أسس عدد من الطلاب السعوديين من جامعة نوفا ساوث إيسترن مشروعاً يهدف إلى تطوير القضاء السعودي عن طريق الوساطة وحلّ وتحليل النزاعات. وقد اجتمع وزير العدل السعودي الدكتور محمد العبدالكريم العيسى بهم بمقر الملحقية الثقافية في واشنطن لمناقشة مشروعهم المقترح "وصال". وقد استمع الدكتور العيسى إلى الطلاب أحمد أصفهاني، غاده الغنيم، رندا المداح، لمى حاكم، تسنيم الجهني، خالد السميري، وهم يشرحون فكرة مشروعهم الذي يتمحور حول الوساطة. وفكرة مشروع وصال مبنية على نظام الوساطة بين المتنازعين والتي تتيح لطرفي النزاع التوصل إلى حل يُرضي الطرفين بمساعدة الوسيط. ودور الوسيط يتركز في تسيير جلسة الوساطة وتقريب وجهات النظر بينهما ولا يستطيع الوسيط إبداء رأيه أو الانحياز لأي طرف. وتمتاز فكرة الوساطة بقدرتها على تخفيف الأعباء الملقاة على عاتق القضاء السعودي، وذلك بسبب محدودية القضاة مقابل العدد الكبير من القضايا المقدمة لهم. وكذلك توفر الكثير من الوقت، حيث بإمكان حسم النزاع لصالح الطرفين في جلسة واحدة، كما تتميز الوساطة بالمحافظة على خصوصية المتنازعين كون طرفي النزاع وحدهم من يحضر جلسات الوساطة وهم من يقرون الحلول. ويتم إتلاف جميع تفاصيل النزاع فور الوصول لحل نهائي. شرح مهنة الوساطة ويؤثر مشروع وصال بشكل أساسي على أربعة محاور أساسية: أولاً المحور الحقوقي، ويعتمد على إنشاء مركز وساطة تابع لوزارة العدل واعتماد التشريعات اللازمة لتطبيق البرنامج المقترح، بالإضافة الى اعتماد هيكل تنظيمي للبرنامج، ثانياً المحور الاجتماعي ويهدف الى تخفيف حدة التوتر والمنازعات بين أفراد المجتمع السعودي وعلى حماية منظومة الأسرة، وثالثاً المحور الثقافي ويرتكز على تعريف البرنامج للقضاة ونشر الوعي للمجتمع السعودي، وأخيراً المحور الاقتصادي ومن أهم أهدافه إيجاد فرص وظيفية للمؤهلين وتخفيف الأعباء المالية على المحاكم وأطراف النزاع. وتعتبر الوساطة علماً بحد ذاتها لها نظريات وفنون وأخلاق مهنية خاصة بها. ولممارسة مهنة الوساطة شرح الطلاب كيفية الإعداد الأكاديمي للراغبين في الدخول الى مجال الوساطة وآلية الحصول على ترخيص عمل كوسيط. وفي نهاية اللقاء أثنى وزير العدل على المشروع المقدم من قبل الطلاب والطالبات المبتعثات، وقال: "نحن أحوج ما نكون لمثل هذا المشروع"، وأفاد الطلاب بأنه ستتم مراجعة الدراسة وإضافة بعض التعديلات إن لزم الأمر واستعمالها كلائحة تنفيذية لنظام الوساطة في المملكة بإشراف من القضاء السعودي. والجدير بالذكر أن الطلاب والطالبات قد أسسوا لأنفسهم مجموعة تعرف باسم المجموعة السعودية لحل النزاعات وبناء السلام. وتهدف المجموعة الى خدمة المجتمع السعودي بكافة الوسائل والسبل الممكنة لهم. وقد لاقت هذه المجموعة تشجيعاً كبيراً من الوزير، حيث قال لهم إن هذه الاحترافية في العمل والعرض وأنتم مازلتم في مراحل الدراسة تبشّر بمستقبل واعد لكم.