رفع معالي وزير العدل الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى باسمه وباسم المرفق العدلي تعازي جميع منسوبي قطاع العدالة في المملكة في وفاة فقيد الأمة العربية والإسلامية والإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى، داعياً الله تعالى أن يَجزي الفقيد الكبير خيرَ الجزاء على ما قدَّم لدينه ووطنه وأمته، وما بذله من الجهد والعطاء الذي رسم به صفحة تاريخية مضيئة أعانه الباري جل وعلا عليها فسدده ووفقه، ستضل بأمر الله بصماتها راسخة في تاريخنا العربي والإسلامي والإنساني، فقد كان بحق أحد من وفقهم الله تعالى لتسجيل فصل مهم في ذاكرة التاريخ، وكان في طليعة رواد الحوار والسلام والإصلاح والنزاهة والعفة، ويكفيه في هذا خدمته للحرمين الشريفين عمارة ورعاية. كما كان له أجزل الله مثوبته تأسيس قوي للنقلات النوعية لمرفق العدالة، تنظيمياً وإجرائياً وتقنياً وتدريبياً مع تفعيل القضاء المتخصص وقضاء التنفيذ الذي رسخ هيبة الأحكام القضائية، وتسريع مدد التقاضي بتحول قياسي، وزيادة أعداد القضاة وكتاب العدل وموظفي قطاع العدالة عموماً، وإزالة كل عائق إجرائي للعدالة من شأنه التأثير على أدائها ومستوى خدماتها حتى أضحت عدالتنا الشرعية بفضل تحكيم الشريعة الإسلامية ثم بما يسره الله تعالى من بركة هذا التحكيم الرشيد من الدعم والمنجز السابق أضحت بحمد الله كما هي دوماً الملاذ الآمن والحارس الأمين لحكم الشرع المطهر، كما أنه -رحمه الله- حمل هاجس دعم مشاريع التواصل الدولي لنقل الصورة الحقيقية عن عدالة الشريعة الإسلامية لتنعكس إيجاباً في تصحيح الصورة الذهنية المغلوطة لدى بعض الدوائر المخترقة في معلوماتها أو المبتسرة في مفاهيمها، جاء هذا انطلاقاً من إحساسه الكبير -غفر الله له- بأن هذا يصب من قبل ومن بعد في خانة الدعوة إلى الله تعالى، فقضاء الشريعة الإسلامية صميم المعتقد وصمام أمان مشروعية الدولة. كما كان له -رحمه الله- أثر بارز في الإصلاحات الإجرائية في قطاع العدالة، فوجه بأنه إزاء ملفها لا اعتبار لأي إجراء إلا ما كان وفق المقتضى الشرعي والنظامي، فقام القضاء الشرعي بواجبه حيالها بكل نزاهة وحياد فأبطل كل إجراء مخالف وكان أكبر داعم للعدالة وأثبت للجميع كيف هي قوة ومتانة وحياد قضاء المملكة العربية السعودية من خلال قضاة أكفاء هم حملة الشريعة وحراسها. كما رفع معالي وزير العدل باسمه وباسم مرفق العدالة تهنئة الجميع باضطلاع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بمقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية وما يترجمه هذا التسديد والتوفيق للبلاد والعباد من تكامل المؤهلات القيادية لرجل عرفه تاريخ المملكة كرائد قيادي محنك في القائمة الغراء لولاة الأمر، فهو -يحفظه الله- تاريخ بحد ذاته، فكانت البيعة له بركة على الجميع. ومن توفيق الله تعالى له وللوطن والمواطن مبايعة رجل الخبرة والمراس السياسي والقرب من بيئة الحكم في منظومة أنجال القائد المؤسس صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لعهده، وكذا مبايعة رجل الخبرة والمنجزات الأمنية التاريخية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولياً لولي عهده. وختم معاليه بالدعاء للمولى جل وعلا بأن يحفظ ولاة الأمر ويسددهم ويوفقهم ويُجريَ الخير على أيديهم، ويجعلهم مفاتيح للخير مغاليق للشر إنه ولي ذلك والقادر عليه.