ينتظر أكثر من 8 آلاف عاطل عن العمل من أمهات سعوديات وآباء غير سعوديين (65% منهم من النساء) نتائج تحقيق وزارة الداخلية بالتنسيق مع صندوق الموارد البشرية من بياناتهم من أجل الاستفادة من برنامج إعانة العاطلين عن العمل (حافز) بعد صدور الموافقة على شمولهم بالبرنامج. وأكد المتحدث الرسمي لصندوق تنمية الموارد البشرية سلطان السّريع أن البرنامج راعى الجوانب الإنسانية لشموله فئة المولدين من أمهات سعوديات وآباء غير سعوديين.. وقال ل"العربية.نت": "برنامج حافز فيه مزايا إنسانية كثيرة.. فالملك عندما أقره روعي فيه الكثير من الجوانب ومنها أبناء السعوديات المتزوجات من غير سعوديين". وتابع متحدثا عن البرنامج وبعض الانتقادات التي ما تزال تطاله: "كل برنامج لابد أن يكون فيه علاقة تعاقدية بين المستفيد وبين القائم عليه.. وبرنامج حافز هو برنامج لإعانة العاطلين عن العمل في إيجاد عمل.. وهي تصرف للباحث الجاد عن العمل". وكشفت مصادر داخل صندوق تنمية الموارد البشرية أنه منذ فتح التسجيل للمتقدمين من أمهات سعوديات والعاطلين عن العمل قبل يومين بلغ عدد الذين قاموا بالتسجيل في البرنامج أكثر من ثمانية آلاف، وبلغت نسبة المتقدمات الإناث بينهم 65% تقريباً، فيما الذكور 35%. وكشف المصدر ذاته أن أبرز التحديات التي واجهت البرنامج كانت إثبات الهوية، كون أن عدداً من المتقدمين لا توجد لديهم وسيلة إثبات هوية رسمية لأسباب مختلفة، ولكن هناك تنسيق عالي المستوى من أجهزة الدولة المختلفة، وعلى رأسها وزارة الداخلية، لإتمام عملية التحقق من صحة بيانات مَن قام بالتسجيل للاستفادة من البرنامج الذي قام القائمون عليه بتصميم نموذج للتسجيل الإلكتروني لأبناء وبنات السعوديات من أب غير سعودي، بهدف متابعة خطوات إجراءات تسجيلهم. ومن المتوقع بدء الصرف للمتأهلين منهم في البرنامج خلال ثلاثة أشهر وسيدفع لهم مبلغ الإعانة لمدة عام كامل، أسوة ببقية المستفيدين السعوديين من البرنامج. وقفة إنسانية وقرار منصف أكد عدد من المستفيدين الجدد من البرنامج أن هذا القرار الأخير أنصفهم من ظلم كبير كانوا يعانون منه، خاصة لمن لا يملك أية أوراق ثبوتية بسبب وضعهم غير الطبيعي. يقول ناصر حسن الذي تزوجت أمه من مصري: "لم أكن قادر على العمل ولا إيجاد دخل ثابت لي كوني من أب غير سعودي ولا أحمل أوراقا ثبوتية.. والأهم هو أنني لا أحمل جنسية".. وتابع: "شمولنا ببرنامج حافز سيكون نقلة كبيرة في حياتنا، كونه سيساهم في توظيفنا وهذا أهم من مبلغ الإعانة المقطوع". ويعاني أبناء السعوديات من آباء غير سعوديين من صعوبات كثيرة لا تقتصر فقط على القدرة على التوظيف والعمل، بل تطال التعليم والسكن وحتى العلاج.. وهم يأملون أن يكون (حافز) بداية حقيقة لعلاج أوضاعهم، وتذليل الصعوبات التي يعانون منها والتي حولت حياتهم إلى معاناة مستمرة جراء عدم نيلهم الجنسية السعودية كون آبائهم غير سعوديين ويعاملون معاملة الأجانب. يقول فايز (م) وهو شاب يمني من أم سعودية: "تخرجت من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن كمهندس كهرباء، ثم اصطدمت بالسعودة مع أنه من المفترض أن أكون أحد ركائزها كون أمي سعودية وولدت في السعودية ولكن هذا لم يحدث". وأضاف "أخبرت أحد الذين ينظمون مقابلات التوظيف عن وضعي فاعتذر لي وقال: احضر بطاقة الأحوال وأرتب لك المقابلات".. وبحسب كلام فايز يعاني الكثير من أصدقائه الذين يشابهونه في الظروف المعاناة ذاتها.. وتابع: "آمل أن يكون دخلونا في برنامج حافز فرصة للبحث عن عمل يناسب مؤهلاتي وأن يعترف بي كابن لهذا البلد.. فرحت كثيرا بهذا القرار المنصف لنا". واقع صعب وصدمة للأبناء وتروي ريم (ه) معاناة من نوع آخر.. أم سعودية الجنسية أبا عن جد، ولكنها تزوجت من عربي أنجبت منه الكثير من الأبناء وتقول: "لم أفكر يوما أنني بقراري الزواج من غير سعودي، فتحت بابا من المصاعب على أولادي، فحينما جاءت أزمة الخليج سافر زوجي بعد أن رفض أخي أن يكفله وهاجرت معه". وتحكي عن معاناة الأسرة بسبب الظروف المعيشة الصعبة، حتى عادت مع أبنائها إلى بلدها، وبعد أن تخرج الأبناء صدموا بأنهم لا يعاملون مثل باقي أبناء هذا البلد، فحرموا من الابتعاث ومن العمل بالوظائف الحكومية، وغيرها من الأشياء التي يحرم منها أبناء المرأة المتزوجة من أجنبي". وتضيف: "أتمنى أن يكون دخول أبنائي في برنامج إعانة العاطلين عن العمل مجرد بداية لحل بقية المشاكل التي يعانون منها، وأن تكون التفاته حقيقة لوضعهم الصعب". لا تقل مشاكل الدكتور منال عن ريم.. فهي سعودية متزوجة من غير سعودي وتعمل في المجال الطبي منذ مدة طويلة.. وتقول متحدثة عن وضعها :"يؤخذ من راتبي مبلغ ليس بالقليل كل شهر، على أن يستثمر و يرد لي كراتب تقاعد، ولكن لو توفاني الله فإن بناتي لن يحصلن على الراتب بحجة أنهن أجنبيات، وهذا ظلم كبير لي ولبناتي". وتتابع: "لا يملك أبنائي حتى حق امتلاك منزل يؤويهم وسيحكم عليهم بالسفر إلى بلد أبيهم بعد وفاتي مع أنهم ولدوا وتربوا على هذه الأرض ولا يعرفون غيرها.. ولكني أشعر أن الأمور ستتحسن لاحقا ولن يكون (حافز) هو كل شيء بل سيكون بإذن الله مجرد بداية لإصلاح أوضاع أولادي وبناتي ومن هم في مثل وضعهم". أنهى أبن منال الثانوية العامة بنسبة 98% ولكنه لن يسمح له بالقبول في الجامعة التي يريد كونه غير سعوديا.. وسيقبل فقط في الفصل الدراسي الثاني حسب النظام.. وهو ما يعني ضياع نصف عام من حياته دون سبب منطقي. أكثر من 8 الآلاف عاطل عن العمل من أم سعودية والعدد مرشح للتضاعف خلال الأيام المقبلة وجدوا في شمولهم ببرنامج أعانة الباحثين عن العمل (حافز) أكثر من مجرد 2000 ريال تمنح لهم كل شهر لمدة عام.. اعتبروه بداية لتصحيح أوضاعهم ليكونوا مواطنين طبيعيين.. وهم يأملون أن لا يكون مجرد قرار واحد وأن يتبعه المزيد من القرارات التي تصب في صالحهم.