخليجي أو الدولي، محورها ملف التهديدات المتزايدة من قبل تنظيم "داعش"، وكذلك سيطرة الحوثيين على السلطة في اليمن. ومن المقرر أن تشهد العاصمة السعودية اجتماعاً الأربعاء، يضم قادة عسكريين من الدول المشاركة في "التحالف العربي الدولي" لمحاربة تنظيم داعش، لتقييم نتائج ضربات التحالف، الذي تقوده الولاياتالمتحدة، ضد مواقع التنظيم في كل من سوريا والعراق. وفي ظل تزايد التوتر بين مصر وقطر، بعد قيام داعش ب"ذبح" 21 قبطياً في ليبيا، ورد الجيش المصري بقصف مواقع تابعة للتنظيم داخل الأراضي الليبية، قام أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بزيارة للرياض الثلاثاء، التقى خلالها العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز. واكتفت وكالات الأنباء الرسمية بالقول إن اللقاء جرى خلاله "استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل دعمها في شتى المجالات، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع على الساحات الخليجية والعربية والدولية"، دون أن تفصح عن مزيد من التفاصيل. ولفتت وكالة الأنباء القطرية "قنا" إلى أن المباحثات تناولت "استعراض مسيرة العمل الخليجي المشترك، والسبل الكفيلة بدعمه وتعزيزه"، فيما أشارت الوكالة السعودية "واس" إلى أن رئيس جهاز أمن الدولة القطري، غانم بن خليفة الكبيسي، كان ضمن الوفد المرافق للشيخ تميم. تأتي زيارة أمير قطر للرياض بعد يوم من قيام ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، الفريق أول الشيخ محمد بن زايد، بزيارة العاصمة السعودية، شدد خلالها على أن العلاقة بين الإمارات والسعودية هي "العمود الفقري لأمن المنطقة." ونقلت وكالة أنباء الإمارات "وام" أن المباحثات تناولت "التطورات في اليمن وسوريا والعراق وليبيا"، وذكرت أن الجانبين اتفقا على أن "المرحلة التي تمر بها المنطقة، تتطلب التنسيق المكثف والتشاور المستمر في إطار خليجي جامع يضمن الامن والاستقرار والازدهار المشترك." يُذكر أن أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، كان قد قام هو الآخر بزيارة المملكة السعودية في وقت سابق الأحد، حيث عقد جلسة مباحثات مع الملك سلمان، تناولت "المستجدات في المنطقة العربية والخليجية، وآفاق التعاون بين البلدين"، بحسب مصادر رسمية في كلا الدولتين.