اهتمت الصحف البريطانية بالعديد من الموضوعات، ومن بينها إزدواجية تعاطي القضاء البريطاني مع من يقاتلون من حملة جنسيتها خارج بريطانيا، وأولئك الذين يحاربون في إسرائيل، وشهادة فتاة نيجيرية هاربة من مختطفيها، إضافة إلى الرسالة التي قدمتها السيدة الملتحية التي فازت بمسابقة يورفيجين الغنائية. وتفصيلا، بحسب ما نشرته "بي بي سي عربي"، نطالع في صحيفة الاندبندنت مقالاً لمراسلها روبرت فيسك بعنوان " النفاق القانوني البريطاني، الواضح في شمال ايرلندا، امتد إلى سوريا، ولباقي الدول في الشرق الأوسط". وقال فيسك إن "القانون هو القانون، إلا أن الأمر هراء". وتناول فيسك في مقاله قرار وزارة الداخلية البريطانية بتجريد حاملي الجنسية البريطانية من حق المواطنة في بريطانيا في حال ذهابهم إلى سوريا للقتال ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مضيفاً أنه ينبغي التوضيح بأن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ وحلفاءه كانوا أول من قدموا دعمهم للقوات السورية المعارضة. وأضاف كاتب المقال بأن هناك مشكلات في قضية جوازات السفر البريطانية، إذ أن هناك "العديد من البريطانيين الداعمين لإسرائيل على سبيل المثال حاربوا نيابة عن الإسرائيليين وفي بزاتهم العسكرية، وفي وحدات ارتكبت جرائم حرب في لبنان أو غزة أو شاركت مع القوات الجوية العسكرية الاسرائيلية التي بدورها قتلت العديد من المدنيين خلال الحرب. ويتساءل فيسك "هل سيتم تجريدهم من جنسيتهم البريطانية إن لم يكونوا قد ولدوا في بريطانيا؟، مشيراً "بالطبع لا، هناك قانون للمسلمين، وآخر لغير المسلمين". وأشار فيسك إلى أن بريطانيا لا تختلف عن إسبانيا التي عرضت على أحفاد اليهود الذين اجبروا على ترك منازلهم في القرن الخامس عشر جوازات سفر إسبانية. ولم يشمل المسلمون بهذا العرض. وأوضح كاتب المقال أن "أمريكا غضبت من احتلال روسيا شبه جزيرة القرم إلا أنها لم تستاء لضم إسرائيل للجولان أو لسرقتها الأراضي العربية في الضفة الغربية، اللذين يعتبران أمرين غير قانونيين أمام القانون الدولي". ويختم فيسك بالقول إنه من المثير رؤية ما سيحل بالبريطانيين الذين سيجردون من حق المواطنة، إذ عليهم العودة إلى البلد الذي ولدوا فيه، فيما سيكون مصيرهم أفضل وسيعيشون حياة أطول في حال اختاروا القتال في حرب جهادية أخرى". هلع وخوف ---------- ونشرت صحيفة الغارديان مقالاً بعنوان "مراهقة هربت من مختطفيها في نيجيريا تروي حالة الرعب التي انتابت الفتيات المختطفات". وقالت طالبة في قسم العلوم وتدعى سارة لوين (19 عاماً) أن أكثر من 300 فتاة اختطفن من قبل جماعة بوكو حرام، وكان بإمكانهن الهرب، إلا أنهن كان خائفات من أن يطلق مختطفوهن النار عليهن أثناء هروبهن. وقالت لوين في مقابلة هاتفية من منزلها في شيبوك وهي المدينة التي شهدت اختطاف التلميذات النيجيريات، إنها "تشعر بالأسى والحزن لعدم قدرة الفتيات الأخريات على الهرب لفقدانهن الشجاعة على القيام بذلك"، مضيفة "الآن أبكي في كل مرة أرى ذويهن وهم يبكون بمراراة لدى رؤيتي". وأوضحت لويد أن فكرة الذهاب إلى مدرستها التي أضحت ركاماً بعدما أضرمت فيها النيران، تمثل خوفاَ وهلعاً لها، مشيرة "أنا خائفة جداً من العودة إلى هناك، إلا أنه ليس لدي خيار آخر إذا ما طلب مني ذلك لإجراء الامتحانات النهائية". وقالت الشرطة النيجيرية إن "53 تلميذة استطعن الهرب من المختطفين"، موضحة أن "جماعة بوكو حرام هددت ببيع الفتيات المختطفات للعمل جاريات. وأثار اختطاف التلميذات ردود فعل عالمية، كما عرضت الكثير من الدول مساعدتها في رحلة البحث عن الفتيات اللواتي اختطفهن جماعة بوكو حرام المتشددة. رسالة السيدة الملتحية --------------------- أولت معظم الصحف البريطانية اهتماما خاصا بفوز النمسا بجائزة يوروفيجن في كوبنهاغن بفضل المغنية الملتحية كونشيتا فورست وأغنيتها 'رايز لايك ايه فينيكس' (انهض كطائر العنقاء). ووصفت ديلي تليغراف فوز فورست التي ظهرت خلال المسابقة بهيئة أنثى تماماً من حيث الشعر والملابس والزينة، ولكن مع الاحتفاظ باللحية كمفاجئة. وقالت الصحيفة في تعليق كتبته كريستينا أودون إن اختيار فورست، التي كانت في الماضي شاباً يدعى توم نيويرث (25 عاماً)، قدم دليلا على أن الأوروبيين بكل توجهاتهم حتى غير المعتادة منها أصبح بامكانهم التعبير عن انفسهم بمنتهى الحرية. وقارنت أودورن بين الرسالة التي قدمتها فوز السيدة الملتحية واوضاع مثيلاتها في شرقي أوروبا التي مازال الخوف من المثليين يسيطر عليها كما هو الحال في روسيا وأوكرانيا. وأضافت أن ذلك الفوز سيعمق الاختلاف بين غرب أوروبا وشرقها الذي تعدى الخلاف بينهما السياسة إلى الخلافات الثقافية.