ظهرت عشرات الصفحات على شبكة التواصل الاجتماعي الأشهر (فيس بوك) تحمل اسم أسامة بن لادن بعد لحظات قليلة من الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة. واجتذبت الصفحات التي رصدها موقع مركز الدين والسياسة للدراسات - المتخصص في رصد الحركات الإسلامية- أعدادا محدودة من الأعضاء إذ تراوحت ما بين 100 و200 في الغالب وقليل من تجاوز هذا الرقم الى كتابة هذا التقرير . وتتصدر الصفحات المؤيدة ل"بن لادن" صفحة (كلنا بن لادن) والتي ضمت حوال 1100 عضو في غضون ساعات قليلة وقالت إدارتها: الرجاء نشر الصفحة لنري الغرب كم هم مخطئون بقتلهم لشيخنا اسامة بن لادن فهو ترك الملايين من اسامة بن لادن. ومن ابرز الصفحات المؤيدة لابن لادن صفحة (إرفع رأسك يا مسلم فالشّهيد أسامة بن لادن أستشهد ليرفع رأسك) وضمت 289 عضوا لحظة كتابة هذا التقرير، وطالب مدير الصفحة الأعضاء بوضع صورة بن لادن على بروفايلاتهم مضيفا: كي يعلم الأمريكان الأنجاس أنّنا في الشّدّة واحد متماسكون كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضا . هم اليوم متشفّيين فينا، وتابع: تعالوا نخوّفهم بوضع صورة الشّيخ فلمّا يحسبو أنّهم قتلوا واحدا يطلعولهم مئات الآلاف. وحملت صفحة أخرى عنوان (ادعوا لأسامة بن لادن بالرحمة والمغفرة) قال أصحابها إن أسامة بن لادن هو مسلم أخطأ ومهما كبر خطأه أو جرمه فنيته كانت خدمة الإسلام لكن حاد عن الصواب ومن قتله في النهاية صليبيون حاقدون على الاسلام والمسلمين لا يفرقون بين قاعدة أو واقفة لذلك فإنهم يون ضرورة الدعاء لابن لادن بأن يتجاوز عن ذنوبه وبهدي أتباعه إلى الصراط المستقيم. تجدر الإشارة إلى موقع فيس بوك لا يحظى بتواجد ملحوظ لعناصر وأعضاء القاعدة بالرغم من نشاطهم الكبير على الإنترنت وقدرتهم على توظيفه في خدمة أهدافهم، فوفقا لدراسة سابقة أجراها مركز الدين والسياسة للدراسات فإن للصفحات والمجموعات التي تعلن ولاءها للتنظيم أو تتحدث باسمه باسم صريح وباستخدام كلمات مفتاحية مثل: "الجهاد، القاعدة، أسامة بن لادن، أيمن الظواهري، العولقي .."لا نجد إلا عدداً قليلا من المجموعات والصفحات المؤسدة للقاعدة وأعضاءها قليلون وتترواح أعدادهم ما بين 50 إلى 150 شخصاً فقط وهي أعداد لا تذكر إطلاقا مما يثير الكثير من التساؤلات حول الزهد القاعدي في الموقع الأول عالميا. ويرى توماس هاغهامر الأستاذ الزائر في جامعة هارفرد والمتخصص في دراسة الحركات الإسلامية العنفية، أن القول بأن «اختراق» القاعدة ل "فيس بوك" ظاهرة هامشية، ويقول إن فيس بوك» لا يساعد "القاعدة" في تحقيق أهدافه الدعائية واستقطاب الناس، لأسباب عدة أهمها أن القائمين على الموقع يستطيعون بسهولة حذف المجموعات «الجدلية»، ويرى هاغهامر أن أجهزة الاستخبارات تستطيع، وبسهولة رصد من يدخلون مثل هذه المجموعات. ويرجع محللون وباحثون ذلك إلى عدم رغبة إدارة الموقع نفسه في هذا التواجد حيث أغلقت إدارة فيس بوك في إبريل 2010 صفحة لابن لادن ضمت 1000 عضو بعد أقل من شهر على اطلاقها وصرح مسئول ب"فيس بوك" انه طبقا للإجراءات المعتادة تم تعطيل الحساب. واضاف: إن الحساب ليس مهما ولكن ربما جذب الانتباه لمثل هذه الحسابات قد يدفع "فيس بوك" لتقديم سجل بالحسابات المشبوهة إلي الحكومات. ربما لن تسمح فيس بوك بتواجد صفحات لدعم التنظيمات الإرهابية أو الشخصيات القيادية لها لكن ذلك لا يعني عدم المحاولة في إيجاد آخر نشاط لتلك العناصر عن طريق نشر مقاطع الفيديو أو الروابط للمواقع الجهادية أو كتابة مدونات ومقالات أو المشاركة بإبداء الرأي في بعض الصفحات والنقاشات لكن ما يمكن قوله أن عناصر القاعدة لا تشعر بالأمان مع هذه الشبكات الإجتماعية فهي تخشى من إيصال هذه المعلومات للحكومات أو المخابرات. وكان مركز الدين والسياسة للدراسات قد أشار في تقرير سابق له إلى ظهور دعوات إلكترونية لأنصار القاعدة تنادي باستثمار هذا الحدث في كسب التعاطف والتأييد.