قال وزير المالية السعودي، إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، إن المملكة ستواصل "تنفيذ المشاريع الضخمة" والإنفاق على برامج الرعاية الصحية والتعليم والخدمات، مقرا في الوقت نفسه بوجود "تحديات" فرضتها الأوضاع الاقتصادية، وذلك في أول موقف يصدر عنه بعدما انشغلت وسائل الإعلام بتصريحات كويتية حول التوجه لرفع الدعم بسبب تراجع أسعار النفط. وقال العساف، في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية، إن وزارة المالية "أنهت إعداد ميزانية الدولة للعام المالي القادم، وتم عرضها على المجلس الاقتصادي الأعلى تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء في القريب العاجل" مضيفا أن الميزانية "أُعدت في ظل ظروف اقتصادية ومالية دولية تتسم بالتحدي." ولفت العساف إلى أن الرياض "ومنذ سنوات طويلة اتبعت سياسة مالية واضحة تسير عكس الدورات الاقتصادية بحيث يستفاد من الفوائض المالية المتحققة من ارتفاع الإيرادات العامة للدولة في بناء احتياطيات مالية وتخفيض الدين العام مما يعطي عمقاً وخطوط دفاع يستفاد منها وقت الحاجة، وقد تم تنفيذ هذه السياسة بنجاح كبير." وذكّر الوزير السعودي بأن المملكة كانت من بين أقل الدول تأثرا بالأزمة المالية العالمية عام 2008 وما تبعها من تراجع في الإيرادات عام 2009 بفضل تلك السياسة التي قال إنها "ستمكن الحكومة "من الاستمرار في تنفيذ مشاريع تنموية ضخمة والإنفاق على البرامج التنموية خاصةً في قطاعات الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية إضافة لتغطية الاحتياجات الأمنية والعسكرية متوقعاً تحقيق نمو اقتصادي إيجابي نتيجة لهذا الإنفاق والدور الحيوي للقطاع الخاص." وتأتي تصريحات العساف بعدما تراجعت أسعار النفط دون حاجز 60 دولارا لأول مرة منذ الأزمة المالية العالمية، وقد كان لوزير النفط الكويتي، علي العمير، موقف بارز الثلاثاء إذ كشف أن بلاده تدرس رفع الدعم عن البنزين والكهرباء والماء بسبب الظروف الاقتصادية الراهنة.