عندما تبادر بالاستقالة من وظيفتك، بعد حصولك على فرصة عمل أخرى، قد يعرض عليك مديرك أجراً أعلى، إن وافقت على البقاء في منصبك الحالي، وأقلعت عن فكرة الاستقالة. لذلك، ينبغي لك الاستعداد لمثل هذا الموقف، حتى لو كان مستبعداً، إذ يجب عليك الالتزام بجواب واحد دائماً: "لا، شكرا لك." ويقول تقرير مجلة "فوربس" لهذا الشهر: إذا حلّلت الأسباب التي دفعتك لتغيير مكان عملك، فلا بد أنك تدرك مسبقاً، حجم المشكلات التي كان بمقدور رئيسك أو مديرك إصلاحها. كما تدرك أنك بذلت كل ما في وسعك لمعالجتها، ومنها: - إن كنت تشعر بأن راتبك قليل، ستطلب من المدير زيادة أجرك. - أو كنت تشعر بالملل من وظيفتك ورغبت بعمل ينطوي على مزيد من التحدي، ستطلب من مديرك تكليفك بمشاريع أو مهمات تعمل على تعزيز خبرتك العملية. - أو إذا كانت المسافة من وإلى العمل تؤثر سلباً على حياتك الخاصة، فقد تفاوض المدير ليوافق على إنجازك للعمل من المنزل لأيام معينة من كل أسبوع. لكن، تبقى المشكلات التي لا يمكن إصلاحها، وهي السبب الفعلي الذي جعلك تبحث عن عمل آخر، يناسب متطلباتك المهنية أو أهدافك. فلماذا قد ترغب فجأة بالبقاء في عملك لمجرد أن المدير عرض عليك زيادة في الأجر؟ ولو أنك تسأل نفسك: "لماذا يفعل المدير ذلك الآن بعد استقالتي؟" إن لم تكن تستحق العلاوة قبل ذلك، فلماذا يمنحك إياها الآن؟ ليس لأنك أصبحت فجأة موظفاً ذا قيمة للشركة، بل لأن مديرك لا يريد التعامل مع انقطاع العمل الذي ستخلفه استقالتك ومغادرتك للشركة. ولهذا، لا تتنازل عن قرارك بترك العمل، فقد استغرقت وقتاً لتحديد الأسباب التي دفعتك للمغادرة، وعملت جاهداً لتصلح الأمور التي كانت ضمن قدرتك. لكن لا تزال هناك بعض الأمور التي لا يمكن إصلاحها، وهي التي دفعتك للاستقالة فعلياً. ولأنك لم تتمكن من فعل ذلك، فقد وجدت وظيفة أخرى تناسب أهدافك المهنية وطموحاتك. لذلك، لا تدع غرورك أو شعورك بالإطراء، عند عند تقديم العروض المغرية، يؤثر على حكمك أو يتسبب في اتخاذك قراراً خاطئاً. وإن فكرت مرة أخرى في الوظيفة الجديدة، وأخذت عرض مديرك في الحسبان، فكر في الأمور التي قد تتغير إذا بقيت في الشركة (إلى جانب الحصول على مال أكثر). راجع كل سبب من الأسباب التي تدفعك إلى تغيير وظيفتك، وفكر ملياً في الأسباب التي تدفعك للمغادرة، هل ستختفي بشكل سحري إن قبلت العرض المقابل؟ لا، لن تختفي. لهذا، قل لمديرك بلطف: "لا، شكراً لك."