ذكر تقرير سعودي أن الشارع السعودي يعيش حالة يصفها نشطاء بالذعر واليأس مدفوعة بسطوة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذات الصلاحيات الواسعة في البلاد. ويقوم رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية الذين يعرفون أيضاً باسم "المطوعين" أو "المطاوعة" بتطبيق القواعد الإسلامية المحافظة إلى حد كبير في البلاد والمتعلقة بقضايا من قبيل اللباس والمبادئ الأخلاقية. ووفقاً لموقع "سي إن إن" (CNN) الأمريكي، تنفذ الهيئة روتينياً مداهمات واعتقالات وتوجيه للتهم لمن يقبضون عليهم من الجنسين في السعودية، حتى أن رجال الهيئة أصبحوا، وفقاً لناشطين، ينشرون الرعب في البلاد. ومؤخراً، أثار رجال الهيئة – التي تصفها وسائل الإعلام ب "الشرطة الدينية" - جدلاً في البلاد بعد امتداد سطوتهم إلى فنادق الخمسة نجوم والتي أصبحوا يدخلونها ويجولون في ساحاتها بين الرجال والنساء. وبحسب سي إن إن، قال الأخصائي النفسي الدكتور وليد الزهراني إن "في السنوات العشر الأخيرة زادت الفجوة بين المجتمع السعودي والهيئة بسبب تصرفات أعضاء ميدانيين لا يتعاملون بشكل حضاري ويتعمدون الهمجية واستخدام القوة والسلطة". وأضاف قائلاً "لا ننس أن لهم (رجال الهيئة) دور كجهاز في إصلاح المجتمع إلا أن تصرفت بعض الأفراد فيها أساءت لقطاع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشكل عام.. حتى انه أصبح هناك ما يعرف برهاب الهيئة وهو يصنف من المخاوف النفسية". وبالفعل، تواجه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعض الانتقادات في عملها ويتعرض رجالها الأربعة آلاف عضو والمكلفة بتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية في السعودية، إلى انتقادات بسبب بعض الأساليب والتصرفات داخل المجتمع، على الرغم من الدور الكبير الذي تلعبه في منع عدد كبير من الجرائم معظمها ترتبط بعادات وتقاليد المجتمع السعودي المحافظ، حيث تشكل الهيئة قوة ردع موجودة في كل أنحاء المملكة المحافظة وتضع السعودية في واحد من أكثر بلدان العالم أمناً. كما يسجل السعوديون لرجال الهيئة دورهم الكبير في حماية الفتيات من الابتزاز من قبل الشباب في ظاهرة باتت تشغل الكثير من الباحثين في السعودية واستدعت تدخل العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز شخصياً. وقال "الزهراني" إن عدد زوار ومراجعي العيادات النفسية الذين يعانون من "رهاب الهيئة" زاد، وأعمارهم من 15 إلى 40 عاماً للنساء ومن 15 إلى 30 عاماً للرجال في السعودية. وأضاف أن "المشاكل والقضايا الأخيرة من تصرفات وتجاوزات أعطت انطباعاً سيئاً عن الهيئة وأصبحت حديث المجالس وزرعت الخوف والتوتر والقلق حتى أن كثير من السعوديين يتحاشون بقدر الإمكان الاحتكاك مع رجال الهيئة". وقال "أصبح بعض رجال الهيئة يتدخلون في اللباس والشكل والعبارات وغيرها من الأشياء السطحية التي لا علاقة لهم بها مثل التصرف الأخير في مهرجان الجنادرية ومعرض الكتاب واعتدائهم على بعض العائلات والنساء مؤخراً دون وجه حق".