أُحبطت المؤامرة الإيرانية التي تقول الولاياتالمتحدة إنها كانت تستهدف السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير لأن القاتل المأجور الذي كُلف بتنفيذ عملية الاغتيال مقابل 1.5 مليون دولار كان في الحقيقة مخبراً أميركيا مندساً في عصابة زيتا المكسيكية لتهريب المخدرات. وقال المخبر لادارة مكافحة المخدرات الاميركية في ايار/مايو ان العميل الإيراني المفترض منصور عرببسيار اتصل به. وجرت بينهما عدة لقاءات في المكسيك سُجلت وقائعها. ويقال ان الطرق التي بحثها الاثنان شملت تنفيذ عملية اغتيال وتفجير عبوة ناسفة. ووفقا لموقع إيلاف توجه عرببسيار بطائرة الى المكسيك في ايلول/سبتمبر ليضع نفسه تحت تصرف العصابة كضمانة الى ان يُدفع المبلغ المتفق عليه كاملا بعد تنفيذ الاغتيال. وأكدت الحكومة المكسيكية انها منعته من الدخول واعادته بطائرة توقفت في نيويورك حيث أُلقي القبض عليه. وتُعد عصابة زيتا طرفا رئيسيا في حرب المخدرات التي تشهدها المكسيك حيث يقاتل افراد زيتا عصابات منافسة ويواجهون حملة تقوم بها القوات المسلحة المكسيكية. ومعقل العصابة هو ولاية تاموليباس شمال شرقي المكسيك على الحدود مع ولاية تكساس الاميركية. وتنشط العصابة في غواتيمالا ايضا. ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن مصادر ان العصابة تدير عمليات تهريب الى اوروبا والولاياتالمتحدة. وافادت تقارير ان عرببسيار والمخبر الاميركي المندس في عصابة زيتا بحثا تفجير السفارة الاسرائيلية في واشنطن والسفارة السعودية في الارجنتين وفتح طرق لتهريب الافيون من منطقة الشرق الأوسط عبر الأراضي المكسيكية. ولا يُعرف عن عصابة زيتا انها تلجأ الى عمليات التفجير واستخدام العبوات الناسفة لكنها متهمة بارتكاب عدد من ابشع الجرائم في اطار حرب المخدرات المستعرة في المكسيك. ومن هذه الجرائم احراق كازينو في مدينة مونتيري في آب/اغسطس الماضي ومقتل 52 شخصا في الهجوم. وقامت العصابة بتنويع نشاطاتها لتشمل الى جانب المخدرات اعمال الابتزاز وعمليات خطف المهاجرين من اميركا الوسطى الى الولاياتالمتحدة بأعداد كبيرة. وظهرت عصابة زيتا في اواخر التسعينات وكان مؤسسوها هاربين من الجيش جندتهم عصابة غولف لتعزيز قدراتها. وتنامت عصابة زيتا بمرور الوقت وتعاظمت استقلاليتها. وفي اوائل 2010 انفصلت عن عصابة غولف ، وتناصب العصابتان الآن احداهما الأخرى عداء شديدا. واحدثت عصابة زيتا انقلابا في العالم السفلي في المكسيك بتفوق تدريبها وتخطيطها وتركيزها على نوعية السلاح واستعدادها لاستخدام قسوة بالغة وعدم اكتراثها بمن يُقتلون مع الأشخاص المستهدفين بتصفياتها. وبادرت العصابات الرئيسية الأخرى الى تشكيل وحدات مماثلة أسهمت في تأجيج حرب العصابات في المكسيك وتزايد فظاعتها وصعوبة وقفها بالتحالفات السابقة التي كانت تطوق الصراعات بين العصابات المتنافسة في السابق.