قال أكاديميون في دراسة جديدة إنه رغم وجود توافق علمي في الاراء على ان النشاط البشري هو وراء ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض الا ان السلوكيات المتأصلة بين الامريكيين لا ترجح أي تغيير في السياسة فيما يتعلق بظاهرة الاحتباس الحراري أو ما يعرف بالبيوت الزجاجية. وجاء في الدراسة التي نشرت في دورية نيتشر كلايمت تشينج * Nature Climate Changeأن تحسين الحوار بين المؤمنين والمتشككين في أهمية الدور الذي يقوم به البشر في تغير المناخ هو الطريقة المثلى لزيادة هذا التوافق بين عامة الشعب. وقالت آنا-ماريا بليوك الاستاذة بجامعة موناش الاسترالية والمشاركة في الدراسة في بيان "استراتيجيات حشد التأييد لسياسات تخفيف (التغير المناخي) يجب أن تتجاوز محاولات تحسين فهم الرأي العام للعلم." وترى بليوك أنه بدلا من ذلك على العلماء الذين يريدون التحرك لمواجهة مشكلة الاحتباس الحراري أن يحاولوا تغيير العلاقة بين المؤمنين والمتشككين في هذه الظاهرة. وجاء في الدراسة التي استندت إلى مسح أجري على الانترنت بين سكان في الولاياتالمتحدة أن الجانبين يتفقان بشكل عام على أن تغير المناخ حقيقي لكنهما يختلفان على أن النشاط الانساني هو وراء هذا التغير. وخلصت الدراسة إلى أن الخلفيات الاجتماعية والصدامات الثقافية هي التي تغذي موقف كل فريق في انعكاس لما يحدث من جدل مشابه حول الاجهاض وزواج المثليين. وكشفت بيانات استطلاع نشرها مركز أبحاث بيو في يناير كانون الثاني أنه في الولاياتالمتحدة يحدث التقسيم بين الفريقين على نفس الخطوط الحزبية. فأكثر من 70 في المئة من الديمقراطيين يرون أن ارتفاع درجة حرارة الارض ترجع في الاساس إلى الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الاحفوري. وفي المقابل تتدنى هذه النسبة بين الجمهوريين إلى 27 في المئة ويقول أكثر من 40 في المئة إنه لا توجد أدلة دامغة على ارتفاع درجة حرارة كوكب الارض بينما يقول 30 في المئة أن تغير المناخ يرجع في الأساس إلى أنماط بيئية طبيعية. وفي يناير كانون الثاني قالت الادارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي إن عام 2014 كان الأدفأ منذ بدء تسجيل درجات الحرارة أواخر القرن التاسع عشر. ويعتقد خبراء الأممالمتحدة أن المرجح بنسبة 95 في المئة هو أن الأنشطة البشرية ومنها إحراق الوقود الاحفوري هي السبب وراء ظاهرة الاحتباس الحراري. ويقول العلماء إن عدم التحرك لعلاج المشكلة له عواقب خطيرة منها ارتفاع مستوى البحار وأنماط الطقس المتطرف وفقدان التنوع الحيوي.