طوى اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في جدة أمس الخلاف الخليجي مع قطر، والذي أدى في مارس الماضي الى سحب السعودية والامارات والبحرين سفراءها من الدوحة، بالاتفاق على عودة سفراء الدول الثلاث الى قطر مجددا. وذكرت "الوطن" الكويتية أن هذا ما أكده النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني في مؤتمر صحافي مشترك عقب اختتام اجتماع الدورة ال132 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عقد في مدينة جدة أمس. وأعلن الشيخ صباح الخالد أمس عن اتفاق دول مجلس التعاون الخليجي على وضع أسس ومعايير لازالة «الشوائب» في العلاقات بين الدول الأعضاء في أقرب وقت ممكن عبر تنفيذ الالتزامات المتفق عليها سابقا. وقال «كان لحرص قادة دول المجلس انعكاس على الاجتماع الوزاري أمس وتم الاتفاق على هذه الأسس واستكمال المسيرة الخليجية المباركة بما تعودناه من هذا المجلس من تماسك وانتظام في مواجهة كل هذه التحديات». وأكد ان اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الخاص بمسيرة العمل الخليجي المشترك عقد بروح ايجابية وبتوجيهات من قادة دول المجلس الذين يؤكدون حرصهم على استكمال المسيرة المباركة التي امتد عمرها الى أكثر من 33 عاما لمواجهة التحديات التي تمر بها هذه المنظومة المتماسكة المتحدة لكل القضايا. وأضاف «استطيع ان أؤكد ان جميع دول الخليج متألمة للوضع الذي مرت به وكلنا حرص ورغبة في ازالة كل الشوائب منطلقين من حرص قادة دول المجلس على استكمال هذه المسيرة». وأشار الى ادراك جميع دول المجلس ووعيها للمخاطر التي تحيط بالمنطقة الأمر الذي يستدعي الاستعجال في ازالة كل الشوائب والعوائق التي تعترض استكمال مسيرة التعاون الخليجي المشترك. وشدد على اتفاق الدول الست الأعضاء على أسس معالجة تلك الشوائب والعوائق ومتابعة تنفيذها وقال «الكل متفق على أهمية الالتزام بالتنفيذ وان شاء الله سنرى نتائج الاتفاق في القريب العاجل». وحول موعد عودة سفراء السعودية والامارات والبحرين الى قطر قال الشيخ صباح الخالد «قد يحدث ذلك في أي وقت» مؤكدا أنه تم وضع الأسس لتنفيذ الالتزامات على الدول الأعضاء». وشدد على ان روحا ايجابية وأخوية ووعيا وادراكا للمخاطر المحيطة في المنطقة تسود حاليا بين الدول الأعضاء في المجلس والنية للانتهاء من تنفيذ هذا الاتفاق مضيفا «ان شاء الله في أقرب وقت ستتحقق نتائج ظاهرة للجميع على هذه الروح الايجابية». ولفت الشيخ صباح الخالد الى ان جدول أعمال الدورة الحالية لوزراء الخارجية حفل بالعديد من القضايا الاقليمية والدولية منها الأوضاع في اليمن والعراقوغزة وسورية وليبيا والتي كانت محل بحث معمق بين الوزراء. وأشار الى حضور وزير الخارجية اليمني الدكتور جمال السلال جزءا من اجتماعات المجلس الوزاري لاطلاع دول المجلس على آخر التطورات في اليمن. وأكد ان دول مجلس التعاون حريصة على انجاح المسيرة السياسية في اليمن ضمن المبادرة الخليجية وآلياتها قائلا «تم تأكيد دعم ومساندة دول مجلس التعاون الخليجي لليمن ولكل ما يقوم به الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي». وحول اعلان الادارة الأمريكية عزمها تشكيل تحالف لمكافحة الارهاب أوضح الشيخ صباح الخالد ان الجميع استمعوا الى خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما وتصريحاته حول تشكيل هذا التحالف وتكليفه لوزير الخارجية جون كيري بزيارة المنطقة وتشكيل هذا التحالف. وأضاف «نحن بانتظار التفاصيل لمعرفة ما هو المطلوب في المرحلة القادمة.. ليست لدينا حاليا معلومات كافية ولا تفاصيل عما تحدث به الرئيس الأمريكي في خطابه وبانتظار جولة وزير الخارجية الامريكي للاطلاع على هذا الموضوع بكل تفاصيله». وحول وجود مبادرة خليجية - مصرية مشتركة لحل الأزمة السورية ستطرح على الاجتماع الوزاري العربي المقبل أكد ان القضية السورية بند دائم على جدول الأعمال مشيرا الى ان دول الخليج تتابع بألم شديد الوضع في سورية وتدهور الأوضاع فيها مؤكدا ان دول مجلس التعاون رافد أساسي للعمل العربي المشترك. وأشار الى ان اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر عقده في السابع من سبتمبر المقبل سيناقش البند الخاص بسورية على جدول أعماله. وفي شأن الاتهامات الموجهة للامارات العربية المتحدة بالتدخل في الشأن الليبي قال الشيخ صباح الخالد «ما أستطيع ان أؤكده ان دور الامارات العربية المتحدة دور يسعى دائما الى تقديم كل العون الى الأشقاء ولن يكون في منحى آخر» رافضا التعليق أو الالتفات الى «التهم التي توجه في وسائل مشبوهة». الى ذلك، أكد وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي في تصريح لوكالة فرانس برس أمس على ان المشاكل بين السعودية والامارات والبحرين من جهة وقطر من جهة اخرى قد حلت تماما، مشيرا الى ان الدول الثلاث ستعيد سفراءها الى الدوحة. وقال بن علوي في اعقاب اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في جدة ان «الازمة الخليجية حلت ببابين مفتوحين»، مؤكدا ردا على سؤال حول ما اذا كان السفراء الثلاثة سيعودون الى الدوحة: «سيعودون»، دون ان يحدد موعدا لذلك. وكانت الأزمة الدبلوماسية قد نشبت في مارس الماضي اثر اتهام السعودية والامارات والبحرين الدوحة بانتهاج سياسات معادية لها ولاسيما من خلال دعم تنظيم الاخوان المسلمين، ما أدى الى سحب الدول الثلاث سفراءها من الدوحة في خطوة غير مسبوقة في مجلس التعاون الخليجي. الجدير ذكره ان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل أجرى في الايام الاخيرة جولة شملت الدوحة والمنامة وأبو ظبي في مسعى دبلوماسي اخير قبل اجتماع جدة الذي أفضى الى حل المشكلة أمس. «الوزاري الخليجي» هنأ سمو أمير الكويت بتسميته «قائداً انسانياً» ------------------------------------------------------------ من جهة أخرى، هنأ المجلس الوزاري الخليجي أمس حضرة صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بمناسبة تسمية دولة الكويت مركزا انسانيا عالميا وتسمية سموه قائدا انسانيا. وأكد المجلس في البيان الختامي لأعمال دورته ال132 التي استضافتها جدة برئاسة دولة الكويت ان هذا التكريم يأتي «ترجمة لدور الكويت على الصعيد الانساني والتنموي». وكانت الأممالمتحدة قد سمت دولة الكويت «مركزا انسانيا عالميا» وأطلقت لقب «قائد انساني» على حضرة صاحب السمو اميرالكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه تقديرا للدور الانساني الذي تلعبه دولة الكويت. من جهته، أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح الحرص البالغ لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على ازالة الشوائب كافة والعمل على بذل الجهود الحثيثة للمحافظة على المكتسبات الكبيرة التي تحققت لمجلس التعاون. وأشاد الشيخ صباح الخالد في كلمته الافتتاحية لأعمال الدورة ال132 للمجلس الوزاري الخليجي الذي انطلقت أعماله في جدة أمس بالحرص الأكيد والتكاتف الوطيد بين دول مجلس التعاون الخليجي لمواصلة «المسيرة المباركة» للمجلس، كما أكد حرص دول المجلس على السعي وراء تحقيق المزيد من التلاحم والتعاضد المنشود بينها وبين شعوبها ترسيخا وترجمة لرؤى قادة دول المجلس للوصول الى أعلى مستويات الترابط والتنسيق تعزيزا للعلاقات المصيرية بين هذه الدول. آفة الإرهاب ------------ وأشار النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الى ان دول المجلس وشعوبها تواجه «تناميا غير مسبوق لآفة الإرهاب وذلك عبر مجاميع تتستر برداء ديننا الاسلامي الحنيف وهي أبعد ما تكون عن رسالته الانسانية السمحاء»، وجدد «عظيم الادانة وبالغ الاستنكار» لممارسات تلك المجاميع التي تستغل الدين الاسلامي كذريعة للقتل والتهجير وترويع الآمنين، مؤكدا الترحيب بقرار مجلس الامن رقم (2170) حول مكافحة الإرهاب والذي يدعو الى الامتناع عن دعم وتمويل وتسليح الجماعات الإرهابية «المجرمة». وأشاد الشيخ صباح الخالد بمضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الأول من أغسطس الجاري بضرورة محاربة كل من يحاول اختطاف الاسلام وتقديمه للعالم على أنه دين التطرف والكراهية والإرهاب، مثمنا ومقدرا تبرعه بمبلغ مئة مليون دولار دعما من المملكة العربية السعودية لجهود المركز الدولي لمكافحة الإرهاب. غزةوالعراق وسورية --------------------- وحول التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة رحب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية باتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في 26 أغسطس الجاري بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي والذي أشرفت عليه وقادته بجهود مستمرة «وهي محل تقدير» جمهورية مصر العربية «مؤكدا ان تلك الجهود تمثل دور مصر التاريخي باعتبارها السند الرئيسي الداعم للقضية الفلسطينية. وجدد الدعوة للمجتمع الدولي الى ضرورة تطبيق قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة والاضطلاع بمسؤولياته الانسانية وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني بموجب اتفاقية جنيف الرابعة والعمل على رفع الحصار عن قطاع غزة واعادة اعماره وبذل الجهود اللازمة لاستئناف المفاوضات وصولا الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية بموجب حدود الرابع من يونيو 1967. وأشار الشيخ صباح الخالد في كلمته الى ان الاتفاق الأخير جاء بعد ان شهد العالم أجمع 50 يوما دمويا نتيجة العدوان الاسرائيلي السافر على قطاع غزة «مارست فيه آلة الحرب الاسرائيلية البشعة أفظع أنواع القتل والعنف وخلفت آلاف القتلى والجرحى وخاصة من المدنيين العزل من الشيوخ والنساء والأطفال وتدميراً واسعاً للبنية التحتية ومؤسسات القطاع المختلفة ما زاد من حجم المأساة والمعاناة الانسانية». وعبر النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عن قلق دول مجلس التعاون البالغ ازاء تدهور الأوضاع الأمنية في العديد من المناطق في العراق وتشديدها على أهمية ضمان وحدة وسلامة أراضيه ومشاركة أطيافه كافة في العملية السياسية، وجدد التهنئة الصادقة باختيار الدكتور فؤاد معصوم رئيسا للجمهورية العراقية والدكتور حيدر العبادي رئيسا لمجلس الوزراء والدكتور سليم الجبوري رئيسا لمجلس النواب متمنيا التوفيق والنجاح في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة للمضي قدما في تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع العراق كافة. وأكد الشيخ صباح الخالد ان دول مجلس التعاون الخليجي تنظر ب«ألم بالغ» الى استمرار دوامة العنف في سورية والتي دخلت عامها الرابع وهي تحصد يوميا «بشكل مفزع» الأرواح والممتلكات دون انفراج لها، مرحبا بقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2165) الخاص بفتح معابر جديدة لايصال المساعدات الى الشعب السوري المنكوب، كما عبر عن التمنيات بنجاح مهمة المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة الى سورية ستيفان دي مستورا مؤكدا أهمية مواصلة العمل للوصول الى حل سياسي يحفظ لسورية وحدتها وأمنها واستقرارها وسيادتها وبما يعجل بوقف تدهور الأوضاع وخاصة الأوضاع الانسانية في الداخل وفي دول الجوار. وأشار الى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة السادس الصادر في 21 أغسطس الجاري بشأن تنفيذ جميع أطراف النزاع السوري لقراري مجلس الامن (2139) و(2165) والذي يفيد بأن شهر يوليو الماضي كان أكثر الأشهر دموية منذ اندلاع النزاع في سورية حيث فاق عدد القتلى والجرحى من المدنيين ألف شخص، وأعرب عن الأمل بشكل ملح في تضافر الجهود كافة من أجل ايصال المساعدات الانسانية للشعب السوري في الأماكن المحاصرة وفي عموم الأراضي السورية وخارجها بأقصى سرعة ممكنة. وفي الشأن اليمني أكد الشيخ صباح الخالد في كلمته ان دول المجلس بذلت على مدى السنوات الماضية جهودا متواصلة نحو اقرار الأمن والاستقرار في اليمن والعمل على تحقيق تطلعات شعبه بالتنمية والرخاء معولة كثيرا على أهمية مؤتمر الحوار الوطني الشامل سعيا الى انجاح العملية السياسية المنطلقة من المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، وأضاف «الا ان القلق مازال يعترينا من استمرار الاقتتال وتدهور الأوضاع الامنية مما يعرقل كل الجهود الخيرة والتطلعات النبيلة نحو استعادة الهدوء وبناء غد آمن ومشرق لليمن الشقيق»، وأكد دعم دول المجلس الكامل للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته في مسعاها لتطبيق مخرجات الحوار الوطني ومكافحة جميع أشكال العنف والإرهاب «التي تقودها بعض المجموعات المنشقة». النووي الايراني ------------------ وحول علاقات مجلس التعاون مع ايران أشار النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الى أهمية معالجة القضايا التي تبعث على القلق على صعيد العلاقات الثنائية واهمية التوصل الى اتفاق دولي حول برنامج ايران النووي وفق التزام ايراني كامل بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقرارات مجلس الامن ذات الصلة والالتزام بتطبيق أعلى معايير السلامة والأمان لمنشآتها النووية والانضمام الفوري الى اتفاقية السلامة النووية والتعاون مع دول منطقة الخليج العربي في المحافظة على السلامة البيئية. واعتبر الشيخ صباح الخالد ان ما تعانيه المنطقة العربية وما يعصف بها من أزمات طاحنة وتناحر شديد وازهاق مستمر للأرواح وتدمير للممتلكات يدعو الى التأكيد على موقف دول مجلس التعاون المتمثل في حرصها التام على بذل جميع الجهود الرامية الى استقرار الأوضاع في المنطقة وتقديم العون من أجل تحقيق ذلك لهذه الدول الشقيقة ورفعا لمعاناة شعوبها. وفي الشأن الليبي دعا جميع الأطراف السياسية في ليبيا للالتفاف حول المؤسسات الدستورية الشرعية المنتخبة آملا تنفيذ الخطة المقدمة من مجلس النواب في ليبيا الرامية الى وقف العنف ومواصلة العملية السياسية، وقال انه «في هذا السياق اود ان أسلط الضوء على القرار الصادر عن مجلس الأمن رقم (2174) بشان الأشقاء في ليبيا والذي بدوره يوفر الأرضية لردع الأفعال التي تهدد السلم والأمن والاستقرار في ليبيا ويطالب بوقف اطلاق النار الفوري وصولا الى مرحلة الدخول في حوار سياسي شامل ودعم العملية السياسية الجارية في ليبيا وكافة الجهود بما يحفظ وحدة ليبيا واستقلالها وسلامة أراضيها». الى ذلك هنأ الشيخ صباح الخالد في كلمته باسم وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي حكومة وشعب سلطنة عمان بنجاح الفحوصات الطبية للسلطان قابوس بن سعيد سائلا المولى عز وجل ان يسبغ عليه موفور الصحة وتمام العافية لاستكمال مسيرة البناء والتنمية في سلطنة عمان. رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=9ePpZciYQWw