فاجأت عدد من شركات الألبان المحلية المستهلكين في السوق السعودي بزيادة جديدة في عبوات الحليب المبرد وطويل الأجل وصلت إلى 50 % وارتفع سعر العبوة للتجزئة من ريال الى ريال ونصف، بعد أن قامت تلك الشركات بتقليص حجم العبوة في فترة سابقة، تطور بها الأمر لخلق زيادة جديدة بدأت منذُ مطلع الشهر الحالي. وبحسب جولة «المدينة» على عدد من السوبر ماركات والمراكز التجارية، سجلت أسعار الحليب «المبرد» للكرتون زنة 200م (22) ريالا بعد أن كان الكرتون يباع في الماضي ب 16ريالا، وسجل سعر حليب طويل الأجل لإحدى الشركات زنة1 لتر 45 ريالا للكرتون بعد أن كان في السابق لا يتجاوز51 ريالا، فيما تم رفع عبوات الحليب زنة 200 من ريال إلى ريال ونصف، وتراوحت مبيعات أسعار الكرتون مابين 21 ريالا الى 24 ريالا في عدد من السوبر ماركات والبقالات الصغيرة بينما كان سعرها في الماضي لايتجاوز 18ريالا، بزيادة تصل ل 6 ريالات للكرتون. وحمل عدد من أصحاب المتاجر الارتفاعات الأخيرة من قبل الشركات المصنعة نفسها، مشيرين إلى أن الزيادة استغلها بعض الموزعين في أخذ أرباح جانبية لهم وذلك برفع سعر المنتج، والذي يصل للمستهلك الأخير بزيادة تصل ل 50%عن السابق. فيما طالب عدد من المواطنين بسرعة تدخل وزارة التجارة لمكافحة وصد هذه الارتفاعات غير المبررة وذلك لاستقرار أسعار الأعلاف وتوفرجميع إمكانيات الإنتاج والتصنيع، مشيرين إلى أن شركات الألبان قامت في وقت سابق بتقليص حجم العبوات، والآن رفعت الأسعار دون سابق إنذار أو وجود مبرر حقيقي ومقنع. وتقدرحصة السوق السعودية من الحليب ومشتقاته 60% من إجمالي السوق الخليجية، حيث تصدر شركات الألبان في السعودية ما يتراوح بين 20% إلى 30% من الحليب واللبن الطازج وطويل الأجل إلى الأسواق الخليجية، بعوائد سنوية تتجاوز ملياري ريال، (533 مليون دولار)، فيما يبلغ عدد مصانع منتجات الألبان الخليجية نحو 153 مصنعًا. ويصل حجم استثمارات الشركات السعودية في الصناعات الغذائية المتعلقة بمنتجات الألبان إلى 15 مليار ريال، وينشط في قطاع منتجات الألبان في السعودية ثماني شركات أربع منها من كبرى الشركات على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية المجاورة. وتنتج السعودية نحو 1.9 مليون طن من الحليب الخام سنويًا، وهو القاعدة الركيزة الأساسية لبقية الصناعات في قطاع منتجات اللبان، بينما تملك السعودية لإنتاج هذه الكمية الضخمة من الحليب 350 ألف بقرة نصفها على الأقل ينتج الحليب في الفترة الراهنة. ويشير طارق الشريف صاحب سوبر ماركت» إلى أن أسعار الحليب بدأت في الارتفاع من قبل شركة واحدة قبل شهر ونصف أما الآن فرفعت شركتان من كبرى الشركات في السوق أسعارهما بنسبة تصل ل 50%، مشيرا إلى أن الارتفاعات ليس لهم يد فيها، وإنما من قبل الشركات الكبيرة المصنعة لتك الألبان. ويشاركه الرأي سميرعبدالله «بائع» أن الارتفاعات الأخيرة أتاحت التساؤل من قبل المتسوقين عن أسباب الارتفاع، مطالبًا بمعالجة الوضع حتى تسير الأمور وفق طبيعتها. ويطالب خالد عمودي «مستهلك» بضرورة تدخل وزارة التجارة لمحاربة تلك الارتفاعات التي قد تفتح الباب أمام الشركات الأخرى المدرجة في السوق لرفع أسعارها. ويقول فايزالشهري «مستهلك» إن بعض شركات الألبان سبق وأن قلصت حجم العبوات وجعلتها بأشكال مختلفة والهدف منها ليس ترويجيًا وجذب المستهلك وإنما هو لتقليص كميات الحليب وتحقيق الأرباح بشكل احترافي من قبل تلك الشركات. من جهته قال أحد مسؤولي المبيعات التابعة لإحدى شركات الألبان إن الارتفاع الأخير يأتي ضمن سلسة من أهداف شركات الألبان وقد يكون الارتفاع مؤقتًا، مشيرًا إلى أن هناك خططًا تطويرية واستثمارات تسعى تلك الشركات لتحقيقها بهدف إنعاش سوق الألبان في المملكة.