رحبت كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا بانتخاب المعارضة السورية غسان هيتو ليكون رئيسا للحكومة السورية المؤقتة في اجتماع عقده الائتلاف الوطني السوري المعارض الثلاثاء بإسطنبول التركية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند للصحفيين إن المسؤولين الأميركيين "يعرفون ويحترمون" غسان هيتو لعمله مع الائتلاف السوري وفي الجهود الإنسانية من أجل بلاده. ورفضت نولاند التأكيد بشأن ما إذا كان هيتو يحمل الجنسية الأميركية وذلك "لدواعي الخصوصية"، واكتفت بالقول إنه أمضى "نحو 25 عاما في تكساس" وتعلم في جامعة بوردو بولاية إنديانا. وأضافت "هذا الشخص، وحرصا منه على الشعب السوري، ترك حياة ناجحة جدا في تكساس وذهب للعمل في الإغاثة الإنسانية من أجل أبناء وطنه". وقالت "لقد عرفناه عندما ذهب إلى تركيا وبدأ في قيادة عمليات الإغاثة المباشرة التي تقوم بها المعارضة السورية، وأصبح مؤخرا رئيسا للمساعدات التي يقدمها الائتلاف". ترحيب واعتراف ومن جهته، هنّاْ وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ رئيس الحكومة السورية المؤقتة، وقال إنه يشجع هيتو والائتلاف الوطني على زيادة الروابط مع السوريين في جميع أنحاء البلاد وتقديم العون والمساعدة لهم، ووضع خطة انتقالية، والمضي قدماً في سياسة الائتلاف بشأن الحل التفاوضي، ومتابعة مبادرة رئيسه معاذ الخطيب. وأضاف أن بلاده تعترف بالائتلاف ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري، وأنها ستبذل جهودها لتأمين انتقال سياسي ينهي الأزمة ويلبي تطلعات الشعب السوري. وفي باريس، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو خلال مؤتمر صحفي إن فرنسا تهنئ هيتو على انتخابه وتؤمن بأن هذا الانتخاب سيساهم في توحيد صفوف المعارضة وترسيخ تماسكها تحت راية الائتلاف ورئيسه الخطيب. وأكد أن حل الأزمة السورية لن يكون سوى سياسي، مضيفا أن التوصل إليه يتطلب بديلا ذا مصداقية للنظام القائم وأن هذا الانتخاب يساهم في ذلك. وردا على سؤال بشأن احتمال اعتراف فرنسا بشرعية الحكومة المؤقتة الجديدة تحقيقا لتعهدات الرئيس فرانسوا هولاند، قال لاليو "لم نصل بعد إلى هذه المرحلة". وكان هولاند قد صرح في 27 أغسطس/آب بأن "فرنسا ستعترف بالحكومة الموقتة لسوريا الجديدة عندما ستشكل"، ودعا المعارضة السورية إلى تشكيل حكومة موقتة ذات صفة تمثيلية تشمل كافة الأطراف لتصبح "الممثل الشرعي لسوريا الجديدة". انتقاد روسي بالمقابل نقلت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش قوله إن موسكو "علمت بخيبة أمل عن الخطوة التي اتخذها الائتلاف الوطني السوري"، وقالت إنها لن تساهم في حلّ سلمي للأزمة السورية، وتتناقض مع بيان مؤتمر جنيف. وحذر لوكاشيفيتش من أن هذا القرار الذي اتخذ في إسطنبول يهدد بتصعيد حالة عدم الاستقرار السياسي في سوريا، ويهدد بزيادة تقسيم البلاد "بما أنه لا يأخذ في الاعتبار مؤيدي الحكومة الشرعية ولا المعارضين الذين لا ينتمون إلى الائتلاف". يذكر أن هيتو حصل على 35 صوتا من بين 49 ورقة انتخاب في الجولة الأولى من الاقتراع الذي جرى اليوم بإسطنبول، بعدما حقق التوافق بين كتل الائتلاف.