في تحدّ للتعتيم الإعلامي الممارس من طرف سلطة العسكر في مصر، ومحاولاتها الدؤوبة لتكميم الأفواه. ومنع صوت أنصار الرئيس المنتخب من الوصول إلى أحرار العالم، سارعت العديد من القنوات الفضائية الخاصّة، إلى كسر جدار الصمت الذي فرض على أنصار الرئيس الشرعي المنتخب محمّد مرسي، بعد غلق قناة مصر 25 الإخوانية والعديد من القنوات الإسلامية، و مداهمة مكتب قناة الجزيرة مباشر مصر، التي كانت إلى وقت قريب النافذة الأولى مصريا في نقل كل الأحداث الساخنة في البلاد. ورغم حساسية البث المباشر من الميادين المناصرة للرئيس مرسي، وتعرّض القنوات التي تفعل ذلك للحجب تارة والتشويش تارة أخرى، إلاّ أنّ ذلك لم يمنع العديد من القنوات من تحمّل تكاليف ذلك والمضي قدما في بث اعتصامات المؤيّدين للشرعية، بل واستضافة الداعمين لها. قناة الجزيرة و"الجزيرة مباشر" تغطية قويّة بحذر شديد: رغم الانتقادات اللاذعة التي طالت قناة الجزيرة القطرية، بعد الانقلاب العسكري وإحجامها في أولى الأيّام عن نقل الكثير من الأحداث المصرية، أو التعليق عليها تزامنا مع الموقف الرسمي القطري المرحّب بالرئيس الجديد، إلا أنّها عادت بقوّة للأحداث رغم أنّها حافظت على الحيادية في النّقل بفتح المجال لكل الأطراف، مع التركيز في بعض الأحيان على أنصار الرئيس مرسي، لتواجدهم المكثّف في الميادين وعدم وجود تغطية أخرى لهم. الجزيرة القطرية واصلت البث المباشر من ميدان رابعة العدوية، ودار الحرس الجمهوري، أين يعتصم مئات الآلاف من أنصار الشرعية وإن كان ذلك بحذر شديد خصوصا على شاشتها المفتوحة "الجزيرة مباشر"، حيث تنقل المشاهد بالصوّت والصورة ثم تعود لكتم الصوت بين الحين والآخر، ويرى متابعون للشأن المصري، أنّ الجزيرة التي تعرّضت للطّرد من مؤتمر القوّات المسلّحة لن تستمّر طويلا على قمر "نايل سات" المصري وسيتمّ حجبها قريبا ليتذكّر المشاهدون أيّام مظاهرات إسقاط المخلوع مبارك، مع الفرق ذلك أنّها يوم حجبت وجدت العشرات من القنوات الفضائية تتسابق للنّقل عليها، وهو ما يصعب في ظل الأوضاع الراهنة. هذا وتتعرّض الجزيرة لحملة تشويه كبيرة من طرف الإعلام الانقلابي. قناة القدس: فلسطين تنحاز للشرعية من القنوات التي حافظت على استمرارية النّقل من ميادين أنصار الشرعية، قناة القدس، وهي قناة تلفزيونية تعنى بالشأن الفلسطيني، مرخصة في لندن ولها مكاتب في قطاع غزة والضفة الغربية وبيروت ودمشق، تملكها شركة راديو وتلفزيون القدس، القناة لم تتحرّج للحظة واحدة في التأكيد على انحيازها التّام إلى شرعية الرئيس مرسي، ورفضها لإقصائه ما جعلها ترفض مجرّد ذكر كلمة "المعزول" عنه وتستقبل في الغالب فقط من ينادي بالشرعية و استئناف الحياة السياسية المصرية بقيادة الرئيس المنتخب محمّد مرسي، والقناة على اتّصال دائم بكل من يرفض الانقلاب، حيث تفسح لهم المجال للحديث عن آخر المستجدّات واعلان تأييدهم لعودة الشرعية، ما جعلها تتعرّض لحملات تشويش منظّمة بين الحين والآخر. قناة المحور: الوفاء لمرسي جزء من الوفاء للثورات العربية وعلى نفس السياق بقيت قناة الحوار التونسية في لندن، وفيّة للثورات العربية وللأنظمة المنتخبة شعبيا، وإن انتقدت سلبياتها بين الحين والآخر، فقناة الحوار بتميّزها الإعلامي و نقلها المستمر من ميادين الحرّية، حازت وتحوز نسبة إقبال واسعة من المشاهد المصري خاّصة والعربي عموما، إلا أنّها بدورها تتعرّض للتهديد بالحجب والتشويش المنظّم من أطراف لا تحبّ وصول صوت أنصار الشرعية للنّاس، وتعمل على تقويض الحرّيات في مصر الثورة. قناة المغاربية: من هموم الجزائريين إلى الشأن المصري من اللحظات الأولى للانقلاب العسكري على حكم الرئيس مرسي، انتقلت قناة المغاربية بمشاهديها في المغرب العربي عموما والجزائري خصوصا، من شؤونهم الدّاخلية إلى الشأن المصري، حيث فتحت ابتداء نوافذها على المشهد المصري بالتحليل ضمن حصصها وبرامجها تحت عنوان "مصر إلى أين"، ثمّ التحقت بقائمة الفضائيات الناقلة مباشرة من ميادين الانتصار للشرعية، مع تخلّل ذلك باتّصالات لتحليل الوضع المصري وسبل الخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد. قناة اليرموك: الإخوان يَدٌ واحدة عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ ولأنّها قناة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، كانت قناة اليرموك الفضائية من أوائل القنوات التي سارعت للنّقل المباشر من ميدان رابعة العدوية، ما جعلها محل استهداف من الانقلابيين، حيث تعرّضت للحجب في أوّل أيّام الانقلاب، لكنّها مع عودتها عادت للنّقل ومهاجمة الانقلاب والانحياز الواضح لجماعة الإخوان المسلمين. سهيل ، يمن شباب، الزيتونة، مصر اليوم، المستقلّة و 4shabab تلتحق بركب النقل المباشر ولم تتوقّف الحملة التضامنية التلفزيونية مع أنصار الشرعية، حيث تزداد يوما بعد يوم قائمة القنوات النّاقلة من ميادين مؤّيدي مرسي، مع انحياز شبه تام للشرعية ورفض الإنقلاب، الملاحظ للقنوات يجدها من دول العربية وإسلامية عدّة انتفضت في وجه الانقلابيين وثارت في وجه إعلام الفتنة الذي يحاول قلب الحقائق.