نفى وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العال قيام موالين لنظام معمر القذافي السابق بشن الهجوم على بني وليد امس، مؤكدا أنها مشاكل داخلية في هذه المدينة، وقال “إن المعلومات التي في حوزتنا تقول إن هناك مشاكل داخلية بين سكان المدينة، مؤكدا سقوط خمسة قتلى”. وأوضح ردا على سؤال “أن المعلومات من داخل بني وليد لا تشير إلى أن هناك أعلاماً خضراء، ولا وجود لأي شيء على علاقة بالنظام السابق وأنما أعمال العنف مرتبطة بمسألة تعويضات مخصصة لأشخاص تضرروا جراء الحرب وهناك خلاف بين طرفين في المدينة حول هذه المسألة”. وكان مسؤولان محليان قالا إن انصارا للنظام الليبي السابق مدججين بالسلاح استولوا على مدينة بني وليد. وأفاد شهود عيان أن فوضى عارمة تسود فيها وانه لم يكن ممكنا معرفة من يقف الى جانب الثوار أو إلى جانب النظام السابق. وقال مبارك الفطماني إن “مناصري القذافي يسيطرون بالكامل على مدينة بني وليد”. وأضاف أن 5 “ثوار” ، تعرض قائد كتيبتهم لهجوم من قبل الموالين للقذافي، قتلوا فيما أصيب 30 آخرون. وكان المتحدث باسم المجلس المحلي في المدينة محمود الورفلي قال أيضا “سقط 4 شهداء في صفوف الثوار وأصيب 20” مضيفا أنه يخشى وقوع “مذبحة”. وقال إن “كتيبة 28 مايو الكبرى في بني وليد التابعة لوزارة الدفاع مطوقة من قبل موالين للقذافي يرفعون أعلاما خضراء وتستهدف بكل أنواع القذائف”. وأكد الورفلي أن مؤيدي النظام السابق يهاجمون الثوار السابقين في المدينة، موضحا أنهم “حوالى مئة أو 150 ويحملون أسلحة ثقيلة”. وتابع “طلبنا تدخل الجيش لكن وزارة الدفاع والمجلس الوطني الانتقالي خانونا وتركونا بين المطرقة والسندان”. وقال الورفلي “طلبنا منهم إيجاد حل منذ شهرين”. إلى ذلك ، حذر رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبدالجليل من حرب أهلية في ليبيا في حال استقالة المجلس الذي يواجه أخطر أزمة منذ سقوط نظام معمر القذافي، أرغمت نائب رئيسه على الاستقالة. وقال عبدالجليل في مقابلة مع تلفزيون “ليبيا الحرة” الليبي “لن نستقيل لأن (الاستقالة) قد تؤدي إلى حرب أهلية”، وذلك في أعقاب تصاعد الاحتجاجات ضد السلطات الجديدة. وأدلى عبدالجليل بتصريحاته بعد ساعات على استقالة نائبه عبدالحفيظ غوقة من المجلس إثر احتجاجات طالبته بالاستقالة. كما اضطر المجلس تحت ضغط الشارع إلى إرجاء تبني القانون الانتخابي الذي سيتم على أساسة انتخاب مجلس تأسيسي في يونيو ، بعدما هاجم متظاهرون غاضبون السبت مقر المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي مهد الثورة في شرق ليبيا. وهي أول أزمة سياسية تواجهها السلطات الجديدة منذ أن تولت زمام الأمور في البلاد. وإذ استبعد عبد الجليل استقالة المجلس ، اتهم “أياد خفية” بالوقوف خلف أعمال العنف الأخيرة. وأعلن غوقة الأحد استقالته “بما فيه مصلحة الأمة” وذلك بعد تزايد الدعوات إلى استقالته ، وقد هاجمه طلاب في جامعة بنغازي الخميس. وقال متحدثا إلى “فرانس برس” إنه “بعد انتهاء حرب التحرير، بدأت تسيطر أجواء من الحقد لا تخدم المصلحة الوطنية”. وتابع “المهم هو الحفاظ على المجلس الوطني الانتقالي. لا نريد لبلادنا أن تنزلق إلى الفوضى .. لان هذه المرحلة حاسمة ، ولا تقل دقة عن المرحلة التي سبقتها”.وحرص عبدالجليل على الإشادة بغوقة مؤكدا أنه “اختار الوطن قبل شخصه” ودعم الثورة فيما كان آخرون “في مصر أو في أماكن أخرى مختبئين”. وألقيت قنابل يدوية الصنع السبت على مقر المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي قبل أن يحتله مئات المتظاهرين ويحرقوا واجهته. وبعدما كان من المقرر أن يعقد المجلس مؤتمرا صحفيا الأحد لإعلان إقرار القانون الانتخابي ، اضطر إلى الاجتماع في مكان لم يعلن عنه لأسباب أمنية بعد أحداث اليوم السابق، على ما قالت سلوى الدغيلي المكلفة الشؤون القانونية في المجلس لوكالة فرانس برس.