لم تخف لجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية تعرضها لعمليات احتيال كل 14 ثانية، إضافة إلى رصدهم أنماطا جديدة لعمليات الاحتيال على العملاء، أبرزها إيهام العميل وموظف البنك في آن واحد لتمرير عمليته الاحتيالية، واستخدام الرسائل الالكترونية ونحوها، واستخدام الفاكس في العمليات الاحتيالية، ونسخ معلومات البطاقات المصرفية في بعض أجهزة نقاط البيع في بعض الدول. وأوضح أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية طلعت حافظ ل»مكة» عقب حضوره محاضرة بعنوان كفيفي البصر «الاحتيال التجاري وسبل الوقاية» بالغرفة التجارية بالرياض أمس الأول، أنهم رصدوا عمليات احتيال على عملاء، وذلك من خلال الرسائل «الاقتحامية»، والتي تأتي من كل مكان سواء بالبريد الالكتروني أو نحو ذلك. وبين أن كثيرا من عمليات الاحتيال المالي والمصرفي التي تحدث سببها العميل، ومهما قامت البنوك بالاحتياطات واتباع الأنظمة لن توقف تلك الاحتيالات، وسيكون العملاء عرضة للاحتيال إن لم يقوموا بالتجاوب مع الأنظمة والتعليمات المرعية، وأخذها بعين الاعتبار. ولفت إلى أن التقارير تؤكد أنهم معرضون للاحتيال أو الشروع في عملية احتيال كل 14 ثانية، وأن أسباب عمليات الاحتيال في الوقت الراهن تتمحور في استخدام المحتالين التقنية الحديثة بشكل سلبي، من خلال الاختراقات الالكترونية ونحو ذلك، مبينا أن من العمليات الاحتيالية التي تم التنبيه عليها، اتصال المحتال على العميل في أوقات متأخرة من الليل، ومطالبته بتحديث بياناته البنكية عبر الهاتف. وأضاف لا يمكن لأي موظف بالبنك الاتصال بالعميل، خصوصا في أوقات الليل المتأخرة، ومطالبته بتحديث بياناته، كما أن التحديث لا يتم إلا بذهاب العميل نفسه للبنك، والقيام بتحديث معلوماته، والمطالبة بالتحديثات بشكل عام تأتي عند انتهاء صلاحية أوراق العميل، أو من خلال هويته، أو الإقامة ونحو ذلك. الفاكس وسيلة احتيال وأكد مدير مكافحة الاحتيال المالي بالبنك العربي الوطني محمد أبوعيش، أن من حالات الاحتيال المصرفية الجديدة، استخدام المحتال الفاكس، بمعنى أن هناك بعض العملاء يقدم للبنك بعض التعليمات الخاصة عن طريق الفاكس، بالإضافة إلى وجود اتفاقية بين البنك والعميل فيما يخص التعامل بالفاكس، فيأتي بعد ذلك دور المحتال الذي عرف طريقة العميل في تعامله مع البنك، من خلال معرفته لحسابات العميل، وتوقيعه، فيقوم باستغلالها بسهولة. وذكر أن من بين أنماط الاحتيال الجديدة استخدام الرسائل الالكترونية، والتي يتم إرسالها للضحية، وإيهامه بالفوز بجائزة، أو من خلال إبلاغ الضحية بأن لديهم مبلغا يريدون تحويله إلى السعودية من أجل تلافي الضرائب ونحو ذلك، مشيرا إلى أن تلك الرسائل تأتي من أفريقيا، وأوروبا، وشرق آسيا، وروسيا، وأوكرانيا، وأمريكا. ومن الأساليب أيضا، استخدام المحتال للمعلومات السرية للضحية الذي سبق خداعه على شخص آخر، إضافة إلى قيام بعض المحتالين بالاتصال على العميل وإيهامه بأنه موظف بنك وعليه تحديث معلوماته المصرفية بزيارة أقرب صراف الكتروني بأسرع وقت، وفق إجراءات محددة يستخدمها المحتال على الضحية، أبرزها تغيير رقم جوال الضحية المسجل لدى البنك إلى رقم آخر، وتزويده برقمي الحساب، والسري، ومن ثم يقوم المحتال بتحويل مبالغ من حساب الضحية تصل إلى 100 ألف ريال وأكثر لحسابات أخرى داخلية ومن ثم خارجية. دراسة سلوك الضحية وأبان أن من الأنماط الاحتيالية الحالية المستخدمة، دراسة سلوك الضحية في التعامل مع حساباته، وبعد معرفتها بشكل كامل يبحث المحتال عن الثغرة المناسبة لتنفيذ عمليته الاحتيالية، إضافة إلى قيام العميل باستخدام أجهزة حاسوبية لا يوجد بها برامج مكافحة للفيروسات، أو أجهزة حاسوبية عامة كالموجودة في الفنادق وبعض المحلات الأخرى، والتي يسمح باستخدامها، ولا يوجد بها وسائل أمان، مما يسهل على الهاكرز اختراقها واستخدام بياناتها.