صنع الفنان فضل شاكر الحدث في العاصمة اللبنانية بيروت، بظهوره في اعتصام نظمته تيارات سلفية للتضامن مع الشعب السوري الحراك المناهض للرئيس بشار الأسد، وقدم شاكر أنشودة دينية، وندد بالفنانين اللبنانيين المؤيدين لنظام دمشق، في الوقت الذي نفذ عدد من أنصار حزب البعث تجمعاً مضاداً على بعد أمتار. وشارك شاكر في التجمع بوسط بيروت عصر الأحد، الذي دعا إليه الشيخ أحمد الأسير، الذي صعد نجمه مؤخراً كأحد رموز التيار السلفي في لبنان، وهدف الاعتصام إلى الاعتراض على القمع الممارس من النظام السوري ضد شعبه. ورفع المعتصمون الرايات الإسلامية وأعلام المعارضة السورية، وتراوحت التقديرات حول أعداد المشاركين بما بين ألفين وثلاثة آلاف شخص، وسط حضور أمني كثيف خشية وقوع صدامات بعد تحذيرات أمنية. وتحدث الأسير في الاعتصام مشيراً إلى أن التجمع الذي نظمه هو "كلمة حق في وجه سلطان جائر،" وندد بالوضع الإنساني في حمص مع وجود "آلاف القتلى والمشردين" وتوجه رجل الدين اللبناني إلى المسيحيين في المنطقة إلى عدم تصديق الدعوات التي تخوفهم من المسلمين وتزرع "الوهم والخوف" في قلوبهم. من جانبه، ظهر شاكر على المنصة لينشد نشيد "سوف نبقى هنا" الديني، وسط هتافات مؤيدة ل"الجيش الحر" من المحتجين، وقدم المغني المقطوعة إلى "أهلنا بحماة وحمص ودرعا،" وقد نال تسجيل فيديو يظهر شاكر أثناء أداء النشيد أكثر من 150 ألف مشاهدة خلال ساعات عبر يوتيوب. وفي حديث إلى وسائل الإعلام، قال شاكر إن مشاركته هي "نصرة لأهلنا في حمص وحماة ودير الزور وإدلب،" مضيفاً: "نصرهم الله وانتقم من بشار الأسد وأعوانه." ولدى سؤاله عن رأيه بالفنانين اللبنانيين الذين يؤيدون الأسد قال شاكر "أسأل الله أن يحشرهم معه،" ورد على تهديدات فايز شكر، الأمين القطري للفرع اللبناني من حزب البعث الموالي لسوريا، بالقول إن الأخير "قزم" قبل أن يعود ويطلق عليه لقب "فايز التنكة." من جانبها، نفذت القوات الأمنية انتشاراً كثيفاً في الموقع، إذ تجمع على بعد 200 متر أنصار حزب البعث تنديداً باعتصام التيار السلفي، وحضر وزير الداخلية، مروان شربل، شخصيا للإشراف على الإجراءات الأمنية. أما التجمع المؤيد للنظام السوري، والذي ضم قرابة ألف شخص، فقد شهد إلقاء كلمات شددت على وجود "مؤامرة" ضد سوريا، وعلى رفض تحويل لبنان إلى "معبر أو مقر للعدوان على سوريا،" وفق تعبيرهم. كما حمل المشاركون صور الأسد والأعلام السورية، إلى جانب صور كبيرة للعاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وعدد من السياسيين اللبنانيين، مثل زعيم الحزب التقدمي، وليد جنبلاط، كتبت عليها شعارات منددة. يشار إلى أن فضل شاكر كان قد أدلى مؤخراً بمواقف إعلامية أثارت جدلاً واسعاً، إذ ندد بالأوساط الفنية العربية التي اعتبر أنها باتت فاسدة، وأكد تأثره بالدعوة السلفية والشيخ الأسير شخصياً.