انطلقت مساء أمس الأحد برعاية وحضور نائب وزير الثقافة والإعلام الدمتور عبدالله الجاسر فعاليات ملتقى (المرأة والنص) المقام الفترة ما بين (27 - 29 -3-1433ه الموافق 19 - 21-2-2012م) وذلك بمقر النادي الأدبي بالرياض، في أولى ثمار الشراكة العلمية بين كرسي بحث صحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن والنادي الأدبي بالرياض. وحضر الافتتاح نخبة من رجال الإعلام والصحافة والأدب والثقافة على رأسهم رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الدكتور خالد المالك ورئيس النادي الأدبي بالرياض عبد الله الوشمي، وشهد الحفل توقيع اتفاقية التعاون الأولى بين كرسي بحث صحيفة الجزيرة بجامعة الأميرة نورة وتمثله الدكتورة نوال بنت إبراهيم الحلوة أستاذ الكرسي ونادي الرياض الأدبي عبر رئيسه الدكتور عبد الله الوشمي. ويهدف الملتقى إلى لفت النظر إلى كل ما يسفر عنه نص المرأة، وما يحمله من رؤى وأفكار وتوجهات وقيم، وأثر ذلك في تصحيح وضعها الحضاري والاجتماعي، وما ينتجه من حراك ثقافي وفكري على مستوى المنجز النصيّ. وافتتحت جلسات الملتقى في يومه بإدارة الدكتور علي الحمود وبمشاركة الشاعر والأستاذ بجامعة الإمام الدكتور فواز اللعبون الذي ألقى ورقة بحثية بعنوان الاغتراب في شعر المرأة تناولت مفهوم الاغتراب ونشاته في الأدب والنقد مستقرأ للاغتراب النفسي في شعر المرأة السعودية من خلال مجموعة شعرية وكذلك للاغتراب الحضوري من خلا لمجموعة أخرى منتقاة مما كتبته المراة من نصوص شعرية، وجاءت الورقة البحثية الثانية "استخدام العلم لتعزيز الاتجاهات الثقافية السائدة حيال دور ومكانة المرأة " للدكتور عبد السلام وايل السليمان الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الاجتماعية بجامعة الملك سعود والذي ناقش من خلالها أشكال استخدام المعرفة في الخطابات اليومية التي تمكن وسائل الإعلام الحديث من فتحها باعتبارها وسائط حوار (المحاضرات، الخطب، المقالات الصحفية، المنتديات) وتم التوصل إلى ثلاثة نماذج لاستخدام المعرفة العلمية من أجل إثبات صحة موقف سائد في الثقافة تجاه المرأة وهذه النماذج هي: قراءة وتلحيص أبحاث علمية منتجة قبلا، إنتاج بحوث علمية، استخدام المكانة العلمية في المتحدث. فيما تستمر فعاليات الملتقى لمدة ثلاثة أيام يتناول فيها محاور المرأة والإبداع، وتحليل خطاب المرأة وسيميائيتها، والذات الأنثوية بمشاركة نخبة من الباحثين والباحثات والمهتمين بالإبداع النسائي في المملكة. الجاسر: الوزارة تدعم التكامل .. لكن أين المؤسسات الخاصة؟ من جانبه اعتبر الدكتور عبد الله الجاسر نائب وزير الإعلام أن ثمة مميزات مهمة في هذا الملتقى ميزته عن غيره من الندوات والملتقيات التي تناقش قضايا المرأة أو قضايا المرأة والنص لأن قيامها في حد ذاتها أمر عادي موضحا أن ما كان يحلم به وتحقق اليوم ليخلق هذا النوع من التميز هو اجتماع ثلاثة عناصر هي النادي الأدبي وهو جهة ثقافية تعنى بالأدب والثاني وجود مؤسسة أكاديمية تعنى بالعلم والتعليم وهي جامعة الأميرة نورة والعنصر الثالث يتمثل في وجود شراكة مع مؤسسة صحفية تعنى بالنشر والصحافة وهي مؤسسة الجزيرة موضحا أن أمنيته لم تتحقق بشكل كام لأنه كان يتحلم بمشاركة فعالة لعنصر رابع وهو مؤسسات القطاع الخاص، مشيرا إلى أن استمرار مثل هذا التعاون بين هذه الأطراف من شانه يخلق حالة رائعة من الحراك والتكامل الثقافي المجتمعي. ونوه الجاسر على اهتمام وزراته بمثل هذا التكامل والتعاون مع جميع الأطراف المختلفة (ثقافية وأكاديمية وصحفية ومؤسسات خاصة)، وقد حظيت الوزارة بدعم جيد لمشاريع رائدة من قبل مؤسسات كبرى من القطاع الخاص لكن الهدف الذي تسعى إليه وزارة الثقافة هو أن تكون تلك المؤسسات لصيقة الصلة بنظيرتها الأكاديمية والإعلامية والثقافية لخلق حالة من التكامل كما هو متعارف عليه في أوربا والدول المتقدمة فعلى سبيل المثال في الدول الغربية لا يتم منح المؤسسات الإعلامية والإذاعات تراخيص جديدة إذا لم تقدم سنويا كشف خدمات بما قدمته لمجتمعها من خدمات. وأشاد نائب وزير الإعلام بجهود مؤسسة الجزيرة الصحفية في خلق حالة من هذا التكامل مع المؤسسات الأكاديمية بقيامها بإنشاء 8 كراس علمية في مختلف جامعات المملكة وهذا هو الكرسي التاسع لها كذلك قيامها بدور مهم يساند وزارة الإعلام من خلال قيامها بنشر العديد من الكتب والإصدارات مثل الإصدار الأخير عن الراحل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني رحمه الله وكذلك إصدارها كتابا عن وزير العمل الراحل الدكتور الأديب غازي القصيبي. وشدد الجاسر على دعم الوزارة ومباركتها لكل عمل تكاملي من شأنه أن يرفع مستوى الثقافة في البلاد على غرار ما يقوم به نادي الرياض الأدبي اليوم مع صحيفة الجزيرة وجامعة الأميرة نورة، مشيراً إلى اهتمام الوزراة بثقافة وإعلام الشباب باعتبار أن 50 في المائة من سكانها من هذه الفئة ويجب أن نعترف بأن هناك إعلاما جديدا ظهر بقوة وبدى ظاهرا تأثيره الكبير وهو أداة قوية للتواصل الاجتماعي في المجتمع السعودي وهو ما يحتاج إلى عناية واكتشاف لإبداعات الشباب والشابات من خلال مثل هذه الملتقيات وأن التكامل الذي أشار إليه من شانه خلق مثل هذه الحالة، لافتا إلى أن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة هاتفه شخصية قبل حضوره إلى الحفل ليعلن له مباركته لهذا التوجه لافتا إلى أن صحة الوزير في حالة مستقرة بعد تعافيه من الوعكة الصحية التي ألمت به مؤخرا. المالك: ظاهرة ثقافية جديدة بدوره ثمن الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة هذه الخطوة الجديدة المتمثلة في تعاون النادي الأدبي بالرياض مع جامعة الأميرة نورة من خلال كرسي بحث صحيفة الجزيرة معتبرا أن مثل هذا النشاط يمثل ظاهرة ثقافية جديدة يسعد المهتمين بالثقافة والأدب والفكر متمنيا مستقبلا أفضل من خلال هذا الجهد الدؤوب الذي بذله الزملاء. وعن الخطوات التكاملية التي اتبعتها مؤسسة الجزيرة لإثراء الساحة الإعلامية والثقافية أوضح المالك أن أولى هذه الخطوات بدأت من خلال سعي المؤسسة إلى إصدار موسوعات توثيقية تكرم شخصيات بذلت للمجتمع الكثير وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ثم كتاب آخر عن الملك عبد الله بن عبد العزيز ثم كتاب آخر عن النائب الثاني الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله وإصدار آخر عن وزير العمل الراحل غازي القصيبي وإصدارات أخرى عن شخصيات تستحق التقدير والتكريم من الأدباء من داخل المملكة وخارجها.