عصر تهيمن عليه وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت الأضواء مسلطة على المديرين التنفيذيين طوال الوقت. يقول دون سورينسن، مدير مؤسسة (بيغ بلو روبوت- Big Blue Robot)، إن على رواد الأعمال الحرص على خلق سمعة حسنة لهم في عالم الإنترنت، وعبر مختلف المواقع ووسائل التواصل؛ فالسمعة الحسنة تعزز المصداقية والثقة بين رائد الأعمال وعملائه أو موظفيه أو شركائه. وحين تتعرض المؤسسة لأزمة ما، يمكن لسمعة المدير التنفيذي أن تتأثر على صعيد الإعلام الإلكتروني، حتى لو لم يكن الذنب ذنبه. ومن دون إدارة مناسبة لهذا الجانب، قد يصبح من المستحيل إعادة المياه إلى مجاريها. ولنأخذ مثالا على ذلك: إذا بحثت في الشبكة عن اسم المدير التنفيذي لمؤسسة متاجر (تارغت- Target) وهو غريغ ستاينهافيل، ستجد مئات الأخبار عن اختراق بيانات (تارغت) مؤخرا، وهكذا فقد تأثرت سمعته كثيرا بهذه الأزمة. كما أصبحت مشكلة الاختراق وطريقته في مواجهتها جزءا من صورته العامة إلى الأبد، ويمكن للجميع إيجاد هذه المعلومات والاستفادة منها، بما في ذلك العملاء والمستثمرون وأرباب الأعمال وحتى المنافسون. وعقب هذه المقدمة، والتي نشرتها مجلة "فوربس" في تقريرها لهذا الشهر،تابعت بأنه يجب على رواد الأعمال والمديرين التنفيذيين، الحرص على سمعتهم في فضاء الإنترنت للأسباب ال5 التالية: 1. بعض العملاء يأخذون بعين الاعتبار سمعة المدير التنفيذي للمؤسسة قبل الشراء منها أو التعامل معها، لاسيما إذا كانت المؤسسة تقدم خدمات طويلة الأمد، أو إذا كان موظفوها يتعاملون مع العملاء بشكل مباشر، أو إذا كان المدير التنفيذي يدعم قضية أو سياسة مثيرة للجدل. ويمكن لرأي المدير التنفيذي الشخصي أن يقلب موقف العملاء رأسا على عقب، فيصيروا معارضين بعد أن كانوا موالين. ومثال ذلك، كان تشيب ولسون، مؤسس (لولوليمون- Lululemon) يتمتع بشعبية كبيرة، حتى صرح قائلا بأن المشكلة التي يواجهها العملاء مع السروايل التي تنتجها مؤسسته، سببها أوزانهم الزائدة. ومنذ ذلك الحين انخفضت أسهمه وفقد عمله. 2. يمكن لسمعة المدير التنفيذي، أن تساعده على إثبات اسمه كخبير. إذ يجب عليه أن يسعى ليصبح مفكرا في مجاله، وذلك ليساعد مؤسسته وعملاءه على النمو، وليخلق صورة إيجابية عنه عبر شبكة الإنترنت. كما عليه العمل لتحسين خبراته ومصداقيته ونفوذه، وأن يظهر هذه القيم للآخرين على نحو دائم. يقول سورنسون: "إن الناس يرغبون بمعرفة آراء ومواقف وتوقعات المدير حول مختلف التطورات، والاطلاع على بحوثه ودراساته إن وجدت. فلا تخش من أن تكون لديك آراء مميزة ومتفردة، وخبرات مختلفة وأسلوب غير اعتيادي. 3. المستثمرون يأخذون بعين الاعتبار سمعة المدير التنفيذي قبل الاستثمار في مؤسسته، فصورة رائد الأعمال تؤثر كثيرا على موقف المستثمرين منه ومن مؤسسته، وعلى حجم الاستثمار الذي ينوون تنفيذه، أو قرارهم في إجراء استثمار أو لا في المقام الأول. 4. سمعة المدير النفيذي على المواقع الإلكترونية، تؤثر على صورته في وسائل الإعلام المختلفة. فالصحفيون لا يعتمدون على المعلومات المتاحة فقط، بل يأخذون بالحسبان الأخبار التي ترد عن رائد الأعمال وسمعته في المواقع المختلفة، ليحددوا ما إن كان مناسبا لمقالاتهم، أو إن كان من المهم مقابلته والتحدث إليه. كما أن الصحفيين لا يعتمدون على عمل المدير التنفيذي وإنجازاته فقط، بل ينظرون أيضا إلى القضايا التي يدعمها وأسلوب تعامله مع وسائل الإعلام. وقد تؤثر سمعة رائد الأعمال حتى على أسلوب كتابة المقال بشأنه، والمنظور الذي يتخذه الكاتب في التعامل مع الأمر، فقد يكون المقال في النهاية إيجابيا أو سلبيا. ومن المعروف عن المدير التنفيذي لمؤسسة أمازون بأنه يتمتع بالبصيرة والسمعة الحسنة، إلى درجة أن أحد الصحفيين وصفه مرة بالبطل الخارق. 5. النتائج التي تظهر عند البحث عن اسم المدير التنفيذي، تؤثر كثيرا على فرصته في تولي منصب ما، فأرباب الأعمال يأخذون بالمعلومات التي حصلوا عليها من مقابلة العمل، ليتحروا عنها عبر الإنترنت ويحددوا ما إن كانت شخصية الفرد وممارساته وردود أفعاله وقيمه، تتماشى مع ثقافة وقيم المؤسسة. إذا، ما هي الخطوات التي يجب أن تتخذها بوصفك مديرا تنفيذيا لحماية سمعتك في عالم الإنترنت؟ يوصي سورنسون باتخاذ إجراءات وقائية مثل: المراقبة الدائمة بالبحث عن اسمك في مختلف المواقع ومحركات البحث ورؤية النتائج؛ إذ لا يمكن لأي شخص أن يتجنب الأخبار السلبية تماما. كما يمكنك أن تفعل إشعارات غوغل لرؤية كل المواقع التي يرد فيها اسمك، إذ ستصلك رسالة إلكترونية لدى ظهور أي نتائج جديدة.