خطت المعارضة السورية الاثنين اول خطوة لها على طريق نيل الاعتراف الدولي بها مع اعلان دول مجلس التعاون الخليجي اعترافها بالائتلاف الوطني السوري الذي ولد في الدوحة ليل الاحد باعتباره'الممثل الشرعي للشعب السوري'، كما اعتبرت فيه الجامعة العربية الائتلاف 'محاورا أساسيا بصفة مراقب' في الجامعة، في الوقت الذي اعلن فيه الجيش الاسرائيلي انه وجه 'ضربة مباشرة' الى مصدر قذيفة هاون اطلقت من الجانب السوري من خط فك الاشتباك وسقطت في الجزء المحتل من هضبة الجولان، وذلك غداة اطلاقه 'اعيرة تحذيرية' على قذيفة مماثلة في اول قصف من نوعه منذ 1974. وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني في بيان ان 'دول المجلس تعلن اعترافها بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية (....) باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري الشقيق'. واضاف ان المجلس 'يتطلع الى اعتراف الدول العربية ودول العالم والمجتمع الدولي بهذا الائتلاف الذي يضم معظم أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج وتقديم الدعم اللازم له'. واكد البيان ان دول المجلس الست وهي السعودية والامارات والكويت والبحرين وقطر وسلطنة عمان 'ستقدم الدعم والمؤازرة لهذا الكيان لتحقيق تطلعات وآمال الشعب السوري، متمنين ان يكون ذلك خطوة نحو انتقال سياسي سريع للسلطة، وان يوقف سفك دماء الأبرياء، ويصون وحدة الأراضي السورية'. واضاف المجلس في بيانه انه يأمل ان تلي ذلك الدعوة الى 'عقد مؤتمر وطني عام تمهيدا لبناء دولة يسودها القانون وتستوعب جميع ابنائها دون استثناء او تمييز ويرتضيها الشعب السوري'. وبعد اجتماعات مطولة استغرقت اياما في الدوحة وبضغط دولي واضح، وقعت المعارضة السورية برعاية قطرية ليل الاحد الاثنين رسميا الاتفاق النهائي لتوحيد صفوفها تحت لواء كيان جديد هو 'الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية'. وتوجه رئيس الائتلاف الوطني احمد معاذ الخطيب الى مقر الجامعة العربية في القاهرة الاثنين لايداع اتفاق تأسيس الائتلاف لدى الجامعة سعيا وراء دعم عربي ودولي لهذا الائتلاف. واجتمع مجلس الجامعة العربية الاثنين في القاهرة على المستوى الوزاري لاجراء مشاورات تتركز على الأزمة السورية، فيما عقد وزراء خارجية او ممثلون عن دول المجموعة المكلفة متابعة الملف السوري (قطر ومصر والجزائر والسودان وسلطنة عمان) اجتماعا شارك فيه المبعوث الدولي الخاص بسورية الاخضر الابراهيمي في مقر الجامعة في القاهرة للغرض نفسه. ويرافق الرئيس الجديد لائتلاف المعارضة السورية رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الى القاهرة. وانتخب الخطيب، وهو داعية سني توافقي لا ينتمي الى اي حزب او تيار وقريب من المعارض البارز رياض سيف، رئيسا للائتلاف. بينما انتخب سيف، صاحب المبادرة التي اوحت بالائتلاف والمدعوم من واشنطن، نائبا اول للرئيس، وسهير الاتاسي، المعارضة المعروفة، نائبة ثانية. وابقي على منصب نائب ثالث للرئيس شاغرا على ان يسند الى شخصية كردية في وقت لاحق. وأعلنت الولاياتالمتحدة أنها ستدعم المعارضة السورية الموحدة. وقال مساعد المتحدثة باسم وزارة الخارجية مارك تونر 'نحن في عجلة من امرنا لدعم الائتلاف الوطني الذي يفتح الطريق أمام نهاية نظام الاسد الدموي وإلى مستقبل السلام والعدالة والديمقراطية الذي يستحقه الشعب السوري بأسره'. وميدانيا قال الجيش الاسرائيلي في بيان 'قبل قليل، سقطت قذيفة هاون في ارض خلاء بالقرب من قاعدة للجيش في وسط هضبة الجولان، وذلك في اطار النزاع الداخلي الدائر في سورية، من دون ان تسفر عن اضرار او اصابات'، مضيفا انه 'ردا على ذلك، اطلق الجنود قذائف من الدبابات باتجاه مصدر النيران، مؤكدين تحقيق اصابات مباشرة'. وبحسب مصادر عسكرية اسرائيلية فان 'مدفعية سورية متنقلة اصيبت بشكل مباشر' بالرد الاسرائيلي، من دون الادلاء بمزيد من التفاصيل. وحذر الجيش الاسرائيلي في بيانه من انه سيرد 'بشدة' في حال اطلاق المزيد من النيران على المنطقة التي تحلتها اسرائيل من الهضبة. واضاف 'لن يتم التسامح مع النيران الآتية من سورية وسيتم الرد عليها بشدة'، مشيرا الى ان الدولة العبرية قدمت شكوى لدى قوى الاممالمتحدة العاملة في المنطقة. كما واصل الطيران السوري الاثنين غاراته على معاقل للمقاتلين المعارضين في مناطق مختلفة من البلاد، في وقت شهدت فيه دمشق مواجهات مسلحة بين القوات النظامية ومعارضين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. واوقعت اشتباكات وعمليات قصف في مناطق مختلفة من سورية، بينها حلب (شمال) وحمص (وسط)، 52 قتيلا الاثنين هم 24 مدنيا و15 عنصرا من قوات النظام و13 مقاتلا معارضا. ومنذ صباح امس، تدور اشتباكات عنيفة في حي التضامن في جنوب العاصمة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية التي اقتحمت الحي بعد استقدام دبابات وجنود، بحسب المرصد. وتستخدم القوات النظامية القصف المدفعي الذي طال مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المجاور. وقتل في المعارك والقصف سبعة اشخاص. وشهدت المنطقة نزوحا للاهالي.