ناشدت زوجة المدون السعودي رائف بدوي العالم العمل من أجل العفو والإفراج عن زوجها المحكوم بعشرة أعوام سجن وألف جلدة بتهمة إهانة الإسلام، وفي هذا السياق قالت إنصاف حيدر في حوار لها مع صحيفتي "دي تسايت" و"تاغس شبيغل" الألمانيتين اليوم الخميس (29 كانون الثاني/ يناير 2015) "إن زوجي لم يكتب أو يقل شيئاً ضد الإسلام أو أي دين آخر" وتابعت أنه كان "ينتقد رجال الدين" في السعودية الذين يستغلون الدين لمصالحهم. وقالت إنه يريد "مجتمعاً ليبرالياً يعيش فيه الجميع مع بعضهم بسلام". وبشأن الحملات التضامنية مع زوجها والجهود التي تبذل من أجل الإفراج عنه، قالت إنصاف حيدر في حوار مع DW: "آمل أن تسفر الجهود والمساعي عن نتيجة وأن نستطيع لفت النظر إلى مصير رائف وأن يعفي عنه الملك سلمان ويطلق سراحه". وعن شخصيته قالت "إنه شاعر، زوج رائع، هو من كنت أحلم به دائماً، إنه والد حنون". وتابعت أن كل ما تتمناه هو يعود رائف إليها وإلى أسرته. وفي إطار التضامن مع رائف بدوي وممارسة الضغط على الرياض طالبت كتلتا حزب الخضر وحزب اليسار في البرلمان الألماني، الحكومة الألمانية بممارسة المزيد من الضغوط على السعودية للإفراج عن بدوي، وطالبت الكتلتان وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير والسفير السعودي في الرياض بمطالبة الحكومة السعودية وبشكل واضح لا لبس فيه بوقف العنف ضد بدوي فوراً. أضرار جسدية ونفسية على المدى الطويل وعن حالته الصحية والنفسية قالت زوجته في حوار لها مع DW "حالته الصحية السيئة وهو يعاني من ارتفاع كبير في ضغط الدم، وأيضاً حالته النفسية سيئة". وقد أكدت منظمة العفو الدولية أيضاً تراجع وسوء حالة المدون السعودي الصحية، إذ نقلت عن خبيرة طبية في جمعية "الحرية من التعذيب"، تحذيرها من أن إخضاع المدون السعودي رائف بدوي لمزيد من الجلد، لأن ذلك يمكن أن يتسبب بأضرار جسدية ونفسية بعيدة المدى. وقالت الطبية جوليت كوهن، رئيسة فريق الأطباء في منظمة "الحرية من التعذيب"، عن حالة بدوي في حال تعرضه للجلد المتكرر "كلما تتابعت الضربات فوق بعضها بعضاً، كلما زادت الاحتمالات بأن تتسبب بجروح مفتوحة. وهذا مهم لأن من المرجح أن تكون أكثر إيلاماً وتتسبب بمزيد من الالتهابات، مما سيؤدي إلى ألم مبرح مستمر لفترة أطول، نظراً لأن الالتهاب يعيق التئام الجروح". وعن الأضرار النفسية للجلد قالت كوهين "قد يتسبب الجلد بشعور بالخوف والقلق والإذلال والخجل. ومن المرجح أن يتسبب التخوف من الوجبة المقررة التالية من الجلد بانفعالات شديدة، وخاصة بالخوف والقلق وصعوبة النوم. وللألم والخوف إذا ما استمرا لفترة طويلة آثار تسبب الوهن على المدى الطويل، وقد تأخذ مسألة استرداد العافية من مثل هذه التجارب وقتاً طويلاً". هذا وقد أثارت السلطات السعودية ضجة عالمية حين نفذت الدفعة الأولي (50 جلدة) من مجموعة عقوبة الجلد (ألف جلدة) التي حُكم بها على بدوي، ما دفع منظمات حقوقية ومدافعين عن حقوق الإنسان وساسة للتضامن معه والمطالبة بالعفو والإفراج عنه.