تزايدت الدعوات لمقاطعة معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يتولى إدارته لهذه الدورة الدكتور صالح الغامدي، وذلك على رغم عدم انطلاقه حتى الآن، أو حتى إعلان برنامجه الثقافي. وعلى الرغم من أن دعوات المقاعة بدأت منذ الأسبوع الماضي إلى أنها تفاقمت وأصبحت ظاهرة لافتة في شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»، بغية صد الناس عن زيارته، وحث «المحتسبين» على أداء دورهم في «إنكار المنكر» على حد قولهم. ووفقا لتقرير للحياة اللندنية اعتبر الكثير ممن يدعون إلى المقاطعة، أن ما أعلن من السماح للجنسين بدخول أيام المعرض كافة، خطوة «تغريبية» تستحق الإنكار. وقال عبدالرحمن السعدي: «إن الدخول في بداية الأمر كان الأصل فيه للرجال فقط، وهناك أيام مخصصة للعوائل ولا يسمح بدخول العزاب، ثم سمح بعد ذلك للعوائل مع وجود أيام خاصة للرجال.. لتأتي الآن الخطوة الأخيرة، وهي جعل جميع أيام المعرض اختلاطاً! وهذه المراحل للتاريخ، حتى لا يلام أهل الغيرة ليعرف معنى «التغريب» ممن يتجاهله ويتساءل عن حقيقته». ونظر عبدالمجيد الأحمدي إلى الأمر من وجهة نظر اقتصادية، معتبراً إلغاء أيام مخصصة للرجال «سيتسبب للمعرض بخسارة ثلثي رواده». أما أنس الغامدي فنحى منحىً أخلاقياً، إذ يقول مخاطباً وزارة الإعلام والثقافة: «كفاكِ استفزازاً لشعور هذا المجتمع، ما تفسير أن يجعل الرجال والنساء في يوم واحد، ألم تكفيكم مخازي الجنادرية»؟ أما الشيخ عبدالعزيز آل عبداللطيف فطالب، في أكثر من تغريدة، بعدم «تساهل بعض المتدينين بشراء كتب الليبراليين ونحوهم من الزنادقة من دون مسوغ شرعي ولا مصلحة راجحة»، معتبراً أن حقها «الإتلاف كما حرره العلماء». ولم تكن قضية أوقات الزيارة لوحدها مشكلة لدى مهاجمي المعرض، إنما أضيف إليها ما تناقله البعض حول منع بعض الدور الإسلامية من المشاركة في المعرض، إذ علق عليها الدكتور عمر المقبل قائلاً: «أن يفسح لدور خارجية تبيع هشيم الثقافة والزندقة، وتمنع مكتبات سعودية متخصصة في بيع الكتب المفيدة، فهذه انتكاسة خطيرة». وحذر سعد القعود وزارة الثقافة والإعلام من مثل هذه القرارات «فهو لعب بالنار.. واستفزاز لغيرة شباب التوحيد». وتهكم فيصل الباز «لا تستغرب إذا عقدت ندوات في المعرض تطالب بالسينما وبمعهد موسيقى، بحسب الضوابط الشرعية». من جهة أخرى، استغرب عدد من المثقفين الهجمة الاستباقية على المعرض، كالكاتب شتيوي الغيثي الذي قال: «ألا يعرف هؤلاء أنه بكبسة زر سآتي بأي كتاب في آخر العالم». وتساءل المدون سلطان الجميري عن الأمن والأمان، «إذا كان معرض الكتاب بحاجة لوجود الشرطة والقوات الخاصة ومكافحة الشغب؟». وقال المغرد سعيد آل قابل «كل شخص لديه عقل، ويستطيع أن يميز بين الصواب والخطأ، لذلك فرض الوصاية يجب أن يزال». وتناقل المغردون خلال الأيام الماضية مقطعاً للشيخ محمد الددو في «يوتيوب»، ينفي أن تكون الطريقة الشرعية هي بمنع الكتب وملاحقتها، «ولكن ملاحقتها بالأفكار الصالحة، وعبر المناقشة والحجة والعلم». وطالب بعدم منع الكتب أو إغلاق المواقع الإلكترونية «فهذا يزيد من شهرة صاحبها، فكل ممنوع مرغوب، والأصل أنك عندما تجد كتاباً مخالفاً، ترد عليه».