قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي السبت إن الفتنة الطائفية عادت إلى العراق قادمة من بلد آخر في المنطقة، وذلك في إشارة الى سوريا على الأرجح حيث يدور صراع راح ضحيته 70 ألف قتيل حسب تقديرات الأممالمتحدة. وقال المالكي في افتتاح المؤتمر الإسلامي الدولي للحوار والتقريب في بغداد إن "الطائفية شر ورياح الطائفية لا تحتاج لاجازة عبور من هذا البلد الى اخر، وما عودتها الى العراق الا لانها اشتعلت في منطقة اخرى في الاقليم". وكان العراق قد شهد موجة من العنف الطائفي بلغت ذروتها في عامي 2006 و2007 وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف. ومضى رئيس الوزراء العراقي للقول إن "الفتنة التي تدق طبولها ابواب الجميع لن ينجو منها أحد إن اشتعلت". وقال إن "نار الطائفية في العراق سرعان ما عادت بعد ان انطفأت، وعودتها ليست بالصدفة انما بتخطيط وتوجيه وتبني". وأضاف أن "من مخاوف الطائفية هي انها سرعان ما تتحول بحركة سريعة الى عملية تقسيم وتمزيق للبلدان الاسلامية، وهذا ما نراه في العراق والدول العربية والاسلامية الاخرى التي تعيش حالات طائفية". وأكد المالكي على أن "الفتنة الطائفية اخطر من مواجهة الجيوش والاحتلال". على صعيد آخر، هدد الشيخ وسام الحردان، أحد قادة "الصحوات"، وهي التنظيمات المسلحة التي شكلت لمحاربة "تنظيم القاعدة" في عام 2006، بشن الحرب على المسلحين ما لم يسلموا اولئك الذين قتلوا الجنود العراقيين في الفترة الماضية. ونقل التلفزيون العراقي الرسمي عن الحردان قوله "ما لم يتم تسليم المسؤولين، ستتخذ الصحوات كل الاجراءات اللازمة كما فعلت عام 2006." تحركات في كركوك ووقعت موجة من أعمال العنف بمناطق عراقية على مدار الأسبوع الماضي سقط خلالها نحو مئتين من القتلى، بينهم 40 في كركوك. وقال مسؤولون كردي السبت إنه جرى تعبئة قوات أمنية كردية قرب مدينة كركوك المتنازع عليها شمالي العراق لمواجهة مسلحين في المنطقة. وقال جبار ياور، الأمين العام لوزارة البشمركة في كردستان: "بعد مشاورات مع محافظ كركوك، اتخذ قرار بأن تملأ قوات البشمركة الفراغ بشكل عام، لاسيما حول مدينة كركوك"، بحسب وكالة "فرانس برس". لكن تحركات البشمركة أثارت ردة فعل لدى الجيش العراقي. وقال ضابط بارز بالجيش العراقي: "الجيش الآن في حالة تأهب بسبب التحركات الأخيرة لقوات البشمركة"، بحسب الوكالة. وأضاف: "الجيش يعتبر تحرك البشمركة مناورة (سياسية) ليس الهدف منها ملئ أي فراغ."