خرج آلاف المصريين في مظاهرات حاشدة أمام مقر السفارة السورية بالقاهرة الجمعة، تنديدا بممارسات النظام السوري، ومؤكدين -في الوقت نفسه- على تأييدهم لمطالب الشعب السوري المنادي بالحرية. وبعد أن كانت المظاهرات تقتصر على أفراد من الجالية السورية في مصر بشكل أساسي وينضم لهم العشرات أو حتى المئات من الناشطين المصريين، شارك بمظاهرة الجمعة آلاف المصريين الذين حاصروا مقر السفارة السورية، في ما أطلق عليه البعض "جمعة طرد السفير السوري"، احتجاجا على المذابح التي يقوم بها النظام السوري ضد شعبه الأعزل. وانطلقت مسيرة دعت إليها بعض الحركات السياسية من أمام مسجد عمر مكرم، الواقع في أحد أطراف ميدان التحرير، بعد انتهاء صلاة الجمعة وتوجهت نحو مقر السفارة القريب، كما انضم لها عدد من الناشطين السوريين المقيمين في القاهرة. وتنوعت هتافات المتظاهرين، الذين حملوا أعلام مصر وسوريا وكذلك فلسطين، بين المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد ومحاكمته على جرائم الإبادة التي يرتكبها ضد شعبه، وانتقاد موقف كل من روسيا والصين اللتين حالتا دون صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يدين الوضع في سوريا ويفرض عقوبات على نظامها. وبرز الحضور السلفي في المسيرة، ولم يقتصر الأمر على ناشطين من شباب الثورة، أو شباب جماعة الإخوان المسلمين كما كانت الحال في معظم التظاهرات السابقة، كما كان لأنصار الداعية حازم صلاح أبو إسماعيل، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية تواجد بارز. وانضم أبو إسماعيل إلى التظاهرة في وقت لاحق، حيث ألقى كلمة على منصة أقيمت أمام السفارة، قال فيها إن السكوت ليس مقبولا سواء من الشعوب أو الحكومات في مواجهة كل عمليات القتل والسحل والتعذيب التي يمارسها النظام السوري تجاه شعبه. وناشد أبو إسماعيل الشرفاء من عناصر الجيش الشوري أن يرفضوا إراقة الدماء، كما طالب السفير السوري في القاهرة بالرحيل عن أرض مصر أو إعلان براءته من نظام الأسد. وكان من اللافت تواجد المتظاهرين حتى المساء، في حين استمرت قوات الأمن في تواجدها المكثف لمنع المتظاهرين من الوصول إلى أبواب السفارة. وعلى صعيد مواز شهدت الإسكندرية، ثانية كبريات المدن المصرية، مظاهرات مماثلة انطلقت بعد صلاة الجمعة من أمام مسجد القائد إبراهيم شارك فيها مصريون وسوريون رددوا هتافات تنتقد الأسد وتطالب بمحاسبته على الجرائم التي ارتكبها نظامه في حق الشعب السوري. وشهدت الأيام الماضية تصاعدا للضغوط المصرية على سوريا، حيث أدلى وزير الخارجية محمد كامل عمرو بتصريحات لافتة انتقد فيها الأوضاع في سوريا واعتبر أن الوقت قد حان للتغيير المطلوب، كما وجه شيخ الأزهر والعديد من ممثلي القوى السياسية المصرية انتقادات حادة للنظام السوري.