أكدت شرطة جدة رصد دورياتها بقالات وسط أحياء سكنية تبيع مبيد حشرات يمكن أن يؤدي إلى وفاة الإنسان، لكن أمانة محافظة جدة تتمسك بأنه «لا يمكن لأي شخص أن يبيع مبيدا حشريا أيا كان نوعه من دون ترخيص مزاولة المهنة»، وذلك وفقا لتقرير "مكة أون لاين"، وفيما يلي التفاصيل: يدخل في تركيبة هذا المبيد الذي يسمى «الشبح القاتل» مادة «فوسفيد الألمنيوم» التي يمكن أن تتسبب في وفاة الشخص خلال فترة قصيرة خصوصا أنها من دون رائحة، بحسب المتحدث باسم شرطة جدة الملازم نواف البوق. وذكر البوق ل»مكة»، أن مادة «فوسفيد الألمنيوم» التي أدت إلى وفاة أشخاص أخيرا، لا تعتبر من المواد المحرم بيعها أو الممنوع استخدامها، كونها القاتل الوحيد لسوسة النخيل الحمراء، مشيرا إلى أن استخدامها في المزارع الكبيرة والمفتوحة لا يسبب أي ضرر، لكن الضرر يحدث حال استخدمت في أماكن مغلقة كالشقق. وأضاف أن دوريات شرطة جدة وجدت خلال جولات تفتيشية ورقابية بقالات صغيرة في الأحياء السكنية تبيع هذا المبيد، وتضع إعلانات على الجدران والأبواب لتعلن عن بيع مبيد فعال وقاتل، لكي تجذب الراغبين بالقضاء على الحشرات المنزلية بسرعة. ولفت إلى أن شرطة جدة اهتمت بالتوعية حول مخاطر المبيدات لا سيما مبيد «فوسفيد الألمنيوم» في المنازل والمناطق المأهولة بالسكان نظرا لخطره على الإنسان، كما صدرت أوامر لسحب هذا المبيد من الأسواق والأماكن غير المخصصة لبيعه، وأكد انخفاض عدد الوفيات وقلة البلاغات حول الإصابات الناتجة عن المبيد بعد حملات التوعية، مشيرا إلى أن الشرطة كانت تباشر قبل التوعية أكثر من أربعة حوادث يوميا بسبب المبيد الحشري، حتى إن بعض المسعفين كانوا يتعرضون لحالات اختناق وإغماء لأن هذا المبيد عديم الرائحة، وتابع «لم تسجل حالات قتل جنائي مقصودة في شرطة جدة بسبب المبيدات الحشرية، وجميعها ناتجة عن الاستخدام الخاطئ للمبيد». عقوبات وعن العقوبات التي تطال من يبيع مبيدات حشرية ضارة بالإنسان في غير الأماكن المخصصة لها، أوضح البوق، أن عقوبات جنائية تطبق على المخالفين، إذ تحال هذه القضايا للتحقيق والادعاء العام وتدخل في إطار التسبب في وفاة شخص الرقابة متواضعةوتعليقا على عشوائية بيع المبيدات الحشرية، وصف المدير العام للحدائق والتشجير في أمانة جدة سابقا عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور بهجت حموة متابعة الجهات المختصة والرقابة على تخزين وبيع واستخدام المبيدات الحشرية بأنها «متواضعة جدا»، مؤكدا وجود شركات تبيعها بشكل غير شرعي، لافتا إلى أن شركات تهتم بالجانب التجاري والربحي فقط، تعمل في مجال المبيدات الحشرية، وقد تبيع أنواعا بطرق غير شرعية تمتاز بأنها سريعة المفعول. وحذر رئيس قسم الطب الشرعي في الأدلة الجنائية في شرطة جدة المقدم الدكتور خالد مطر، من استخدام «ضعاف النفوس» للمبيدات الحشرية ذات السمية العالية في أغراض مغايرة لما صنعت لأجله، مستغلين جهل العامة بخطورتها التي قد تصل إلى حالات وفاة مأساوية. وقال مطر «سبب زيادة عدد الوفيات الناتجة عن المبيدات الخطرة يعود في المقام الأول إلى عدم الوعي بالمبيدات الحشرية ذات السمية الشديدة»، مشددا على أهمية أخذ كل من يتعامل مع هذه المبيدات بالاحتياطات، لتجنب أي آثار ضارة قد تنتج عنها. وتطرق إلى أن أخطر أنواع المبيدات الحشرية هو الذي يستخدم في الحقول والمزارع وأماكن حفظ الغلال والحبوب، ويطلق عليه «فوسفيد الألمنيوم» أو «الشبح القاتل»، لأنه شديد السمية ولا يستخدم إلا في المناطق المفتوحة وتحت إجراءات احترازية وقائية مشددة، ولكن بعض ضعاف النفوس يستغلون هذه المبيدات كونها فعالة وفتاكة في بيعها بطرق غير نظامية ما يسبب حالات وفاة استيراد مبيدات عالية السميةوجهت «مكة» أسئلة إلى أمانة محافظة جدة، عن دورها في الرقابة على المبيدات الحشرية، فأكدت الأمانة أن المبيد الحشري يجب أن يكون مسجلا في السعودية قبل استيراده، ولا يسمح باستيراد المبيدات عالية السمية أو غير المدرجة في قوائم منظمة الصحة العالمية «WHO» ومنظمة الأغذية والزراعة «FAO»، مشيرة إلى أن مختبر آفات الصحة العامة يختبر كل مبيد على حدة، ثم يرفع تقريرا للأمانة للحصول على موافقة الشراء أو منع استخدامه. وأضافت أن استخدام المبيدات الحشرية أمر لا مفر منه، في ظل تزايد الآفات بصفة عامة، مثل أعداد البعوض الناقل للأمراض، إضافة إلى تفشي ظاهرة تزايد أعداد الفئران والذباب، وانتشار الآفات الزراعية وما تسببه من خسائر فادحة للمزارعين. وتابعت «الأمانة» «لا يمكن لأي شخص أن يبيع مبيدا حشريا أيا كان نوعه من دون ترخيص مزاولة المهنة». وذكرت أن المشاريع الكبرى لمكافحة الآفات، يقوم عليها نخبة من المتخصصين في هذا المجال، كما يجري تدريب العمالة على مخاطر المبيدات وكيفية خلطها بطرق علمية. وأوضحت أن مبيدات الفسفور هي مبيدات فعالة في مكافحة الآفات، ولها قدرة قليلة على الثبات، إذ تستمر بين 15 و21 يوما ثم تتفكك بسرعة في الكائن الحي والتربة، ولكن من أهم ميزاتها القدرة العالية على قتل الحشرات والآفات لأنها تؤثر عليها عصبيا. وأشارت «الأمانة» إلى أن استخدام المبيدات الخاطئ قد يسبب الإصابة بأمراض، ومن بين هذه المبيدات «الملاثيون والسومثيون والديازينون»، لافتة إلى أن هذه المجموعة تستخدم حتى الآن ولكن تحت اشتراطات وقوانين تنظم استخدامها من قبل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة، وتستخدم في مكافحة آفات الصحة العامة والآفات الزراعية.