اغتالت اسرائيل فجر أمس الخميس ثلاثة من ابرز قادة كتائب القسام جنوب قطاع غزة. العملية العسكرية التي نفذتها إسرائيل أمس راح ضحيتها قائد كتائب القسام في جنوبغزة محمد أبو شمالة، وقائد رفح في كتائب القسام رائد العطار، ومحمد برهوم. وكانت السلطات الإسرائيلية تضع ابو شمالة والعطار على رأس قائمة الاغتيالات التي تنشرها من حين لآخر باعتبارهما المسؤولين عن خطف الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط. وسادت حالة من الصدمة في صفوف المواطنين الفلسطينيين في مدينة رفح وكل مناطق قطاع غزة خاصة ان القادة كانوا من المعروفين بتاريخهم الطويل في القتال ضد اسرائيل. ويعتبر رائد العطار أبرز من اغتالتهم إسرائيل وهو عضو المجلس العسكري الأعلى لكتائب القسام والقائد العسكري للواء رفح، ومن أبرز المطلوبين للتصفية لدى جيش الاحتلال الاسرائيلي، ولد عام 1974 وهو متزوج وأب لولدين. ونعت حركة حماس القادة الثلاثة، وقال الناطق باسم الحركة سامي ابو زهري إن إسرائيل ستدفع الثمن، مضيفا أن اغتيال قادة القسام في رفح هو جريمة إسرائيلية كبيرة. كما قصف الطيران الإسرائيلي فجر امس منزلاً يعود لعائلة كلاب في حي تل السلطان غرب مدينة رفح باطلاق 12 صاروخا عليه مما ادى الى تدمير المنزل المكون من ثلاثة أدوار بشكل كامل مع عدة منازل في المنطقة. وقُتِل في الغارة خمسة فلسطينيين واصيب نحو اربعين. وفي عملية أخرى قتل اربعة فلسطينيين في غارة اسرائيلية على مقبرة بمدينة غزة. وقال اشرف القدرة المتحدث باسم الوزارة ان "جثامين اربعة شهداء وصلت الى مجمع الشفاء الطبي بعدما استهدفوا في مقبرة الشيخ رضوان، وسط مدينة غزة، اثناء دفنهم لأقاربهم". إلى ذلك نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قائمة بأسماء عدد من الشخصيات القيادية في قطاع غزة، بينهم نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الذي اعتبرته الشخصية الأقوى في الذراع السياسي لحركة حماس. وأشارت إلى أن هنية يعتبر هدفا مركزيا للاغتيال. وسبق وأن استهدف منزله في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين. وأشارت أيضا إلى أن هنية كان قد نجا من محاولة اغتيال سابقة استهدفته مع قادة آخرين، كان بينهم مح أقارب الأطفال الذين قتلتهم إسرائيل بالأمس يبكونهم (رويترز) مد الضيف والشيخ أحمد ياسين، بيد أن الصاروخ أصاب الطابق العلوي للمبنى في حي الرمال بغزة، بينما كانوا في الطابق الذي تحته. وكتبت الصحيفة أن إسرائيل كانت ترغب باستهداف قادة سياسيين كبار آخرين، مثل محمود الزهار، الذي تعتبره إسرائيل قائد الخط المتشدد في حماس، ونجحت في تصفية ابنين له. وورد اسم وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، فتحي حماد، والذي يعتبر مسؤولا عن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، ومسؤولا عن "حماة الأقصى" في غزة. وعلى مستوى القيادات العسكرية، أشارت الصحيفة إلى نائب محمد الضيف، مروان عيسى، الذي يطلق عليه "أبو براء"، والذي اعتبرته القائد الفعلي لكتائب القسام بسبب إصابة الضيف في محاولة اغتيال سابقة نفذت في العام 2006. وأشارت أيضا إلى أنه تم استهداف منازل جميع قادة الذراع العسكري لحركة حماس، بينهم منزل رائد العطار (أبو أيمن)، الذي يعتبر المسؤول عن عملية أسر الجندي غلعاد شاليط في العام 2006. واعتبرته الصحيفة الوريث الفعلي للقائد العام السابق لكتائب القسام أحمد الجعبري الذي اغتيل عام 2012، والتي أطلق عليها "عمود السحاب". من جهة أخرى قال المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة في خطاب متلفز، مساء الأربعاء، "على شركات الطيران العالمية عدم الوصول إلى مطار بن غوريون الدولي بدءاً من الساعة السادسة من صباح الخميس". وحذر أبو عبيدة المستوطنين داخل اسرائيل من تشكيل أي تجمعات كبيرة في الميادين والأماكن العامة التي تصلها صواريخ القسام، وخاصة الملاعب وغيرها. وأضاف: "يمنع على مستوطني غلاف غزة العودة إلى بيوتهم، ومن يبقى منهم مضطراً يجب عليه البقاء في الملاجئ وعدم التحرك منها". وشدد أبو عبيدة على أن قرارات القسام الرسمية هذه تبقى سارية لحين صدور قرار من القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف "شخصيا"، داعياً العالم لإدراك حقيقة ما يريده الشعب الفلسطيني لينصرف الاحتلال عن حياة الأطفال في غزة. وعن فشل إسرائيل في اغتيال الضيف، أكد أبو عبيدة أن الاحتلال فشل في الوصول إلى "أبو خالد"، موضحاً بالقول: "القسام تعدكم أن الضيف هو قائد الجيش الفاتح لفلسطين وليعلم الإسرائيليون أن الضيف ومن خلفه القسام وسائر فصائل المقاومة هم قدر الله عليكم". وفي سياق متعلق، قال أبو عبيدة إن المبادرة المصرية "ولدت ميتة وقد دفنت اليوم مع دفن الطفل علي محمد الضيف"، مؤكداً أن إسرائيل أضاعت فرصة ذهبية للموافقة على الحد الأدنى من شروط المقاومة. وتابع: "كنا نثق أنها ستفشل وقد أعطينا قادتنا السياسيين أكثر مما هو مطلوب لوقف العدوان والاعمار". وقال: "بعد هذا الوقت وما فعله العدو نؤكد أن مبادرة مصر ولدت ميتة وقبرت". وطالب الوفد المفاوض بمغادرة القاهرة فورًا وعدم العودة إلى المفاوضات. وأضاف: "لا عودة لهذا المسار بعد اليوم وأي عودة لذلك لا تلزمنا". عمود من الدخان يتصاعد من موقع استهدفته الصواريخ الإسرائيلية (رويترز)