أكد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إتمام صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل برعاية مصرية. وأضاف أن الأمر بات في إطار الترتيبات الفنية للتنفيذ. ومن جهته وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الصفقة بأنها "قرار صعب". وقال أبو عبيدة في اتصال مع الجزيرة إنه تم تجاوز جميع العقبات التي حالت دون التوصل إلى اتفاق في المراحل السابقة، وذلك بما ينسجم مع مطالب المقاومة الفلسطينية دون الدخول في التفاصيل، موضحا أن هذه التفاصيل سيتم الكشف عنها في الساعات القادمة. ووصف أبو عبيدة الصفقة بأنها "إنجاز تاريخي للمقاومة الفلسطينية"، كما أنها "انتصار للشعب الفلسطيني على الاحتلال الإسرائيلي". وأكد أن الاتفاق تم وفق الشروط التي كانت تطالب بها المقاومة، لافتا إلى أن ثلث المتوقع الإفراج عنهم هم من ذوي الأحكام العالية إضافة إلى أسرى من القدس وآخرين من عرب 1948. من جهته أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توقيع اتفاق الأسرى. وقال في تصريح صحفي أمام طاقمه الوزاري إن ما تم التوصل إليه "قرار صعب" تم فيه مراعاة التوازن بين الرغبة في الإفراج عن الجندي وبين الضرورة في الحفاظ على أمن إسرائيل. وقال نتنياهو إن الاتفاق هو أفضل ما يمكن أن يتم الوصول إليه في وقت تعصف به العواصف في الشرق الأوسط. وأوضح أنه أبلغ أهل الجندي أن شاليط سيعود خلال الأيام القليلة القادمة إلى أسرته وشعبه. وشكر ألمانيا ومصر لدورهما في الوساطة. وتتضمن الصفقة الإفراج عن 1000 أسير فلسطيني بينهم 450 أسيرا بالاسم، و550 أسيرا ضمن مواصفات محددة إلى جانب المرضى والأطفال وكبار السن، وذلك في مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، المحتجز في غزة منذ 25 يونيو/حزيران 2006. وقال مراسل الجزيرة في رام الله وليد العمري إن مصادر إسرائيلية أكدت أن مصر لعبت دورا هاما في الاتفاق حول آلية التنفيذ، والمتوقع أن يبدأ به في نهاية الشهر الحالي أو بداية الشهر القادم على أبعد تقدير. مراحل التنفيذ وأوضح المراسل أن آلية التنفيذ ستتم على مرحلتين، حيث سيتم في المرحلة الأولى نقل الجندي شاليط إلى القاهرة أو ألمانيا مع الإفراج عن 500 أسير من ذوي الأحكام العالية بينهم 9 ممن كانت تل أبيب تتشدد في إطلاقهم، ومنهم أحمد سعدات ومروان البرغوثي وثلاثة من قادة كتائب القسام الجناح العسكري لحماس أبرزهم عبد الله البرغوثي. فيما تتضمن المرحلة الثانية الإفراج عن 500 أسير آخرين. وقال مراسل الجزيرة في القاهرة عبد الفتاح فايد إن مصر لعبت دورا هاما في إتمام الاتفاق، حيث قدم وفد من حماس إلى القاهرة قبل أيام بسرية تامة قبل أن يغادر لاحقا ليلتقي قيادات حماس في الخارج. من جهته أكد مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح أن 99% من مطالب الفصائل الآسرة للجندي الإسرائيلي قد تحققت، وفق ما ذكر أبو مجاهد الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية، لافتا إلى أن الفصائل ستعقد مؤتمرا صحفيا تتحدث فيه عن التفاصيل. وجرت في السنوات الأخيرة مفاوضات في 120 جولة بوساطات متعددة أغلبها عبر وسيط ألماني. وكانت صفقة التبادل قد جرى التفاوض عليها منذ سنوات، لكن إسرائيل عطلت مرارا إتمام ذلك، بدعوى أن طلبات حماس غير قابلة للتنفيذ، وأوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت مشروع اتفاق في اللحظات الأخيرة قبل خروجه من المشهد السياسي، ثم توقفت الصفقة مع تسلم رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو مقاليد الحكم. قائمة دموية وتحدث المسؤولون الإسرائيليون عن "قائمة دموية"، في إشارة إلى أسرى ترفض إسرائيل الإفراج عنهم بدعوى أن "أيديهم ملطخة" بدماء الإسرائيليين. وكرر نتنياهو مجددا تلك الأسباب حين تحدث عن رفض حكومته للاتفاق، وشدد في خطاب متلفز في يوليو/تموز الماضي على شرطين دونهما لن تكون هناك صفقة، الأول هو عدم السماح لمن أسماهم "المخربين الخطرين" بأن يعودوا إلى الضفة، واقترح أن يبعدوا إلى غزة أو تونس مثلا، والثاني هو أنه لن يطلق من وصفهم "بالقتلة الكبار" حتى لا يوفر لهم إمكانية مهاجمة إسرائيل مرة أخرى. أعداد الأسرى يذكر أن مجمل عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي قد بلغ 5204 أسرى منهم 145 أسيرا دون سن 18 عاما، حسب بيان أصدرته إدارة السجون الإسرائيلية في نهاية أغسطس/آب الماضي. ووفقا لأرقام إدارة السجون بلغ عدد أسرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية 2924 أسيرا من بينهم 2550 أسيرا من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، بينهم 102 دون ال18 عاما، بينما بلغ عدد أسرى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين 289 أسيرا من بينهم 21 أسيرا دون ال18، و71 من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بينهم 10 دون سن ال18، و14 أسيرا من الفصائل الأخرى، حسب ما ذكرت صحيفة القدس في رام الله. ويشير التقرير إلى أن عدد أسرى الفصائل الإسلامية 1897 منهم 1381 من حركة حماس و516 من حركة الجهاد الإسلامي، ومن بين أسرى الحركتين هنالك 10 أسرى دون ال18 عاما. أما الأسرى غير المصنفين فوصل عددهم إلى 207 منهم 33 دون ال18 عاما، إضافة إلى وجود نحو 300 أسير آخرين في مراكز الاعتقال الإداري.