أكد د. سلمان بن فهد العودة مساعد الأمين العام في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين منعه من السفر خارج السعودية دون الحديث عن تفاصيل حول أسباب المنع والجهة التي كان ينوي السفر إليها. وعلى صفحة حسابه في الفيس بوك كتب الشيخ سلمان بن فهد العودة الخميس 14 يوليو 2011 يقول "أسعد الناس بمنعي من السفر بنياتي وخاصة (لدن) ذات القرنين التي أحاول اختطاف قلبها وهي تقابلني بالصدود وكأنها تعاقبني على أيام البعد". كان ذلك أبرز تعليق مع ورود خبر منع العودة من السفر عبر مطار الملك خالد الدولي بالرياض إلى مصر لتصوير حلقات برنامجه اليومي الرمضاني الشهير "حجر الزاوية" والذي من المتوقع أن يبث حصرياً على قناة دليل بالتزامن مع قناة "الحياة" المصرية. وكان العودة علَّق على منعه من السفر على صفحته بالفيسبوك بقوله "هتفت (الشعب يريد إيقاظ النيام) على طريقة الحملات السعودية تحالفت مع الصغار لإيقاظ شباب النوم الثقيل، واحد يطرق باب الغرفة دون توقف وآخر يتصل بهاتفها، وثالث يرن على جولاتهم، صفعة واحدة تعرض لها طارق الباب! أخيرا نجحنا وانطلق الركب في ميعاده!". ويأتي تصاعد هذا الخطاب بعد حديثه في 5 يوليو على صفحته عن التجاوزات الأمنية عندما وجه نداءه إلى خادم الحرمين بقوله "يا خادم الحرمين؛ قصص التجاوزات الأمنية التي سمعناها في مصر وتونس وليبيا وسوريا بدأنا نسمعها هنا في بلادنا، والعقلية الأمنية تأبى إلا أن تكرر نفسها وهي تعتقد أنها وحدها تملك الحقيقة.. كفى الله الوطن شر الفتن". ويجتذب العودة الكثير من المشاهدين والمعلقين والمعجبين على تعليقاته في حسابه بالفيسبوك أو تويتر، وزاد حضوره على قنوات التواصل الاجتماعي بعدما تم منعه من الظهور على قناة إم بي سي وإيقاف برنامجه الشهير "حجر الزاوية" الذي استطاع من خلاله توسيع حضوره الشعبي عبر فقهه الميسر ورؤاه التي تجاوز بها معاصروه. وعلى صفحة حسابه في تويتر كتب العودة الخميس 14 يوليو يقول "الخوف ليس محموداً لذاته، بل هو في ذاته نقص، ولكنه محمود إذا كان في حدود الاعتدال لما يُفضي إليه من العلم والعمل". وبالعودة قليلاً إلى تعليقات العودة على صفحته الرئيسية في الفيسبوك منذ الاثنين 11 يوليو 2011 نجد أنه يقدم وجهة نظر لما يدور من أحداث اجتماعية وشعبية في المنطقة العربية بلغة بعيدة عن التصريحات المباشرة والولوج إلى عمق الأفكار التي لا زالت تسيطر على الأوضاع في المنطقة. تفاؤل بالحجارة الصم ويقول عنه نفسه "سألني: أنت متفائل بأوضاعنا؟ فأجبته بأني متفائل حتى حين لا يوجد سبب يدعو لذلك؛ فالفأل عندي هو الإيمان بقدرة الخالق على تفجير الأنهار من الحجارة الصم" وهو تعبير يشير إلى حالة التغيير التي تشهدها المنطقة سواء تلك الدول التي تجاوزت التغيير أو تلك التي لا زالت تنتظر وترقب عن بعد. ويشرح العودة عن أسباب ضعف المسلمين بتأكيده أن "الظلم يضعف الأمة أكثر مما يضعفها الاختلاف في الرأي والنزاع المذهبي" ويعلل ذلك بحديثه أن "سنة الله في الكون اقتضت أن الكفر يدوم والظلم لا يدوم". وتبلغ قمة التصاعد في خطاب العودة -الذي تعود أن يلقي دروساً عامة والتعليق على الأحداث اليومية والسياسية عبر برنامجه الشهير حجر الزاوية الذي منع مؤخراً من عرضه على قناة إم بي سي- ليقول أن "الاستمتاع بالتسلط والقهر ومصادرة إرادة الآخرين رذيلة سواء كان بإحساس ديني أو سلطاني". ومن وجهة نظره فإنه لا يرى في أي حدث ما "فعل العبد" بل يفسر ذلك بقوله "بل أقرأ قدر الرب الرحيم الحكيم.. اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك". ويعرج العودة على مسألة تكاد تكون البارزة في المنطقة وهي عدم الاستفادة من دروس الآخرين، ويصف ذلك بحديثه أن "التجارب الأممية البشرية النافعة معنى مشترك؛ يستفيد منها الناس بعضهم من بعض، كما أن الاستفادة من الأخطاء والسلبيات إنما تكون باجتنابها لا باقتفاء أثرها". ويضع تساؤلاً عميقاً على صفحته للنقاش تحت عنوان "أين تجد نفسك بصراحة" وذلك بعد أن يشير إلى أن "الفارغون يصنعون قضايا سطحية أو وهمية يشغلون بها أنفسهم بدلاً من معالجة القضايا الحقيقية والعميقة". والعودة من أبرز الدعاة في السعودية وحقق حضوراً واسعاً في الساحة العربية والإسلامية وكان أبرز محطاته برنامجه الشهير "حجر الزاوية" و"الحياة كلمة" على قناة أم بي سي الذي لقي استحساناً كبيراً في صفوف المشاهدين وحازا على المرتبة الأولى لجميع البرامج الحوارية لخمس سنوات على التوالي. وهو حاليا مساعد الأمين العام في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والأمين العام لمنظمة النصرة العالمية وعضو مجلس الإفتاء الأوروبي ورئيس مؤسسة الإسلام اليوم. والعودة من مؤيدي التغيير في المنطقة العربية وساند الثورات في تونس ومصر عبر تأييدها من خلال أطروحاته وتعليقه على الحراك في البلدين. وكان دعا الحكومات العربية للاستفادة مما حدث في تونس ومصر والعمل على تصحيح الأوضاع الاجتماعية وإقامة العدالة وضمان الحريات للناس وأثنى على الحراك الشعبي الذي حصل في مصر فيما أكد أن الثورات لا تندلع في المجتمعات التي وصلت أوضاعها الاجتماعية إلى الحضيض وذلك بسبب أن الفقر والبؤس لا يقيم ثورات. وقال في برنامج "الحياة كلمة" 4 فبراير 2011 في ذروة الحدثين المصري والتونسي "إن أفضل وقت لنشوء خميرة الثورات هو عندما تبدأ الأمور في التحسن، وهذا معروف تاريخياً حتى إنه في الثورة الفرنسية سبقتها عشرون سنة يقول المؤرخون إنها أفضل عشرين سنة عاشتها فرنسا خلال ثلاثة قرون وكانت قد مهدت لاندلاع الثورة الفرنسية". من جابنه : أكد الشيخ الدكتور سلمان العودة أنه أقرَّ بعد مشاورات عدم بث برنامج حجر الزاوية هذا العام. وقال العودة: "الخير فيما يختاره ربنا". وقال العودة في صفحته ب"الفيس بوك": العرفان والتقدير لإدارة قناة الحياة التي رحّبت بالبرنامج وسخّرت كل إمكانيات النجاح، وشكراً للأخوين محمد توفيق ومحمد ناصف؛ فدوركما كان محورياً في إدارة العمل. شكراً لتلفزيون قطر السّباق دوماً. شكراً لدليل والرسالة وفور شباب، فريق البرنامج بقيادة الدكتور أحمد الصقر. جزاؤكم عندي خير. هذا المشهد يؤكد أن الدنيا فيها خير".