اعتبر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري أن نفوذ الولاياتالمتحدة يتقلص بسرعة في العالم نتيجة الهجمات التي تعرضت لها، مشيرا إلى أن خفض واشنطن لميزانيتها الدفاعية وحوارها مع حركة طالبان دليل على انحسار هذا النفوذ. وقال الظواهري في تسجيل صوتي بثته مواقع إسلامية على الإنترنت "أبث لكم التهنئة بتسارع انكماش النفوذ الأميركي في العالم، وقد كان من آخر علامات هذا الانكماش والتراجع تخفيض ميزانية وزارة الدفاع الأميركية الأخير"، مضيفا أن الغطرسة العسكرية لم تجلب للولايات المتحدة إلا الخسائر. وأضاف أن "الأزمات التي تواجهها أميركا والتي اضطرتها لتخفيض ميزانيتها الدفاعية كان السبب الأكبر فيها توفيق الله للمجاهدين للإثخان في إمبراطورية الشر المعاصرة". وقال إن المبادرات الأميركية تجاه طالبان بشأن مصالحة محتملة دليل آخر على هزيمة أميركا، وإنها "على وشك سحب قواتها من أفغانستان وتقبل بل وتلح في طلب التفاوض مع الإمارة الإسلامية (حركة طالبان) التي كانت تعتبرها مجموعة إرهابية يجب القضاء عليها". وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد كشف في منتصف فبراير/شباط النقاب عن ميزانية الدفاع لعام 2013 والتي اقترحت تخفيضات في إنفاق وزارة الدفاع للمرة الأولى منذ 1998 حيث تقلص الإنفاق على الأفراد العسكريين وعلى شراء الأسلحة. وأعلنت طالبان الشهر الماضي أنها تعتزم إقامة مكتب سياسي في قطر قبل إجراء محادثات رسمية مع الولاياتالمتحدة. وقال مسؤولون أفغان وأميركيون إن اتصالات استكشافية بين الجانبين بدأت بالفعل. وبشأن التطورات السياسية في مصر قال الظواهري إنه رغم الإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك العام الماضي فإن "نظامه الفاسد سيظل في مكانه إلى أن تفرض الدولة الشريعة الإسلامية، وتتوقف عن التجاوب مع الولاياتالمتحدة وتلغي معاهدة السلام مع إسرائيل". وتابع في التسجيل الذي حمل عنوان: لماذا ثرنا عليه إذن "لقد أثبتت الهبات الشعبية العربية أنها إسلامية في توجهها الأغلب وأنها انتفضت ثائرة ضد عملاء أميركا". وقال الظواهري وهو مصري تولى قيادة القاعدة عقب مقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن، العام الماضي "مصر ليست منطقة حرة للتجارة ولا وكيلا لأميركا ولا سمسارا لإسرائيل ولا ملهى للسياحة، مصر هي قلعة الإسلام وحصن العروبة". وتصدرت جماعة الإخوان المسلمين الانتخابات البرلمانية المصرية بعدما حصلت على أكثر من 43% من المقاعد.