خرج الكاتب جون هيوز من عباءة الحملة الأمريكية ضد الإسلام ليعلن في مقاله بصحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" أن الإسلام نادى بالديمقراطية وكفل حرية الرأي والتعبير لأتباعه قبل أن تخرج أمريكا إلى النور وتحمل لواء الدفاع عن الديمقراطية في الشرق المقهور. وأكد هيوز في مقالته أن السياسة المتبعة في العالم العربى وتراجع الديمقراطية وجد الذريعة للولايات المتحدة لتحرك سريع داخل المنطقة تحت شعارات تحرير الشعوب وإنشاء مجتماعات ديمقراطية. أيضا أوضح المقال أن الأصوات داخل أمريكا لا تزال تؤكد أن الإسلام والديمقراطية لا يجتمعان تحت سقف واحد، رغم محاولات الرئيس الأمريكى الحالى باراك أوباما لتغيير الصورة السلبية التي رسمتها السياسات السابقة لبلاده والتقرب إلى المجتمع الإسلامي. ووفق صحيفة "اليوم السابع" المصرية ضرب هيوز ثلاثة أمثلة داخل الأمة الإسلامية للتأكيد أن الإسلام والديمقراطية وجهان لعملة واحدة، بعد أن نجحت ثلاث دول إسلامية فى المزج بين الإسلام والديمقراطية والنهوض بمجتمع حر قادر إلى حد بعيد علي التغيير والإصلاح، وهى اندونيسيا، والهند، وتركيا. وأوضح كاتب المقال أن اندونيسيا التي تعد أكبر دولة إسلامية فى العالم بتعددها السكاني الذي جاوز ال 205 مليون نسمة، قد شهدت فى الآونة الأخيرة تقدماً ملحوظاً أدى إلى خوض انتخابات وطنية سيكون من شأنها تعزيز مستقبل ديمقراطى مزدهر. فيما أنتهت الهند التى يبلغ تعداد سكانها 150 مليون مسلم، من انتخابات ساخنة امتدت نحو شهر، وشارك فيها ملايين الهنود بمختلف دياناتهم، لتعلن عن بيئة ديموقراطية خصبة تكفل حرية التعبير والتغيير. وقدم هيوز مثاله الثالث من تركيا والتى يبلغ تعداد سكانها المسلمين ما يقرب من 77 مليون شخص، وأكد أنها نموذجا يحتذى به على الديمقراطية العلمانية فى دولة إسلامية. وأكد هيوز في نهاية مقالته علي أن تلك التجارب وإن كانت لا تمثل باقي دول العالم اللإسلامي التي تعاني من غياب الديمقراطية وقتل لحرية التعبير، إلا أنها كذبت دعاوي الغرب وأكدت أن الإسلام يخرج من عباءته الديمقراطية التي تمنح الفرصة لمجتمع ينعم بالاستقرار.