قال أطباء دانمركيون أنهم اكتشفوا أن المرضى الذين أفخاذهم نحيفة يموتون بشكل أسرع من الذين لديهم أفخاذ أكثر سمنة. وكتب الباحثون في "الدورية الطبية البريطانية": إن البدانة والعمر والتدخين وعوامل أخرى لا تخفض هذا الأثر. وقال "بيريت هايتمان" من مستشفى جامعة كوبنهاجن و"بيدير فريدريكسن" من مستشفى جامعة جلوستراب: نتائجنا تشير إلى أنه ربما يكون هناك خطر متزايد لوفاة مبكرة ذات صلة بحجم الفخذ. وربما نجد التفسير في دراسات كثيرة مختلفة تشير إلى أن المكان الذي تكتسب فيه الأجسام وزناً يعد عاملاً قوياً في الطريقة التي تتأثر بها الصحة، فالأشخاص الذين لديهم دهون كثيرة في منطقة البطن والتي تغطي الأعضاء الداخلية وحولها يكونون فيما يبدو عرضة أكثر لأمراض القلب والسكري وأمراض أخرى. والأشخاص الذين يشبهون في أجسامهم ثمرة الكمثرى هم أقل عرضة للخطر حتى إذا كان جسمهم أكثر بدانة بشكل عام. وشملت دراسة "هايتمان" و"فريدريكسن" 1436 رجلاً و1380 امرأة شملتهم دراسة طبية واسعة النطاق حيث فحصهم الأطباء عام 1987 و1988 ثم تابعوهم على مدار أكثر من 12 عاماً. ووجدوا أن الرجال والنساء الذين كان محيط أفخاذهم أقل من 60 سنتيمتراً أكثر عرضة للوفاة خلال سنوات المتابعة التي استمرت 12 عاماً. وقالا في الدراسة" إن أصحاب الأفخاذ الأكثر نحافة، وهي أقل من 46 سنتيمتراً، كانوا أكثر عرضة للوفاة بواقع الضعف خلال سنوات المتابعة. وأوضحت من قبل عشرات الدراسات أن محيط الخصر قد يكون أيضاً عاملاً ينذر بأمراض القلب والوفاة. فالنساء اللائي يزيد محيط خصرهن عن 89 سنتيمتراً والرجال الذين يزيد محيط خصرهم عن 101 سنتيمتر، هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والوفاة المبكرة مقارنة بأولئك الذين لديهم خصر أصغر بغض النظر عن حجم بدانتهم بشكل عام. ويرتبط هذا مرة أخرى بالدهون في منطقة البطن، فالدهون الموجودة تحت الجلد حيث تتواجد في ذلك الحين في منطقة الساق ربما تكون صحية بشكل أكبر للجسم بالرغم من أن الآلية غير معروفة. وقال الفريق الدانمركي: إنه يأمل أن تكون مقاييس الفخذ مؤشراً جيداً كذلك، لكن الدكتور "ايان سكوت" من مستشفى "برينسيس اليكساندرا" في "برزبين" باستراليا اختلف مع ذلك، قائلاً: إن هذه الإحصائيات الواردة في الدراسة الدانمركية محدودة جداً. وقال: إن هناك حاجة لإجراء دراسات أكثر قبل أن يتسنى للأطباء أن يقرروا أن مقاييس الفخذ هذه تعد بأي حال مؤشراً قوياً على الصحة. وكتب "سكوت" في تعليق: من غير المرجح فيما يبدو أن يكون محيط الفخذ مفيداً إكلينيكياً. لكن أستاذ علوم الصحة بجامعة ساوث أوستريليا "تيم أولدز" رأى قيمة في هذه الدراسة. وقال "أولدز: هذه سلسلة بحث مشوقة للغاية لأنها سوف تشير إلى ممارسات من شأنها أن تحمي أو تزيد من كتلة العضلات، مثل تمرينات الوزن، ربما تكون فعالة في خفض أمراض الأوعية الدموية للقلب حتى أن لم يحدث أي فقدان لدهون الجسم.