ما زالت خلطات العسل بالمواد المنشطة الممنوع استخدامها دون وصفة طبيب، تجد طريقها إلى السوق، بوفرة. وعلى الرغم مما تشكله من خطر بالغ على الصحة، إلى درجة تهدد بالموت مرضى الضغط والسكري والقلب، ما زالت محال العطارة تبيعها مشفوعة بعبارة "عسل طبيعي" دون أدنى ذكر للخليط الذي امتزج بالعسل وأخرجه عن طبيعته، في مخالفة صحية وتجارية ظاهرة للجميع وخافية عن عيون الرقابة. جولة "الاقتصادية" رصدت استمرار هذه المحال في بيع العسل المخلوط بالمنشطات، بصورة تشي بأن حملات وزارة التجارة والصناعة لم تعد كافية لردع أصحابها، على الرغم مما أسفرت عنه من إغلاق لبعض هذه المحال، وعلى الرغم من جهود هيئة الغذاء والدواء في التنبيه على خطورة هذه المنتجات والتوصية بسحبها من الأسواق. وأكد استشاري ومختص أغذية وجود محال في الرياض تخلط "المنشطات" بالعسل وتبيعه للمستهلكين دون علمهم، مدعين أنه عسل طبيعي يمد الشخص بالطاقة، فيما طلبت هيئة الغذاء والدواء على لسان متحدثها الرسمي إحضار عينات من العسل المشتبه بخلطه بهذه المواد المنشطة لاتخاذ الإجراءات النظامية بشأنه. وقال ل "الاقتصادية" محمد الطفيل استشاري ومختص الأغذية إن هناك محال تقوم ببيع العسل المخلوط بمواد منشطة تعتبر المادة الفعالة لحبوب الفياجرا، والسيالس، إضافة إلى مواد منشطة أخرى يتم خلطها بالعسل وبيعه للناس. كما ذكرت مصادر في هيئة الغذاء والدواء ل "الاقتصادية": "أن خلطة العسل مع أي مادة تعتبر مخالفة صحية وعدم إبلاغ المشتري بذلك يعتبر كسبا غير مشروع لوجود الغش الصريح فيها ويقع تحت مسمى التضليل"، واصفاً من يعمل ذلك بأنه مضلل للناس. وبينت المصادر خطورة هذه الخلطات الصحية على من يعانون الضغط والذبحة الصدرية وأمراض القلب، مشيرة إلى أن بعض هؤلاء لا يستطيعون استعمال مثل هذه الأشياء إلا تحت إشراف طبي دقيق والبعض الآخر ممنوع من تناولها نهائيا. وذكرت المصادر أن القيمة السعرية الحقيقية للعسل الطبيعي تبلغ نحو 50 ريالا للكيلو الواحد، بينما يقوم أصحاب المحال ببيعه بسعر 300 ريال تقريباً، وذلك بعد خلطه مع المنشطات المحظور استخدامها أو بيعها إلا بإشراف من طبيب مختص أو وصفة طبية. من جانبه، قال إدريس الدريس المتحدث الرسمي لهيئة الغذاء والدواء: "لو اكتشفت الهيئة وجود عسل مخلوط بمنشطات سوف تمنعه بالتأكيد"، موضحاً أن الهيئة تمنع ما يخالف الاشتراطات والسلامة ومأمونية الغذاء والدواء، مضيفاً أن الهيئة تقف ضد ما هو ممنوع وتسعى لمكافحة الغش إن وجد. وحول طبع شعار هيئة الغذاء والدواء على بعض المنتجات المرخصة من قبل الهيئة، نفى المتحدث الرسمي أن يكون هناك شعار للهيئة على بعض المنتجات المرخصة من الهيئة كالأغذية أو الأدوية، بينما أكد مصدر مطلع في الهيئة أن هناك منتجات يدرج عليها شعار الهيئة مثل بعض الأدوية وأنواع من تركيبات الأعشاب، وتعتبر من الضروريات طباعة الشعار وإدخال بياناتها أيضا. من جانبها، قالت ل "الاقتصادية" مصادر في وزارة التجارة والصناعة إنه سبق للوزارة أن أعلنت إغلاق محل للعسل في جنوبي المملكة بعد أن ثبت قيامه بخلط العسل مع المنشطات، وبين المصدر أن الوزارة تقوم بتحليل العينات في مختبر هيئة الغذاء والدواء. من جانبها، أكدت مصادر حول دخول بعض المنتجات المخالفة لهيئة الغذاء والدواء وهيئة المواصفات والمقاييس دون وجود شهادات صحية لها أو تحليلها ومطابقتها وتتحمل الجمارك مسؤولية ذلك. وكانت الهيئة العامة للغذاء والدواء قد حذرت المستهلكين، في مارس الماضي، من مستحضر العسل الملكي الذي يتم بيعه وتسويقه من قبل محال العطارة وبعض الباعة المتجولين ومجهولين عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، ويروج له بأنه مستحضر طبيعي، حيث أظهرت نتائج التحاليل التي تمت بالمختبرات التابعة للهيئة على احتواء مستحضر العسل الملكي على مادة دوائية تستخدم بموجب وصفة طبية من قبل الطبيب وتحت إشرافه، وأن الادعاء بأنه طبيعي ادعاء مضلل وليس له أي أساس من الصحة. وفي أواخر سبتمبر الماضي، تجاوبت وزارة التجارة والصناعة مع بلاغ مواطن أصيب بأعراض مرضية وصداع وعدم تركيز في النظر بعد تناوله عسلا اشتراه من أحد المحال التجارية بمسمى "خلطة العرسان"، واتضح فيما بعد احتواؤه على مواد طبية محظورة "منشطات" لا يمكن استخدامها إلا تحت إشراف الطبيب، وتم إغلاق المحل، وإتلاف العسل المخلوط.